أخبار

البابا يفتتح الاحد سينودوس العائلة ويحرص على التوازن

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&الفاتيكان:&يواجه البابا فرنسيس الذي يفتتح الاحد السينودوس الثاني خلال عامين حول التحديات التي تواجهها العائلة المسيحية مهمة صعبة للحفاظ على التوازن في مواضيع تشكل انقساما في الاراء داخل الكنيسة كالطلاق والمثلية والمساكنة.فقد كشفت عدة استمارات ارسلت الى الابرشيات عن الهوة القائمة بين العقيدة الصارمة للكنيسة وبين الممارسة المرنة والمتغيرة التي يعتمدها عدد كبير من المؤمنين. فالسينودوس الاول الذي عقد قبل سنة، كشف عن انقسامات عميقة ايضا رغم التمسك بالامور الأساسية.&وسيصدر السينودوس الثاني خلاصة اعماله في 25 تشرين الاول/اكتوبر، ثم يعود للبابا وحده ان يقرر، في الربيع على الارجح، ادخال تعديلات ام لا على خطاب الكنيسة. وذكر الكاردينال لورينتسو بالديسيري في تصريح صحافي الجمعة بأن "الكلمة الاخيرة هي لقداسة البابا".وفي منتصف ايلول/سبتمبر، اختار البابا فرنسيس 360 مشاركا في هذا السينودوس الثاني موازنا بحكمة بين "المحافظين" و"الليبراليين"، لكن دون استبعاد المتشددين لدى الفريقين.&وسيتولى ثمانية عشر زوجا فقط مهمة اسماع صوت العلمانيين، ازاء مئات الاساقفة الذين تخلوا عن تأسيس عائلة عند نذر عهودهم في الكنيسة.ويرى البابا الارجنتيني ان العائلة التقليدية تواجه ازمة عميقة، وعلى الكنيسة ان تواكب تطورات العصر لكن دون تخضع لها.&&وتطرق البابا فرنسيس الذي دائما ما يتحدث عن "جمال" العائلة المسيحية في الاشهر الاخيرة ايضا الى الاوضاع التي يكون فيها الانفصال "ضروريا"، اذا ما بلغت الامور حد العنف على سبيل المثال.ودعا البابا الذي دان بشدة الاجهاض وزواج المثليين والقتل الرحيم، في تموز/يوليو في بوليفيا، الى الصلاة من اجل حصول "معجزة" لايجاد "حلول ومساعدات ملموسة لعدد كبير من الصعوبات" التي تواجهها العائلات المفككة.&ويدور الخلاف الرئيسي حول المطلقين الذين تزوجوا من جديد. ولأنه ليس ممكنا إبطال سر الزواج الديني، لا تعترف الكنيسة بالطلاق المدني وتعتبر الزواج المدني بعد الطلاق خيانة للشريك الاول والوحيد.ومن دون حرمانهم، اي استبعادهم من الكنيسة، يفقد المطلقون الذين تزوجوا من جديد، الحق في الاسرار المقدسة مثل الاعتراف والمناولة.&وتزايد صدور الكتب والعرائض وعقد الندوات في المعسكرين للمطالبة بالتخفيف من تشدد العقيدة او للدفاع عنها، وذلك في اجواء مشحونة.فقد انتقد الكاردينال الالماني فالتر كاسبر المحافظين "المتشددين"، فيما انتقد الكاردينال الاميركي رايموند ليو بورك الذين يريدون دفع البابا الى "اتخاذ قرارات تتعارض مع حقيقة المسيح".&إلا ان الحبر الاعظم بقي على الحياد. هل سيمس العقيدة؟ لا شيء اكيدا حتى الان.&ففي مطلع ايلول/سبتمبر، عمد البابا الى تبسيط وإقرار مجانية اجراءات الاعتراف بالبطلان الذي يعني ان سر الزواج لم يحصل بسبب عيب في البداية (ضغوط، وعدم النضج...). انه شكل من اشكال الطلاق الفعلي الذي كان يقتصر حتى ذلك الحين على الذين تتوفر لديهم الوسائل المادية له.وفي السينودوس الاول، دعا اساقفة غربيون كانوا يسعون الى مواجهة التراجع الكثيف للمسيحية، الى التساهل ايضا مع &المساكنة المستقرة، معتبرين اياها مرحلة ممكنة نحو زواج ديني.&وقد عمد البعض حتى الى الاعتراف بأهمية الرابط الذي يمكن ان يجمع مثليين وذلم خلافا لمحافظين على غرار الكاردينال الايطالي كارلو كافارا يرون فيه "تحديا بدأه العالم الغربي ضد الكنيسة".&إلا ان التقرير النهائي لسينودوس 2014 كشف بوضوح عن الموضوعين الشائكين: واذا كان المضمون توافقيا في الظاهر الا ان الفقرات المنفتحة نسبيا حول المطلقين والمثليين لم تحصل على اكثرية الثلثين المطلوبة من اجل التصديق عليها.واوضح الكاردينال بالديسيري الامين العام لهذا السينودوس ان الكنيسة نشرت وثيقة مرحلية تتميز بمزيد من الجرأة، وهذا ما لن يحصل هذه المرة.&وقال احد المشاركين في السينودوس الاول ان مسألة المثلية التي تتسبب في انقسامات عميقة لن تخصص لها ايضا مساحات واسعة من المناقشة هذه السنة.ويأتي المحافظون الذين يشكل الكرادلة المعينون إبان حبرية البابا يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر، العدد الاكبر منهم، من افريقيا خصوصا. ويرى البعض منهم ان كنائس البلدان الغربية قد دخلت مرحلة الانحطاط واصيبت بعدوى النسبية. فزيجات مثليي الجنس هي "تراجع" للثقافة والحضارة، كما اعتبر هذا الاسبوع الكاردينال الغيني روبير سارا.&فهذا الحوار والخلاصات التي سيستند اليها منها البابا فرنسيس، يمكن ان تصبح احدى الوثائق البالغة الاهمية لحبريته، لكنه يحتاج الى كثير من البراعة للتوفيق بين الفريقين المتعارضين. وقال الكاردينال بالديسيري "نحن امام تحد كبير".&واخيرا، يمكن ان يقترح السينودوس بعض الخطوات الانفتاحية الرعوية من دون المساس بالعقيدة. إلا ان المقررات المنتظرة في خضم "يوبيل الرحمة" اي السنة المقدسة التي سيعلنها البابا فرنسيس ابتداء من كانون الاول/ديسمبر، قد تبقي كل فريق في موقعه.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف