أخبار

المجتمع المدني يسهم في إعادة الإستقرار إلى ليبيا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس: يُلقي التاريخ المشترك بين تونس وليبيا، ونزوح قبائل بكاملها من هذا البلد إلى ذاك، والأوضاع الجيوسياسية المعاصرة، بظلاله على حاضر ومستقبل البلدين، لا سيّما في ظل ما يجري في ليبيا من اقتتال وصراع سياسي، حفّز جزء من المجتمع المدني في تونس وليبيا للعمل معًا وتنسيق الجهود. وفي هذا الإطار، شهد فندق الدبلوماسي ندوة فكرية شارك فيها ناشطون من البلدين تحت إشراف المركز المغاربي للأبحاث.

وقال رشيد خشانة، رئيس المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا، في حديث لموقع إيلاف أن "الاهتمام التونسي بليبيا& يأتي كونها رابع دولة في افريقيا من حيث المساحة رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 7 ملايين نسمة. وهي الجسر بين المشرق والمغرب العربيين، وحلقة الوصل بين افريقيا وأوربا، إذ تمتد سواحلها على مدى ألفي كيلومتر، وهو أطول ساحل بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط".

وتابع: "ليبيا تمتلك أكبر احتياط نفطي في العالم، ولكنها في الواقع مهددة بالإفلاس، لذا من الطبيعي أن نجتمع تونسيين وليبيين لنرصد معا مسار بناء الدولة الجديدة من خلال الدور الأساسي للمجتمع المدني في إرساء دولة المؤسسات. فنجاح المصالحة في ليبيا هو فوز لتونس، كما إن استقرار التجربة الديمقراطية في تونس ضمانة ومحفز لأشقائنا في ليبيا".

وأشار خشانة إلى دراسة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونسيف، نهاية مايو الماضي حول منظمات المجتمع المدني في ليبيا بهدف توفير قاعدة بيانات مفصّلة عن طبيعة الأنشطة في مدينة طرابلس وبنغازي ومصراتة والزاوية وزوارة وقد "أبرزت زيادة أنشطة منظمات المجتمع المدني الليبية محليًا وبين الليبيين في الخارج& والانتشار الملحوظ للمنظمات النسائية التي تشكل 12 في المائة من مجموع منظمات المجتمع المدني".

عودة الحياة إلى منظمات المجتمع المدني

وكان حقوقيون ومثقفون واعلاميون قد تقدموا بمبادرة& في 15 أغسطس الماضي دعوا فيها إلى الدعم الكامل واللامحدود للحوار السياسي الليبي والبحث عن مخارج عملية واقتراح صيغ جديدة وآليات مبتكرة لتفعيل هيئآت المجتمع المدني وتعزيز علاقاتها المجتمعية مع المؤسسات الأخرى وفي مقدمتها البلديات.

الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة التونسية المكلف بالعلاقات مع المجتمع المدني، كمال الجندوبي، استعرض تاريخ المجتمع المدني في تونس، وتحدّث عن 9 آلاف جمعية قبل 14 يناير 2011 ، مؤكدًا على أن 9 منها، على أبعد تقدير، كان فاعلا ومستقلًا.

كما تحدث عن دور التونسيين في الخارج بالضغط من أجل انتاج فكري حر، واعلام حر. ولم يُغفل دور العلاقات الدولية، لا سيما العلاقة مع الإتحاد الأوروبي، في رفع& بعض القيود على أنشطة الفاعلين في المجتمع المدني.

وحول دور المجتمع المدني في الوقت الراهن، أوضح الجندوبي لـ "إيلاف" أنه "يمكن للمجتمع المدني أن يساهم في إعادة الاستقرار والانتقال الديمقراطي، وفي تقريب وجهات نظر السياسيين لخلق حوار وطني لتجاوز الأزمات، كما وأن له دور في ترشيد العمل السياسي، والتخفيف من حدة الاستقطابات السياسية الكبيرة"، وأضاف: "دور المجتمع المدني في ترشيد الصراع السياسي مهم، لأنه يخاطب الجميع على قدم المساواة& وبمصالح& تعلو على المصالح الحزبية، وإدارة الخلاف في الصراع السياسي".

وحول ما إذا كانت تحضره بعض الأمثلة، أشار الجندوبي إلى دور"المجتمع المدني التونسي، في إثراء الدستور الذي تم توقيعه في سنة 2014، ومساهمته في الإصلاحات، وفي مراجعة الكثير من القوانين والمصطلحات، وهي أفكار تُرجمت في الدستور".

وفي رده على سؤال بشأن دور المجتمع المدني في الوقت الحالي، أكد الجندوبي أن "للمجتمع المدني دور كبير في إدارة التغيير، إذ لا بد من توازن بين الحكومة والمشاركة الشعبية، وتحويل الدولة من مركزية إلى محلية".

رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، توفيق بودربالة، أكد أن "التجربة التونسية لا يمكن نقلها معلّبة إلى أي مكان آخر، ولكن يمكن الاستئناس بها، فعندما تكون المواطنة محور كل الأنظمة يمكن عندها ارساء الديمقراطية". وأعرب عن استعداد بعض منظمات المجتمع المدني في تونس للذهاب إلى ليبيا بهدف تقديم العون لنظرائها هناك.

نحو مجتمع مدني فاعل

المندوب الدائم لليبيا لدى الاليسكو، صالح مفتاح العلام، كان واضحًا في التعبير عن طبيعة المجتمع المدني في بعض الدول العربية، ومن ضمنها ليبيا.

فقد أكد لـ إيلاف، أن "المجتمع المدني كان له دائمًا دور في المشاركة وفي انتزاع الحقوق، مثل النقابات العمالية والطلابية وهناك أمثلة أخرى كالصليب الأحمر الدولي، الذي يحظى بمستويات من المصداقية، لكن المجتمع المدني الليبي كان دائمًا تحت تأثير السياسة، أي حزب ما يأتمر بأوامره ويطبق أجندته السياسية، وليس وفق مبادئ يحترمها الجميع". معربًا عن أمله في أن يكون لليبيا "مجتمع مدني يساهم في إعادة الاستقرار أولًا، ثم في بناء ليبيا ثانيًا، حيث لا تخلو& ليبيا من شباب يجمعهم حب الوطن ويقفون جميعًا على مسافة واحدة من كل الفرقاء".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف