أخبار

المواجهة تزداد حدة بين اردوغان والحزب المؤيد للاكراد

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اسطنبول: دفع اعتداء انقرة الدامي ضد مسيرة سلمية السبت بالمنافسة بين الحكومة التركية والحزب الرئيسي المؤيد للاكراد الى مستويات غير مسبوقة من التوتر قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية.

وبالكاد تبدد دخان الانفجارين الانتحاريين، حتى سارع& الزعيم الكاريزمي لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرتاش، الى تحميل مسؤولية الهجوم للرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان واتهمه بانه يرأس "دولة سفاحة".

لكن رئيس الوزراء احمد داود اوغلو رد رافضا استقباله مع غيره من زعماء المعارضة.

وكان داود اوغلو صرح غاضبا على شاشات التلفزيون ان "زعيم حزب ممثل في البرلمان يستطيع أن يقول علنا + الدولة قامت بذبح هؤلاء الناس+".

وبلغ الخلاف بين الطرفين حصيلة الهجوم ففي حين تعلن السلطات مقتل 97 شخصا يعلن حزب دمرتاش ان العدد 128 قتيلا.

وقد بدا العداء ماثلا منذ اشهر عدة بين النظام والحزب الكردي الذي ساهم الى حد كبير في حرمان حزب العدالة والتنمية من الغالبية المطلقة في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية في 7 حزيران/يونيو بعد ان حازها لثلاثة عشر عاما.

وقد قضت هذه النكسة على احلام الرئيس لتعديل الدستور من اجل تعزيز سلطاته.

ودمرتاش معتدل عادة، لكنه صعد من لهجته بشكل واضح بعد صدمة هجوم السبت الذي اودى بكثيرين من الناشطين او كوادر حزبه.

والهجوم هو الثالث الذي يستهدف حزب الشعوب الديموقراطي او انصاره. فقبل يومين من الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو، قتل اربعة من انصاره بانفجار خلال اجتماع انتخابي في معقله ديار بكر (جنوب شرق). في 20 تموز/يوليو، ادى تفجير انتحاري الى مقتل 34 مؤيدا للقضية الكردية في سوروتش، على الحدود السورية.

وفي الحالات الثلاث، وجهت اصابع الاتهام الى تنظيم الدولة الاسلامية او الاشتباه بتورطه.

وفي كل مرة، اتهم الحزب المؤيد للاكراد الحكومة بانها اهملت حمايته بشكل متعمد، او حتى التعاون مع الجهاديين الذين هزمهم في سوريا مقاتلون اكرادا تعتبرهم انقرة من "الارهابيين".

وقال دمرتاش "لقد وجهوا الينا رسالة مفادها +بامكاننا قتل كل من يقف في طريقنا وطمس القضية+".

واذا كان هذا الكلام مبعث سرور لانصاره، الا انه اثار غضب السلطة. وانتقدت الصحافة المؤيدة للنظام صاحبه مؤكدة انه "كان يعقد اجتماعا سياسيا" في الساحة واعدا انصاره ب "إسقاط الديكتاتور"، في اشارة الى اردوغان.

ولاحظ هارون شتاين، المحلل في اتلانتيك كاونسل، ان فكرة دعم السلطات التركية الجهاديين ضد المقاتلين الاكراد في تركيا او سوريا منتشرة بشكل "واسع النطاق" في صفوف حزب الشعوب الديموقراطي.

واضاف شتاين ان "دمرتاش كرر اتهامات تدفع بالكثيرين للاعتقاد بأن هجوما من النوع الذي يرتكبه تنظيم الدولة الاسلامية يمكن ان يكون مرتبطا بحزب العدالة والتنمية".وتابع "هذا ليس صحيحا بالتاكيد لكنه يمكن ان يفسر غضبهم".

ومنذ حملة انتخابات حزيران/يونيو، لا يتوان معسكر الرئيس عن الانتقاد بحدة "تواطؤ" حزب الشعوب الديموقراطي مع "ارهابيي" حزب العمال الكردستاني.

وبعد هجوم سوروتش، قرر المتمردون خرق وقف اطلاق النار الذي التزموه مدة عامين فاستؤنفت الهجمات ضد الشرطة والجنود الاتراك. وردت تركيا حيث يعيش نحو 15 مليون كردي، أو 20٪ من السكان، بقصف قواعد حزب العمال الكردستاني في العراق في تصعيد انهى محادثات السلام التي بدأت عام 2012 بين الطرفين.

لكن تجدد الاشتباكات بين الجيش والمتمردين ادى الى& اضعاف موقف دمرتاش.

ولم يتوان اردوغان عن التشديد على مدى قرب الزعيم الكردي من التمرد، املا بالحصول على اصوات الوطنيين في الانتخابات التشريعية المبكرة في الاول من تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقد صرح اردوغان ساخرا انه اذا كان ذلك بوسعه، فان دمرتاش "سيركض في الجبال" حيث القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني.

ويقول شتاين ان "دمرتاش هو القائد الكاريزمي الذي يمكن ان يوسع القاعدة الانتخابية لحزبه" لكن قربه المفترض من حزب العمال الكردستاني يمكن ان يكون "مكلفا سياسيا للغاية".

ووفقا لاخر استطلاعات الرأي، فان حزب الشعوب الديموقراطي سيزيد مكاسبه في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر، وقد نجح حتى الآن في تجنب هذا الخطر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف