الحوثيون يشدّدون قبضتهم على العاصمة اليمنية
هدنة في صنعاء بعد اشتباكات دامية قرب قصر الرئاسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اتفق الحرس الرئاسي في اليمن مع الحوثيين على وقف إطلاق النار بعد اشتباكات مسلحة وقصف بالمدفعية بين قوات الجيش والمقاتلين الحوثيين في العاصمة صنعاء صباح يوم الاثنين.
صنعاء: أعلن مسؤول في اجهزة الامن أن وقفا لإطلاق النار اعلن بين الحوثيين الشيعة وحرس القصر الرئاسي في صنعاء اعتبارا من الساعة 13,30 ت.غ. وقد دخل حيّز التنفيذ.
وتقررت الهدنة خلال اجتماع بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ووزيري الداخلية والدفاع وممثل عن الحوثيين من جماعة انصار الله الشيعية.
واكد شهود وسكان في المنطقة الجنوبية للعاصمة حيث يقع القصر الرئاسي، توقف المعارك. ولا يقيم الرئيس هادي في هذا القصر الذي اندلعت حوله معارك في وقت مبكر اليوم الاثنين.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الصحة اليمني ناصر باعوم ان تسعة اشخاص على الاقل قتلوا الاثنين خلال الاشتباكات بين المسلحين الحوثيين وقوات الحرس الرئاسي في العاصمة صنعاء.
واكد لوكالة فرانس برس ان عدد الجرحى بلغ 67 جريحا من بينهم مدنيون وان جروح بعضهم خطرة، وذلك في الاشتباكات التي انتهت بوقف لاطلاق النار في وقت لاحق من الاثنين.
وقال باعوم ان "القتلى التسعة من الطرفين، والجرحى ايضا بالاضافة الى مدنيين تم توزيعهم على عدد من مستشفيات العاصمة صنعاء" مؤكدا أن "هناك حالات خطيرة بين الجرحى".
وقال متحدث باسم الحكومة اليمنية ان الميليشيات الشيعية حاصرت مساء الاثنين مقر سكن رئيس الوزراء خالد بحاح في صنعاء بعد ساعات من تعرض موكبه لاطلاق نار.
واضاف راجح بادي ان بحاح محاصر في القصر الجمهوري حيث يقيم منذ تعيينه رئيسا للوزراء في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
ويسد عناصر الميليشيا المداخل الثلاثة للقصر.
ودعا بادي الى "اجتماع عاجل" صابح الثلاثاء للقوى السياسية كافة من اجل "وضع خريطة طريق تنهي العنف" في البلاد.
وجاءت هذه المعارك بعد يومين على خطف الميليشيات الشيعية احمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني، وأحد مهندسي مشروع الدستور الجديد.
وكان بن مبارك الذي اشرف على صياغة هذا المشروع للقانون الجديد، قاد عملية الحوار الوطني التي بدأت بعد استقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في شباط/فبراير 2012 بعد عام على الانتفاضة.
وفي وقت سابق، أعلن المسلحون الحوثيون الشيعة السيطرة على تلة مطلة على القصر الرئاسي في صنعاء فيما تعرض موكب رئيس الوزراء اليمني لإطلاق نار.
وقال علي البخيتي المسؤول في ميليشيا انصار الله الشيعية على صفحته على فايسبوك "في هذا الوقت، نحن نسيطر على جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي ونسمح لحرس الرئاسة بمغادرة مواقعهم مع سلاح شخصي".
والمواجهات في العاصمة أسفرت عن قتيلين على الاقل و14 جريحا، كما افادت حصيلة اولية لمصدر طبي.
واعلنت وزيرة الاعلام ناديا السقاف ان موكب رئيس الوزراء خالد بحاح تعرض لإطلاق نار من ميليشيا انصار الله الشيعية بعد مشاركته في اجتماع مع الرئيس عبد ربه منصور هادي حول وسائل التوصل الى وقف لإطلاق النار.
وأوضحت السقاف من جهة اخرى، أن التلفزيون الرسمي ووكالة الانباء اليمنية (سبأ) خرجا عن سيطرة سلطة الدولة. وأضافت ان عناصر الميليشيات الشيعية الذين يطلق عليهم ايضا اسم الحوثيين، "يرفضون نشر اي اعلان للحكومة".
وبذلك تسعى ميليشيا انصار الله على ما يبدو الى تعزيز سلطتها في صنعاء التي دخلتها في 21 ايلول/سبتمبر وهي تسيطر حتى الان على القطاعات الرئيسة والمباني الرسمية.
