أخبار

أجرت محادثات حول العالم خلال أيام

مارغريت تاتشر أرادت تغيير العالم في أسبوع

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كتب شارلز مور، سيرة حياة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، التي كانت اول امراة تتسلم منصب هذا المنصب، والوحيدة ايضا حتى الآن وكانت في تلك الفترة في عنفوان قوتها.&

إعداد ميسون أبو الحب: بعد انتصار البريطانيين واستعادتهم جزر الفوكلاند، تقدم المحافظون في انتخابات عام 1983 على حزب العمال، وحققوا اغلبية في مجلس العموم بـ 144 مقعدا. وفرضت رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر سيطرتها اكثر من اي رئيس وزراء سابق في فترة سلام في بريطانيا، وكانت تتمتع ايضا بشهرة اوسع في المسرح العالمي من اي رئيس وزراء آخر عدا ونستون تشرشل.&&وتظهر هذه المقتطفات الأولى، السيدة تاتشر في قلب أحداث مهمة، مثل مفاوضات السيطرة على الأسلحة خلال فترة الحرب الباردة، حيث كانت تغادر إلى كل مكان لإجراء محادثات مع قادة العالم، وكانت على خلاف مع الكومنوولث ومع الملكة، بشأن العقوبات المفروضة على جنوب افريقيا وكانت في الوقت نفسه تعتني بشكلها وبهندامها.& رئيسة وزراء بريطانيا السابقة &&المرأة الحديدية&عرفت تاتشر باسم "المرأة الحديدة" ولكنها كانت تخفي في أغلب الأحيان إحساسا عميقا بعدم الأمان وشكا بمن حولها، يحمل الكتاب عنوان "كل شئ تريده" وهو عنوان أغنية لفرقة وام، لأنه يعبر عن رغبة تاتشر في الإنجاز وفرض السيطرة والتغيير في تلك الفترة. تاتشر كافحت طويلا من اجل كل شيء ارادته، ولكنها لم تحصل دائما على ما تريد.&
تاتشر الملكة&هذا اسبوع واحد قبل عيد الميلاد في العام 1984 ، وضعت قدرات تاتشر المعنوية والجسدية على التحمل، على المحك، اضافة الى تأثيرها العالمي.يوم الاحد 16 ديسمبر التقت ميخائيل كورباتشيف في جيكرز لست ساعات، واحتاج اللقاء الى تحضير كبير جدا. المساء التالي توجهت الى بكين لتوقيع اتفاق بشأن تسليم هونغ كونغ للصين ثم زارتها.&ويوم السبت 22 ديسمبر، طارت إلى واشنطن للقاء مع الرئيس رونالد ريغان، في كامب ديفيد، ثم عادت الى لندن في ساعات الصباح الاولى من اليوم التالي، وكان كل هذا اسابيع قليلة بعد محاولة الايرا اغتيالها في غراند هوتيل في برايتن ووسط صراع كبير مع اتحادات عمال المناجم الوطنية.&&
مع رونالد ريغن &&الاحد، 16 ديسمبر: جيكرز (مقر اقامة رئيس وزراء بريطانيا الريفي)&في ذلك اليوم من عام 1984 دعت السيدة تاتشر ميخائيل غورباتشيف، الى قصر جيكرز وهو مقر اقامة رئيس وزراء بريطانيا الريفي مع زوجته رايسا، وبحسب المترجم البريطاني توني بيشوب ظلت تاتشر تتحدث عن تدني مستوى النظام المعتمد في الاتحاد السوفيتي مقارنة بمجتمع تنافسي حر.&تساءلت تاتشر عن طريقة يطور بها الناس انفسهم في ظل نظام اقتصادي مركزي موجه وجامد، فأجابها غورباتشيف بأن مسألة فرص العمل في بلاده محلولة.