الكل يتنافس من أجل صفحات أسهل تحميلاً وقراءةً
غالبية المبحرين عبر الانترنت يتصلون من الهواتف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يشهد عالم اليوم صراعًا كبيرًا بين مواقع تتنافس على من تكون صفحاته اسهل تحميلاً على شاشات الهواتف المحمولة. وفي خضم ذلك، تقود غوغل وفايسبوك حربًا أخرى قد تكون ضحيتها كل مواقع الاعلام والصحف.
ميسون أبو الحب: احتاج الامر اقل من عقد منذ انتاج هواتف آيفون، ولكنه تحقق بالفعل إذ اعلنت مؤسسة ميديميتري الفرنسية التي تقيس حركة استخدام وسائل الاتصال الحديثة أن اغلب عمليات الدخول على الانترنت تحدث باستخدام الهواتف الذكية.
واعتبرت ميدميتري هذا الواقع الجديد سابقة في فرنسا.
وبتفاصيل أدق، ٤٣.٧٪ من زوار الانترنت يدخلون إليها باستخدام هواتفهم (بزيادة قدرها ٣.٧ نقاط مقارنة بآب/اوغسطس الماضي) و٩.١٪ يدخلون عليها باستخدام الكومبيوترات اللوحية او الايباد (+٠.٦)، فيما انخفضت نسبة الدخول انطلاقًا من الكومبيوترات الى ٤٦.٢٪(-٥).
تأتي هذه المعلومات بعد ان اعلنت شركة غوغل قبل ايام أن طلبات البحث انطلاقًا من هواتف ذكية فاقت خلال الصيف الماضي الطلبات باستخدام الحواسيب.
لا مفاجأة
لكن، كل هذا لا يفاجئ أحدًا في الواقع، حسب ما ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي اعتبرت الامر متوقعًا تمامًا، بل واعتبرت انخفاضًا اكبر في الدخول على الانترنت باستخدام الحواسيب الاعتيادية في غضون الاعوام القليلة المقبلة، امرًا حتميًا.
من جانبها، تتوقع كومسكور وهي منظمة تعنى بتحليل المعلومات الخاصة بالانترنت بأن تصل طلبات البحث باستخدام الهواتف الى ما يقارب ٧٠٪ بحلول عام ٢٠٢٠.
المواقع في مشكلة
والزبدة المستخلصة من كل هذه المعلومات هو أنه من الضروري توفير خدمة الانترنت بشكل مستمر ومتواصل في الهواتف المحمولة، ولكن، ماذا عن المواقع نفسها؟ فليس هذا بالامر السهل بالنسبة للمسؤولين عنها.
فهؤلاء سبق لهم أن طوروا جودة الصورة كي تظهر مواقعهم واضحة جدًا على شاشات الحواسيب، كما حسنوا من سرعة تحميلها باستخدام نظام ADSL ثم باستخدام نظام الألياف.
وكانت نتيجة ذلك أن الصفحات اصبحت ثقيلة جدا وقادرة على تغطية شاشات الكومبيوتر.
ولكن، ولحسن الحظ بدأت بعض المواقع الرئيسة خلال السنوات القليلة الماضية بجعل صفحاتها مرنة بما يكفي كي تلائم أي نوع وحجم من الشاشات المستخدمة لقراءة المحتوى.
من اختياري الى الزامي
وسرعان ما تحولت هذه الممارسة التي انطلقت من كونها "ممارسة طيبة" الى ضرورة لازمة شيئًا فشيئًا، وبالطبع فالسبب هو سعي المواقع لاجتذاب حركة مرور اكبر على صفحاتها.
وفي نيسان الماضي، قررت غوغل تطوير صفحاتها لتكون مقروءة على جميع الشاشات، وهو ما وصفه الاعلام الاميركي بعملية "موبايلغيدون" وكانت نتائج العملية سريعة جدًا فمنذ تموز الماضي، تحدثت وول ستريت جورنال في احد تقاريرها عن تدني حركة المرور في نصف المواقع غير المطورة للقراءة على الهواتف المحمولة.
حرب السيطرة
في الاطار نفسه، اعلنت غوغل في بداية تشرين الاول الحالي عن تطوير تحميل المواقع على الهواتف المحمولة باستخدام فورمات (AMP)، وهي مختصر "تعجيل الصفحات على الهواتف" ويتم ذلك عن طريق قيام ماكنة البحث بتفضيل المواقع الخفيفة وذات الجودة الملائمة للهواتف. وهدف ذلك هو التعجيل في زمن التحميل بالطبع.
ولكن من المعتقد ان خطوة غوغل هذه جاءت ردا على تطوير نفذه فايسبوك وهو خدمة "Instant Articles" او "التقارير المباشرة" وهي خدمة تسمح للمتصفح بتحميل الاخبار والفحوى بجميع اشكالها بسرعة فائقة وقراءتها على الموقع نفسه دون استخدام روابط خارجية.
ولكي يشارك منتجو الاخبار والتقارير وكل شيء آخر في الوصول الى القارئ عن طريق فايسبوك، فرض الاخير عليهم ان يكون المحتوى موجودا وبشكل كامل تماما داخل موقع فايسبوك نفسه وليس خارجه.
بعد هذا التطور اصبح الاعلام العالمي ينعى نفسه وينتظر دفنه حيا، حسب ما ورد في تقارير عديدة نشرها هذا الاعلام.&
هي حرب اذن
إذن، لقد بدأت حرب من اجل السيطرة على ما يراه اصحاب الهواتف المحمولة، وهي حرب لم تثر قلق المواقع واصحابها فحسب بل اثارت قلق متصفحي الانترنت انفسهم الذين قد يجدون انفسهم مجبرين على استخدام متصفح واحد فقط لا غير او ربما اثنين فحسب في المستقبل القريب.
على اية حال، أكدت منظمة ميدياميتري جودة غوغل وكروم كمتصفحي انترنت ويغطيان ٤٨٪ من خدمات التحميل على الهواتف. وبالنسبة لآيفون، المتصفح الوحيد المستخدم إجبارا هو سفاري ويغطي ٢٨٪ من الخدمة ثم هناك فايرفوكس الذي لا يغطي غير ١١.٦٪ بالمائة من السوق رغم جودته الفائقة.