وفرّ سكان الاحياء القريبة من القصر الرئاسي الواقع جنوب صنعاء بأعداد كبيرة، لدى اندلاع المواجهات.
وبدت صنعاء مدينة مفقرة الاثنين. ومنع الانتشار الكثيف لعناصر الميليشيات في المحاور الاساسية الموظفين والتلامذة من التوجه الى مكاتبهم او مدارسهم، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
ودعت وزيرة الاعلام سكان صنعاء الى "ملازمة منازلهم" بحجة "الوضع المتوتر".
وسبق المواجهات وصول تعزيزات الى عناصر الميليشيات الى قطاع القصر الرئاسي. وكان الرئيس اليمني ترأس خلال الليل اجتماعا استثنائيا لمجلس الدفاع الوطني شدد خلاله على "مسؤولية الجيش وقوات الامن في بسط الامن".
واتهم احد قادة انصار الله الحرس الجمهوري بأنه "بدأ المناوشات". لكن مسؤولين في الاجهزة الامنية اكدوا العكس، مشيرين الى ان المعارك اندلعت عندما اقام عناصر الميليشيات نقاط تفتيش قرب القصر الرئاسي.
ويسود التوتر العاصمة منذ السبت لدى خطف بن مبارك الذي اعلن عناصر الميليشيات الشيعية مسؤوليتهم عنه.
وقد أوقفت محافظة شبوة الجنوبية التي يتحدر منها بن مبارك انتاجها النفطي الاثنين، كما ذكر مسؤول حكومي. وقال المحافظ احمد علي بلحاج ان هذا القرار يهدف الى التعبير عن التضامن مع بن مبارك الذي يتحدر من شبوة.
ويمثل هذا المسؤول الجنوب في الحوار الوطني الرامي الى إعداد مشروع دستور جديد.
وتوقفت عمليات انتاج الغاز في بلحاف الواقعة في محافظة شبوة. وتنتج الحقول النفطية الثلاثة حوالى 50 الف برميل يوميا.
وفي محافظة حضرموت المجاورة، اوقف موظفو حقل المسيلة النفطي الانتاج ايضا تضامنا مع بن مبارك، كما ذكر مسؤول في القطاع النفطي.
وتؤدي هذه التطورات الى تعقيد مهمة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يواجه حتى الان صعوبة في إرساء سلطته منذ دخل عناصر ميليشيا انصار الله الشيعية صنعاء.
وزيرة الإعلام اليمنية: طرف ثالث يحاول تأجيج الوضع
من جهتها قالت وزيرة الإعلام اليمنية نادية عبد العزيز السقاف اليوم الاثنين إن هناك ثلاثة أطراف داخلة في الاشتباكات الدائرة في محيط دار الرئاسة في العاصمة صنعاء.
وأشارت السقاف في تصريحات لها إلى أن الطرف الأول في النزاع هو الطرف الرسمي ممثلًا في قوات الأمن والجيش، والطرف الثاني ممثلًا في الحوثيين، وأخيرًا الطرف الثالث، والمكون من بعض قوات الحرس الجمهوري والقبائل الموالية للنظام السابق.
وأكدت السقاف أن هناك هدنة اتفق عليها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وجماعة أنصار الله الحوثية لإيقاف الاشتباكات الدائرة في محيط الرئاسة، إلا أن الطرف الثالث هو الذي لا يزال مستمرًا في إطلاق النار لمحاولة عرقلة الاتفاق بين الأطراف الأخرى.
وأوضحت السقاف أن قوات الأمن التابعة للدولة تقوم الآن بتأمين الطريق لمستشارين الرئيس، حتى تساعدهم على اللقاء به لإخراج اليمن من حالة العنف إلى السلام. وفي سياق آخر قال صالح لنجف شيخ قبلي من محافظة مأرب في شمال صنعاء إن قبائل مأرب تحذر الحوثيين من أي مساس برئاسة الجمهورية.
إلى ذلك، دعت الرئاسة اليمنية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتهدئة الوضع لإتاحة الفرصة للحوار لحل أي قضايا. وأوضح مصدر برئاسة الجمهورية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيعقد اجتماعًا خلال الساعات المقبلة مع هيئة مستشاريه من مختلف المكونات السياسية، بمن فيهم مكون أنصار الله للوقوف أمام التداعيات والتطورات، التي حدثت صباح اليوم في العاصمة صنعاء.
واندلعت اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم في محيط مقر دار الرئاسة في العاصمة اليمنية صنعاء. وتبادل كل من الحرس الرئاسي والحوثيين الاتهامات حول من أطلق شرارة الاشتباكات.
&
&