&تطرقت تاتشر ايضا الى طريقة تعامل السوفييت مع المنشقين مثل اندريه زاخاروف، واناتولي شخارانسكي، ومع الرافضين اليهود بشكل عام. فامتنع غورباتشيف عن الرد، فاستغلت ذلك لتنتقل الى الحديث عن إضراب عمال المناجم، وقالت حدث الكثير من الترهيب والعنف وحتى القتل."الشيوعية مرادفة لتحقيق الاغراض عن طريق العنف. والشعار هو "اخوتي…. عندما تكونون احرارا ستفعلون ما تؤمرون به".&واستطردت بالقول إن أشخاصا مثل زعيم عمال المناجم آرثر سكارجل ونائبه الشيوعي مك ماكغاهي "أعطيا الشيوعية السوفيتية سمعة سيئة"، ثم اتهمت الشيوعيين في بريطانيا بالسيطرة على اتحادات العمال "باسم حزب العمال" وباختراق الحزب لأنهم ما كانوا سيستطيعون الحصول على مقاعد في البرلمان باسمهم وحدهم.&واعتبر غورباتشيف هذا هجوما على الاتحاد السوفيتي، وقال إنها المرة الاولى التي يسمع بها بمثل هذا الكلام، ثم سألها إن كانت تعتقد حقا ان بامكان بلاده تنظيم اضراب لعمال المناجم او التأثير على الرأي العام البريطاني؟وقال غورباتشيف لاحقا "كان الحوار في غاية التوتر" حتى ان كلا منهما ادار رأسه عن الآخر. "ولكن تاتشر سرعان ما غيرت نبرتها وقالت إن الجزء الصعب من نقاشهما قد انتهى". وحسب رأي بيشوب، كانت تعني ان غورباتشيف "نجح في المقابلة الاولى".&&كان ذلك اللقاء والنقاش الذي دار خلال الغداء أهم نقاش يدور حول مائدة طعام، لأنه خرج عن المعايير الدبلوماسية، ولم يؤد سوى الى عدم الاتفاق، وتحصن كل من غورباتشيف وتاتشر في خندقه الايديولوجي واطلق النار بقوة. ولكن اللقاء كان ناجحا بكل وضوح وهو ما اقر به الاثنان. &بعد الغداء تم لقاء آخر في غرفة الجلوس، ماركسية غورباتشيف حسب رأي تاتشر، كانت اعتيادية "ولكن شخصيته لم تكن مختلفة عن لعبة خشبية يحركها صاحبها ويجعلها تتكلم وكانها هي التي تتكلم".&تاتشر رأت أن ماركسية غورباتشيف في حدود المعقول ولكنها رأت ايضا ان "شخصية غورباتشيف لا تختلف كثيرا عن لعبة خشبية يحركها صاحبها، ويجعل الاخرين يعتقدون انها تتكلم".&&غدا في الصين وعلي الاعتناء بشعري&&وفي لقاء لاحق في صالة الجلوس، أوضحت تاتشر لغورباتشيف بانها قررت "ان تحاول فعل شئ ما" للدخول في حوار مع الاتحاد السوفيتي. إذ لا جدوى من أن يحاول نظام تغيير النظام الآخر وقالت: النقطة الرئيسية هنا هو ان نقلل من العداء ومن مستوى التسلح. وقالت ايضا بأن لبريطانيا والولايات المتحدة تأثيرا اكبر من اي عضو آخر في حلف الناتو وهو ما سمح لها بأن تؤكد بان البحث في مجال مبادرة الدفاع الستراتيجية امر جيد ولكن التحول الى انتاج اسلحة مسألة اخرى تماما.&(وكان الرئيس الاميركي رونالد ريغان قد اعلن مبادرة الدفاع الستراتيجي التي عرفت باسم "حرب النجوم" وتقوم على بناء نظام دفاع صاروخي حتى في الفضاء، لحماية الغرب من خطر أسلحة السوفييت النووية".&ثم جازفت تاتشر بالقول "كان لريغان حلم عبر عنه بهذه المبادرة، وهو أن يكون قادرا على تخليص العالم من الاسلحة النووية، ولكنه لم يعش هذا الحلم للأسف، لأن الحصول على دفاع صاروخي بالستي سيؤدي بالتأكيد الى تغيير جديد في حلقة سباق التسلح".