قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&غدًا،& 3 تشرين الأول/أكتوبر، يحتفل الألمان بربع قرن من الوحدة، بعدما هدموا الجدار الذي فصل بينهم 28 عامًا.
ينتظر الألمان الثالث من تشرين الأول/أكتوبر هذا العام بفارغ الصبر لكي يحتفوا بربع قرن من إعادة التوحيد، فينظرون إلى الوراء، إلى 25 عامًا مضت على هدم جدار برلين الذي فرق العائلات والمواطنين والوطن، فيرون أنفسهم قد قطعوا مسيرًا طويلًا من النضال من أجل وحدة البلاد.&
فورًا!&بدأت القصة في 9 تشرين الثاني (نوفمير) 1989. كانت الساعة السابعة مساءً حين وقف مسؤول ألماني شرقي اسمه غونتر شابوفسكي أمام الصحافيين في مؤتمر تحول حدثًا مشهودًا في ما بعد. أعلن حينها أن السلطات الألمانية الشرقية راجعت قوانين السفر، وقررت السماح لمواطني ألمانيا الديمقراطية بالسفر إلى القسم الجنوبي من برلين من دون المرور بالاجراءات التي كانت معتمدة سابقًا.&&سألوه: "متى يسري هذا القرار؟ نظر شابوفسكي إلى ورقة في يده، وقال: "فورًا". ما كاد يقول هذه الكلمة حتى توجه آلاف من سكان برلين الشرقية نحو الجدار الذي يفصل بين البرلينتين، فعصفوا بالحراس هناك، ما اضطرهم إلى فتح بوابة بورنهولمير ستراس، والسماح لهم بالعبور. وهكذا، بعد 28 عامًا من القهر، انفتحت ثغرة في جدار برلين.&في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، أعلن المستشار الألماني هيلموت كول مشروعه المؤلف من 10 نقاط، تحت عنوان "التغلب على تقسيم ألمانيا وأوروبا".&&حينها، كانت ألمانيا الشرقية تمر في أزمة اقتصادية، وكان الناس هناك يريدون بديلًا للاشتراكية التي حكمت ألمانيا الديمقراطية لأكثر من ربع قرن، فسنحت الفرصة لألمانيا الغربية والولايات المتحدة، فانتهزتاها سريعًا، كما قال ستيفان بولينجر، أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة برلين الحرة. وهنا، كان دور بون، عاصمة ألمانيا الغربية آنذاك، في إعادة اللحمة إلى ألمانيا.&
ضوء أخضر سوفياتي&في 10 شباط (فبراير) 1990، وصل هيلموت كول إلى موسكو للقاء الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشيوف. قال بولينجر: "أتت الرحلة هذه إلى موسكو حين فقد غورباتشيوف أي ميل للاصلاح، إن في بلاده أو في المعسكر الشرقي". أراد كول أن يحصل على الضوء الأخضر السوفياتي لإعادة توحيد ألمانيا.&وبعد شهر تقريبًا، في 18 آذار (مارس) 1990، حصلت أول انتخابات حرة في ألمانيا الديمقراطية، فانهزم الحكم الاشتراكي، وفاز رديف للحزب الديمقراطي المسيحي الذي يتزعمه كول. وكانت هذه الانتخابات إحدى أهم الخطوات الألمانية نحو الاتحاد.&في 12 نيسان (أبريل)، انتخب لوثار دي مازيير رئيسًا لحكومة ألمانيا الشرقية، فكان الرجل الذي سرّع عملية إعادة اللحمة إلى ألمانيا، كما كان أول وآخر رئيس حكومة ألمانية شرقية ينتخب بطريقة ديمقراطية. وبعد أيام، في 27 من الشهر نفسه، بدأت المحادثات حثيثة لتوحيد اقتصاد الدولتين وعملتيهما، اشرف عليها وزير الخارجية الألماني الشرقي غونتر غراس، وهانس تيتميار، مدير البنك المركزي الألماني.&في الثاني من أيار (مايو)، توصلت بون وبرلين الشرقيتان إلى اتفاق لمساواة العملتين في الأجور والأسعار والمدخرات، فصار بإمكان مواطني ألمانيا الديمقراطية أن يبدلوا الأوستمارك بالمارك الألماني حتى 4000 مارك. أما المدخرات التي تتجاوز سقف 4000 مارك، فكان المارك الألماني يساوي 3 أوستمارك.&&وبعد 3 أيام، بدأت المحادثات لتوقيع معاهدة 2 على 4، بمشاركة بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وفرنسا إلى جانب الألمانيتين بشأن تداعيات التوحد الألماني.&
على مراحل&وفي 18 ايار (مايو)، وقعت الألمانيتان اتفاقًا بشأن توحيد الاقتصاد والعملة، في لحظة وصفها كول بأنها "ساعة ولادة ألمانيا موحدة وحرة".&في الأول من تموز (يوليو)، استبدل المسؤولون في ألمانيا الشرقية عملتهم الأوستمارك بعملة ألمانيا الغربية، في توحيد مصرفي شكل خطوة كبيرة في اتجاه وحدة سياسية ووطنية.&حل السادس من تموز (يوليو)، فبدأت المشاورات في برلين الشرقية بشأن معاهدة توحيد ألمانيا، التي قضت أخيرًا بأن تعتمد ألمانيا الشرقية القانون الأساسي المعتمد في ألمانيا الغربية، وأن تتوحد كل المناطق الألمانية تحت حكومة واحدة، وأن تكون برلين عاصمة ألمانيا الموحدة.&وبعد 10 ايام، أعلن كول وغورباتشيوف التوصل إلى اتفاق حول وضع ألمانيا في حلف ناتو، إذ ستبقى في الحلف، على أن تغادر القوات السوفياتية البلاد. ورأى الألمان ذلك تنازلًا كبيرًا من جانب غورباتشيوف.&في 23 أب (أغسطس)، تم التوافق على 3 تشرين الأول (أكتوبر) موعدًا لإعلان الوحدة. كانت ألمانيا الديمقراطية في حالة سقوط سريع، بعدما تخلت عن قوانينها، وصارت تقريبًا خارج الوجود كدولة. وفي 12 أيلول (سبتمبر)، التقى ممثلون لبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وفرنسا في موسكو، ووقعوا المعاهدة النهائية لتحديد وضع ألمانيا، متخلين عن أي امتيازات كانوا يتمسكون بها في ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالية الثانية.&وفي اليوم الموعود، في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، وعندما دقت الساعة منتصف الليل، تعالى النشيد الألماني واحتشد الآلاف من الألمان في شوارع برلين وبون يستعيدون بلادهم بعدما كانت فريسة التقسيم.&