اطباء بلا حدود تطالب بتحقيق دولي في قصف مستشفى قندوز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: طالبت منظمة اطباء بلا حدود الاربعاء بتحقيق دولي حول القصف الاميركي لمستشفاها في قندوز ما ادى الى مقتل 22 شخصا، رغم اقرار قائد مهمة الحلف الاطلسي في افغانستان بضربة "عن طريق الخطأ" وعدم اتباع قواعد التدخل.
وفي الواقع فتحت ثلاثة تحقيقات حول هذه القضية، اميركي وافغاني واطلسي، لكن اطباء بلا حدود التي سارعت الى وصف المأساة بـ"جريمة حرب" اكدت الاربعاء بانها "لا تثق باي تحقيق عسكري داخلي".
وطالبت رئيستها جوان ليو بـ"لجنة دولية انسانية لتقصي الوقائع" التي ادت الى مقتل 12 من موظفي المنظمة وعشرة مرضى وتدمير المبنى الرئيس لمستشفى قندوز الذي يعتبر مؤسسة حيوية بالنسبة الى المدنيين العالقين وسط نيران المعارك بين الجيش الافغاني وطالبان. وقالت ليو "لم يكن هجوما على مستشفانا فحسب، بل كان اعتداء على اتفاقيات جنيف لا يمكن السماح به"، وقد تلقت على الفور دعم اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وتحدد اتفاقيات جنيف الموقعة في 1949 السلوك الواجب ان يتقيد به المتناحرون في نزاع بغية حماية الجرحى والمرضى "في كل الظروف". وطالبت اطباء بلا حدود بان تجري التحقيق لجنة التحقيق الدولية الانسانية. وهذه الالية موجودة منذ 1971، لكن اللجنة لم يتم استخدامها مطلقا حتى الان، اذ ان الحكومات لم تشأ او لم تجرؤ على خلق سابقة بحسب المنظمة.
ومن هذا المنظور ترفض المنظمة غير الحكومية عبارة "عن طريق الخطأ" التي وصف بها الجنرال الاميركي جون كامبل الضربة. لكن ميغو ترزيان رئيس اطباء بلا حدود في فرنسا اعتبر ان هذا القصف "لم يكن خطأ للاسف". لا سيما وان المنظمة غير الحكومية تؤكد انها نقلت على سبيل الاحتراز الاحداثيات الخاصة بموقع مستشفاها الى الجيشين الاميركي والافغاني.
وكان الجنرال كامبل اوضح امام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء ان الافغان طالبوا بالضربة الاميركية، لكنها تقررت من قبل التسلسل الهرمي في القيادة الاميركية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الاربعاء عن مقربين منه ان الجنرال كامبل يعتبر ان القوات الخاصة الاميركية "لم تحترم" قواعد السلوك الواجب اتباعها قبل القيام بعملية قصف السبت اصاب مستشفى اطباء بلا حدود في قندوز في شمال افغانستان.
واوضحت الصحيفة ان القصف يكون مشروعا "للقضاء على ارهابيين وحماية جنود اميركيين في اوضاع صعبة ودعم القوات الافغانية". لكن قصف& قندوز "لا يندرج على الارجح في اي من هذه الفئات" كما قال الجنرال كامبل الذي نقلت اوساطه تصريحاته الى الصحيفة. وتابع المصدر نفسه ان الاسوأ من ذلك هو ان القوات الاميركية الخاصة التي وجهت الضربة "لم تكن ترى الهدف" الذي طلب نظراؤهم الافغان منهم ضربه.
ولتبرير موقفه قال الجيش الافغاني ان المتمردين الطالبان كانوا موجودين داخل المؤسسة التي كانوا يطلقون منها النار عليهم في اطار معارك طاحنة في الاسبوع الماضي للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في الشمال الافغاني قرب حدود طاجيكستان. وقال مسؤول من طالبان لوكالة فرانس برس ان المتمردين ذهبوا فعلا الى المستشفى، لكنهم غادروها "قبل 12 ساعة من القصف".
واليوم بات "القسم الاكبر" من قندوز تحت سيطرة القوات الافغانية بحسب الجنرال كامبل. لكن نجاح طالبان في الاستيلاء على المدينة ولو لفترة وجيزة اظهر ان القوات الافغانية ليست في جهوزية تامة لمواجهة طالبان. وبعد اقراره بالوضع قال الجنرال انه يقترح تعزيز القوات العسكرية الاميركية بعد 2016.
وحتى الان، تنوي الولايات المتحدة ابقاء قوة من الف جندي فقط في افغانستان مقابل 9800 في الوقت الحاضر. وستتركز هذه القوة في السفارة في كابول. وبحسب واشنطن بوست فان الجنرال كامبل عرض خمسة خيارات لوجود قوة يبلغ عديدها سبعة الاف عنصر بعد 2016.
وفي خلال اربعة عشر عامًا من وجودها في افغانستان انفقت واشنطن حوالى 60 مليار دولار لتشكيل جيش افغاني وطني. وبالرغم من هذه الجهود لم يتمكن هذا الجيش من "امتلاك القدرة القتالية والعديد لحماية كل مناطق البلاد" كما اكد كامبل.