&وأجاب غورباتشيف، بأنه لا يوافق السيدة تاتشر في فكرتها عن نوايا الولايات المتحدة الودية، ولكنه يتفق معها على اهمية التحاور. وكانت هذه هي النقطة المهمة في الحوار كله الذي وصل الى نهايته الآن. وقال غورباتشيف "ما نحتاج اليه الان هي عملية إجرائية"" ثم اقترح مواصلة الحوار.&وقال توني بيشوب "كان وقع هذه الكلمات على أذني رئيسة الوزراء بمثابة نغم جميل"، فقد افلحت جهودها كما يبدو لجعل الاتحاد السوفيتي يدخل في حوار.&وطال اجتماع ما بعد الغداء، وتجاوز الوقت المحدد له حتى ان غورباتشيف لم يغادر الى لندن إلا في السادسة مساء ليتأخر ساعتين على حفل استقبال في السفارة السوفيتية. أما تاتشر فتبادلت اطراف الحديث مع من حولها ثم قالت "غدا الصين ولم اسرح شعري حتى الآن" ثم ركضت الى الطابق العلوي واختفت.&&الاربعاء 19 كانون الاول (ديسمبر) بكين&التقت تاتشر رئيس الصين دينغ كزاو بنغ في صالة الشعب الكبرى، وكان مسنا جدًا ولا يسمع جيدا، وقال شارلز باول وهو سكرتير تاتشر الخاص للشؤون الخارجية "تأثرت تاتشر به، فهذا الرجل صغير الحجم يسيطر سيطرة كاملة على 1،3 مليار شخص. ولكن هل تقاربت معه كإنسان؟ لا. لانه كان شيوعيا ومستبدا".وسألها دينغ عن انطباعاتها عن لقائها الاخيرمع غورباتشيف.&وهنا يبدو من الواضح ان هذا الاسبوع مهم جدا، فهي تتحدث عن رئيس الاتحاد السوفيتي مع رئيس اكبر دولة شيوعية في العالم قبل ان تفعل الشيء نفسه مع رئيس الولايات المتحدة.وبعد اللقاء وقعت تاتشر اتفاق هونغ كونغ وفي اليوم التالي توجهت الى هناك.&& مع&&دينغ كزاو بنغ& &&السبت 22 كانون الاول (ديسمبر) هونغ كونغ&استغرقت الرحلة من هونغ كونغ الى واشنطن 24 ساعة ولم تكن الطائرة وهي من نوع في سي -١٠ (VC-10) فخمة جدًا ولكن كان فيها سرير في مكان معزول.&قالت تاتشر إنها لن تنام طوال الرحلة وإنها ستتفحص المعاهدة الخاصة بالصواريخ البالستية، ثم تصريحات وزير الدفاع الاميركي كاب واينبرغر عن مبادرة الدفاع الستراتيجي. &وهبطت الطائرة في هونولولو لغرض التزود بالوقود حيث استغلت الفرصة لزيارة بيرل هاربر، وعندما وصلت الى السفارة البريطانية في واشنطن دعت الى اجتماع قصير في الحادية عشرة ليلا ثم استيقظت في السادسة صباح اليوم التالي، لتهيئ نفسها وتسرح شعرها قبل اللقاء، ثم حضرت اجتماعا آخر ثم تناولت طعام الافطار مع نائب الرئيس جورج بوش، وتوجهت الى كامب ديفيد بطائرة مروحية ووصلت في العاشرة والنصف صباحا. &&وفي لقاء خاص مع ريغان، تحدثت عن انطباعاتها عن غورباتشيف وقالت "إنه روسي مختلف لا تشعر انه مقيد مثل الاخرين وهو صاحب شخصية ساحرة ومنفتح على النقاش والتحاور، ولم يتقيد بجمل مكتوبة ومهيأة سابقا وزوجته هي الاخرى ساحرة". &ويقول باد ماكفارلين، مستشار ريغان للأمن القومي "وفوجئ ريغان". كان قد سمع ذلك منا ولكن الكلام الصادر عن تاتشر كان واضحا.(وكانت زيارة تاتشر لواشنطن نصرا دبلوماسيا إذ اقنعت الاميركيين بأن غورباتشيف شخص يستحق التحدث معه).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف