فلاي دبي: فريق فني إلى بغداد لإعادة الطائرة

تتفاعل قضية تعرض طائرة فلاي دبي للنار، إلا أن التحقيق الأولي يقول إن الرصاصة التي اخترقت هيكل الطائرة كانت طائشة غير مقصودة.

دبي: ألغت "فلاي دبي" الاماراتية جميع رحلتها اليوم إلى بغداد، التزامًا بتوجيهات أمنية صادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني في الامارات، بعد تعرض إحدى طائراتها لإطلاق نار في مطار بغداد الاثنين.

رصاصة طائشة
وقال متحدث رسمي بلسان "فلاي دبي": "يتم إجراء تحقيق شامل في الحادث، وتعمل فلاي دبي مع السلطات المعنية لفهم ملابسات وأسباب الضرر الذي أصاب طائرتها، وتظهر النتائج الأولية أن هذا الضرر ناتج عما يبدو أنه طلقة من سلاح ناري صغير، كما وردت معلومات أولية تشير إلى احتمال أن تكون هذه الطلقة طائشة وغير مقصودة".
وفي تفصيل ما حصل، قال المتحدث باسم "فلاي دبي" إنه بعد وصول رحلة فلاي دبي إف زد 215 إلى مطار بغداد الدولي الإثنين 26 كانون الثاني (يناير)، "تم اكتشاف ضرر في هيكل الطائرة، ناتج عما يبدو أنه طلق ناري من سلاح صغير، وهبطت الطائرة بسلام وتم إنزال المسافرين عبر الجسر بشكل طبيعي، ولم تكن هناك أي حاجة لأي عناية طبية في المطار، وتم توفير طائرة بديلة للمسافرين إلى دبي في وقت لاحق، والتحقيق جارٍ لمعرفة أسباب الحادث".
&

&

فريق فني
أوضحت الشركة أنه يمكن للمسافرين الذين قاموا سابقًا بشراء تذاكر سفر إلى بغداد تغيير حجوزاتهم إلى رحلات متجهة إلى وجهاتها الأخرى في العراق، أو استرجاع قيمة تذاكرهم.
وارسلت "فلاي دبي"، وهي ناقل إماراتي منخفض الكلفة، فريقًا فنيًا من مهندسيها إلى بغداد لإصلاح الطائرة وإعادتها إلى الامارات، بحسب ما أفاد متحدث رسمي باسم "فلاي دبي" لـ "إيلاف"، نافيًا توجه اي فرق أزمة إلى العاصمة العراقية.
وأكد لـ"إيلاف" أن رحلات الشركة إلى بغداد متوقفة حتى الأربعاء 28 كانون الثاني (يناير)، التزامًا بالتوجيهات الأمنية الصادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات.

&

الخارجية الاماراتية قلقة

وكانت وزارة الخارجية الاماراتية عبرت عن قلقها الشديد بشأن تعرض إحدى طائرات فلاي دبي إلى إطلاق ناري في مطار بغداد الدولي، وطالبت السلطات العراقية بإجراء تحقيق شامل لمعرفة كافة الملابسات المحيطة بالحادث، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ الاتفاقيات الدولية في ما يتصل بسلامة الطيران المدني وتوفير الضمانات والحماية اللازمة.
استدعت وزارة الخارجية الإماراتية الثلاثاء السفير العراقي في الامارات موفق مهدي عبود، وأبلغته مقدار قلقها من الحادث، وانتظارها جلاء الحقيقة كاملة.

&

&

صورة وتقارير متعارضة

وتداول نشطاء عبر موقع تويتر الثلاثاء صورة من داخل طائرة فلاي دبي التي تعرضت لإطلاق النار في بغداد. وتبين الصورة أن الرصاصة وصلت إلى هيكل الطائرة الداخلي، خلافًا لما أعلنه متحدث رسمي في "فلاي دبي" من أن الرصاصة لم تتسرب إلى داخل الطائرة.
وتتابع نشر الصورة، مع تغريدات مشككة في أن يكون الحادث عرضيًا، إذ قال مغردون إن إطلاق النار على الطائرة مقصود.
كما تناقل المغردون التقارير الصحافية التي أوردت تفاصيل تتناول النبأ. ففيما غرد البعض بإعادة نشر ما نشرته صحيفة البيان، التي قالت إن الطلقة النارية التي تعرضت لها طائرة "فلاي دبي" انطلقت عرضًا من أحد الأعراس في المنطقة، غرد آخرون ناقلين تقارير تورد تفاصيل مغايرة، كقولها إن الطائرة تعرضت لزخات كثيفة من الرصاص، فأصيبت بأربع رصاصات، اخترقت إحداها قدم مسافرة عراقية، بينما اصيب آخرون بجروح مختلفة. وهذا ما نفاه المتحدث بلسان "فلاي دبي" اليوم.

&

حوادث سابقة
وهذه ليست الحادثة الاولى التي تتعرض لها طائرة إماراتية عمومًا، كما ليست الأولى التي تواجه شركة "فلاي دبي" خصوصًا.
فقبل حوالى أربعة أشهر، أجبرت طائرة تابعة لـ"فلاي دبي" على الهبوط اضطراريًا في ايران من قبل السلطات الايرانية، وذلك اثناء رحلتها من افغانستان الى دبي. وكانت الطائرة التي كانت تقل ما يقرب من 100 رجل أعمال أميركي، قد غادرت القاعدة الأميركية في باجرام بافغانستان متجهة الى دبي، في الوقت الذي اجبرتها مقاتلات ايرانية على الهبوط بسبب بعض المشكلات "البيروقراطية" حول الرحلة، وتغيير موعدها دون إبلاغ السلطات الايرانية.

والحادثة الثانية التي نفتها لاحقًا شركة "فلاي دبي" كانت في شهر حزيران (يونيو) الماضي في جوبا عاصمة جنوب السودان، حيث أشارت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن إحدى الطائرات التابعة للشركة تحطمت أثناء هبوطها في جوبا بعد إطلاق النار عليها. ولكن نفت شركة "فلاي دبي" وقتها أن تكون إحدى طائراتها قد تحطمت أثناء هبوطها في مطار جوبا، قائلة إنه لا صحة لذلك. وأوضح متحدث باسم الشركة أن الأمر يتعلق فقط بتحويل مسار الطائرة من جوبا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بسبب وجود طائرة معطوبة على نفس مدرج الهبوط.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2010، وفي مطار الخرطوم، لامس جناح طائرة "كي أل أم" الهولندية طائرة طيران الإمارات أثناء عملية صعود الركاب للطائرة واستعدادًا لانطلاقها إلى دبي. فتم تعليق الرحلات والملاحة الجوية في المطار، بتعليمات من سلطات الطيران المدني السودانية. لم يسفر الحادث عن إصابات بين المسافرين الذين تم إنزالهم على الفور، بينما أرسلت طيران الإمارات طائرة من دبي على متنها فريق هندسي لتقييم الأضرار التي لحقت بالطائرة، وإعادة ركابها.

وفي كانون الثاني (يناير) 2001، تعرض محرك طائرة تابعة لطيران الإمارات لعطل طارئ، بينما كانت تستعد للإقلاع على مدرج المطار في ملبورن الأسترالية. فألغيت الرحلة التي كانت متجهة الى دبي عبر سنغافورة، وانضم مهندسون من طيران الإمارات الى خبراء معهد سلامة النقل الاسترالي للتحقيق في الحادث وفحص المحرك.

&