الأسرة الحاكمة تعزز تقاليدها الملكية
ماذا حدث بين وفاة عبدالله وتنصيب سلمان ومقرن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ساعة واحدة كانت حاسمة، فصلت بين وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبين إعلان بيان الديوان الملكي حول وفاته وتنصيب الأمير سلمان ملكًا والدعوة لمبايعة الأمير مقرن وليًا للعهد.
يوسف الهزاع من الرياض: مصادر "إيلاف" تحدثت بأن اجتماع الأسرة السريع والواسع ليلة الجمعة كان لوضع النقطة الأخيرة على البيان الملكي، وهدف إلى سرعة الإعلان وتعزيز الصورة الذهنية محليًا ودوليًا حول استقرار مؤسسة الحكم الملكية.
وتكمن أهمية هذه الساعة ليس في إعلان وفاة الملك عبدالله وتنصيب سلمان بن عبدالعزيز ملكًا فحسب، بل كذلك في وصول الأمير مقرن لولاية العهد رسميًا والدعوة لمبايعته بعد الانتهاء من مراسم العزاء في الراحل الكبير.
وأكدت هذه الدعوة التقاليد الراسخة للأسرة السعودية الحاكمة منذ عقود في سلاسة انتقال الحكم والتسلسل الهرمي للسلطة في المملكة الغنية بالنفط والأعراف والتقاليد، ذلك لأن الأشهر الأخيرة حملت العديد من التكهنات إقليميًا ودوليًا حول شكل السلطة الجديد وخصوصًا بعد مرض الملك الراحل، وأشارت معظم تلك التكهنات إلى أن كرسي ولاية العهد سيكون ساخنًا وقد يحمل مفاجأة جديدة أو سيستخدم في صفقة مقايضة بين أجنحة طامحة وسط الأسرة.
وكان العاهل السعودي الراحل قد أصدر أمرًا ملكيًا، بعد تصويت هيئة البيعة في مايو الماضي بتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، يعين بموجبه أصغر أبناء المؤسس الأحياء في منصب يستحدث للمرة الاولى&في تاريخ البلاد، وهو ولي ولي العهد، وطلب بأن تؤخذ له البيعة وهو ما حصل فعلاً في حينها.
وفي قراءة نشرتها "إيلاف" في حينها لحيثيات الأمر الملكي السعودي الذي صدر آنذاك بتنصيب الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد، فإنه مثّل ضماناً لترقّيه في سلم الهرم داخل الأسرة المالكة، كون العادة جرت على أن يختار الملك ولي عهده.
ويعني ذلك التعيين أن الأمير مقرن وفق الظروف الطبيعية سيكون ولياً للعهد على اعتبار أن نظام هيئة البيعة في اختيار ولاية العهد لن يسري عليه مستقبلاً.
ويعني كذلك أنه في حالة وصول الأمير سلمان للحكم، فإن مقرن سيصبح مباشرة ولياً للعهد، وهو الأمر الذي حدث فعلاً، وبذلك أصبح الملك سلمان أول ملك يأتي وولي عهده معه.
&
وبذلك التعيين أيضا أصبح الأمير مقرن أول نائب ثانٍ يضمن طريقه لأن يصبح ولياً للعهد ومن ثم ملكاً بآلية رسمية محددة سلفاً.
وقال الديوان الملكي السعودي آنذاك أن هيئة البيعة اختارت بأغلبية الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، وبحسب البيان السعودي فإن أقل من ربع أعضاء هيئة البيعة البالغ عددهم 35 لم يوافقوا على هذا القرار، إلا أن الأغلبية الكبرى وافقت وفق وثيقة ومحضر تم توقيعه.
ومثّل ذلك أول تفعيل رسمي لنظام هيئة البيعة من ناحية ترتيبات بيت الحكم في المملكة، وبموجبها صار الأمير مقرن بن عبدالعزيز أصغر أبناء مؤسس الدولة السعودية الثالثة ولياً لولي العهد وأصبح طريقه سالكا في هرم المؤسسة الحاكمة في المملكة، حتى صار الآن وليًا للعهد.
وهيئة البيعة مؤسسة أنشأها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في ديسمبر من العام 2007، وينص نظامها على أن بنودها لا تشمله ولا& ولي عهده آنذاك الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وتعرضت الهيئة لأول اختبار حقيقي لها مع وفاة ولي العهد الأسبق الأمير سلطان، إلا أنه لم يتم العمل بنظامها، وحينها اتخذ الملك عبدالله قراره بتعيين الراحل الأمير نايف وليًا للعهد الذي توفي في يونيو من العام 2012، ليخلفه في المنصب شقيقه الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز.
في بيان مايو التاريخي نوّه الديوان& إلى أن تعيين الأمير مقرن صار نافذاً بمجرد صدور الأمر الملكي، على أن يتولى الأمير مقرن منصب ولاية العهد في حال خلو المنصب مباشرة ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.
ويبلغ الأمير مقرن من العمر 69 عاماً، قضى القسم الأكبر منها متخصصًا في الطيران العسكري، وهو من خريجي علوم الطيران من المملكة المتحدة العام 1968، وكان يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية قبل وبعد تخرجه من بريطانيا حتى العام 1980 عندما تم تعيينه أميراً لمنطقة حائل لمدة 19 عاماً.
ثم انتقل لإدارة منطقة المدينة المنورة حتى العام 2005. وفي عهد الملك عبدالله تنقل الأمير مقرن في غير منصب مهم في الدولة، إذ أخذ على عاتقه أولاً رئاسة الاستخبارات العامة لمدة قاربت الـ7 سنوات، ثم مستشاراً ومبعوثاً خاصاً للملك، قبل أن يصعد إلى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومن ثم ولاية العهد.
والأمير مقرن خامس أمير يسمى نائباً لرئيس المجلس بعد أن استحدث المنصب في عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وحينها كان الملك فهد بن عبدالعزيز نائبًا ثانيًا، ثم تولى المنصب الملك الحالي عبدالله بن عبدالعزيز في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، تلاه الأمير سلطان، ثم الأمير نايف، اللذان رحلا قبل أن يتجاوزا منصب ولاية العهد.
والأمير مقرن هو الابن الخامس والثلاثون من الأبناء الذكور لمؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز، وله من الأبناء خمسة عشر.