أخبار

بعد أن كانوا سجناء أصبحوا نجوماً

أميركا ترسل إلى هافانا القيادة الكوبية الجديدة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

لندن:&أصبح الكوبيون الثلاثة الذين أفرجت عنهم الولايات المتحدة بعد 16 عامًا من السجن، نجوماً في التلفزيون والإعلام الكوبي عمومًا منذ عودتهم إلى هافانا. وكان الثلاثة من بين خمسة أعضاء في شبكة تجسس كشفتها السلطات الأميركية، وأُفرج عن الاثنين الآخرين في وقت سابق.&نجوم كوباوأينما يذهب الكوبيون الخمسة الآن، سواء لزيارة الجامعات أو حضور حفلات موسيقية على شرفهم، فإنهم يُستقبلون استقبال الأبطال. &&ويتحدث الجواسيس الخمسة بثقة وصراحة غير معهودة من المسؤولين الشيوعيين الذين نادرًا ما يخرجون عن النص المكتوب لهم أو يتحدثون بعاطفة. ورغم السنوات التي أمضاها الرجال الخمسة وراء القضبان فإنهم ما زالوا نسبيًا في سن الشباب، على الأقل بمعايير القيادة الكوبية. &&ومع كل ظهور لهم في فعالية عامة، يتساءل الكوبيون والمحللون المختصون بشؤون كوبا عن الدور الذي سيقومون به في مستقبل الجزيرة السياسي، لا سيما زعيم الشبكة جيراردو هرنانديز البالغ من العمر 49 عامًا. &
حفظ أسمائهمورغم أن بعضهم غابوا عن الجزيرة أكثر من 20 عامًا، فإن حملة هافانا العالمية للإفراج عنهم تكفلت بجعلهم أشهر الأسماء في الحكومة الكوبية بعد الأخوين كاسترو. ونشأ جيل كامل من أطفال المدارس الكوبية على حفظ أسمائهم وسيرة حياتهم. &&لم يفصح الجواسيس الخمسة عن مشاريعهم، ولكن عندما قررت إدارة اوباما إعادتهم إلى بلدهم، فإنها ربما أعطت كوبا أكثر من مجموعة ضباط في المخابرات الكوبية ولعلها أعطت، دون أن تدري، طاقم القيادة الجديد. &&وقال الناشط المعارض اوريليو اولونسو، الذي ينتمي إلى منظمة صغيرة تدعو إلى الإصلاح التدريجي، إن لا احد يعرف ماذا سيفعل الخمسة ولكنهم يعودون برصيد هائل من الشهرة والشعبية، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن اولونسو "انهم حتى الآن ابدو مستوى استثنائيًا من النضج السياسي". &&يبقى توريث الحكم قضية حساسة في الجزيرة، فان فيدل كاسترو (88 عامًا) الذي أحال نفسه على التقاعد منذ فترة، لم يظهر في العلن منذ عام. وشقيقه راؤل (83 عامًا) يقول انه سيتنحى عندما تنتهي ولايته في 2018، ويليهما في الترتيب نائب الرئيس ميغيل دياز كانيل، وهو تكنوقراطي في الرابعة والخمسين شق طريقه إلى المستويات العليا للحزب الشيوعي لكنه لم يتمكن من بناء هوية خاصة به. &&وكانت 47 عامًا من حكم فيدل كاسترو أورثت أزمة سياسية لم تفعل رئاسة شقيقه سوى تأجيلها، وبعد تركيز السلطة بيد فرد واحد طيلة هذه السنين، لا يُعرف كيف سيتمكن أي وريث من ممارسة السلطة المطلوبة للحفاظ على نظام الحزب الواحد. &&وتتمثل المشكلة في أن إعلام الجزيرة الرسمي أمضى نصف قرن في ترويج الشرعية السياسية للأخوين كاسترو بتمجيد مآثرهما خلال الثورة على دكتاتورية باتيستا التي تكللت بالنصر عام 1959. &&ولا أحد يعرف ما سيحدث إذا تحدى مدني مثل نائب الرئيس دياز كانيل الرفاق المخضرمين من الحرس القديم الذين ما زالوا يسيطرون على قيادة الحزب ويديرون شركات حكومية مربحة في السياحة وتجارة التجزئة وقطاعات أخرى. &&&الجواسيس الخمسةومن الجواسيس الخمسة، فإن فرناندو غونزاليز الذي عاد من الولايات المتحدة بعد ان أمضى محكوميته كاملة، وحده الذي أُعطي دورًا قياديًا بتوليه منصب نائب رئيس معهد الصداقة الكوبي الذي يعمل مع المنظمات المؤيدة لكوبا في الخارج. &&وقال ارتورو لوبيز ليفي، الباحث المختص بالشؤون الكوبية والاستاذ الزائر في جامعة نيويورك إن الجواسيس الخمسة المفرج عنهم يأتون إلى النظام السياسي الكوبي "بمصداقية لا تقل عن مصداقية أي آخر"، مشيرًا إلى تاريخهم الثوري الناصع. &&وهم بوصفهم عملاء سريين في ميامي، لم يكونوا حلقة واحدة، بل جزء من شبكة جاسوسية أوسع فككها مكتب التحقيقات الفيدرالي، والخمسة هم الوحيدون الذين رفضوا أن يصبحوا مخبرين يعملون لدى المكتب حين خيَّرهم بين التعاون معه والسجن سنوات طويلة. &&&وقال لوبيز ليفي لصحيفة واشنطن بوست "إنه من الصعب التشكيك في أحد قدم مثل التضحيات التي قدموها من أجل الثورة".&&ولكن إعطاء الرجال الخمسة أدوارًا قيادية قد يستفز المنظمات المناوئة لحكم كاسترو في الولايات المتحدة التي لديها لوبي قوي في الكونغرس، وقال مدير مركز كوبا الحرة في واشنطن، فرانك كالزون انه "إذا كانت الحكومة الكوبية حقًا تريد علاقات طيبة مع واشنطن، لا أعتقد أن من الحكمة التعامل مع هؤلاء الأشخاص".&ولكن "هؤلاء الأشخاص" قد يكونون أكثر استعدادًا للتواصل مع الولايات المتحدة من المسؤولين الآخرين في هافانا، فهم يتكلمون الانكليزية وأمضوا سنوات الشباب في الولايات المتحدة ورغم السنوات الطويلة التي أمضوها في السجن فإنهم لم يبدوا حقدًا أو عداء بل عبروا مرارًا عن امتنانهم للمؤازرين والمحامين الاميركيين الذين دافعوا عن قضيتهم. &&وكان الكوبيون فوجئوا برؤية زوجة هرنانديز، زعيم الشبكة التجسسية، حاملًا حين استقبلته في المطار لدى عودته من سنوات طويلة في سجن فيدرالي اميركي.&لكنّ المسؤولين الأميركيين، في إطار المفاوضات السرية مع كوبا، سمحوا للزوجين بالانجاب عن طريق التخصيب الاصطناعي، أو "بالتحكم عن بعد"، كما قال هرنانديز مازحًا على التلفزيون الكوبي. &وأنجبت زوجة هرنانديز طفلتهما جيما في 6 كانون الثاني (يناير)، بعد 19 يومًا على عودته.&&&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف