أخبار

إتفاق حول المفقودين يثير الأمل لدى أقربائهم بكولومبيا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بوغوتا: اثار نبأ الاتفاق الذي وقع في نهاية الاسبوع بين الحكومة الكولومبية ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) بشأن البحث عن آلاف الاشخاص الذين ما زال مصيرهم مجهولا حتى اليوم آمال ضحايا النزاع المسلح الذي يمزق كولومبيا.

وجانيت باوتيستا كافحت 16 عاما لاستعادة جثمان شقيقتها نيديا ايريكا لكنها لا تعرف حتى اليوم مكان رفات خطيبها الذي لم تره منذ 1987. وقالت لوكالة فرانس برس "انه النبأ الذي كنا ننتظره منذ سنوات".

واضافت بتأثر ان جثة شقيقتها "اعيدت لي بكيس للنفايات دون اي احترام لكرامتها". لكنها اكدت ان لديها "آمالا كبيرة" في ان يعرف كل الكولومبيين الذين هم في مثل وضعها الحقيقة في نهاية المطاف ويتمكنوا من الحداد على موتاهم.

وكان& دبلوماسيون اعلنوا ان الحكومة الكولومبية ومتمردي فارك توصلوا خلال محادثات السلام بينهما التي تجري بوساطة كوبية ونروجية السبت الى اتفاق لاطلاق عمليات البحث عن المفقودين.

وقال الدبلوماسي الكوبي رودولفو بينيتيز ان الحكومة الكولومبية ومتمردي فارك "توصلوا الى اتفاق من شقين الاول هو تطبيق الاجراءات الاولى للبحث وتحديد الاماكن والتعرف على رفات (المفقودين) ثم تسليمها". اما الشق الثاني فيتعلق بانشاء وحدة خاصة لهذه المهمة.

وكانت حركة التمرد الماركسية قدمت لائحة تتضمن عشرة مقترحات تشكل الحد الادنى لانهاء النزاع في كولومبيا في اطار محادثات تجري منذ نحو ثلاث سنوات في هافانا مع الحكومة الكوبية.

وتفيد تقديرات الحكومة ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان ومؤسسات دولية ان بين عشرين الفا ومئة الف شخص فقدوا في هذا النزاع المستمر منذ اكثر من نصف قرن في كولومبيا وتشارك فيه منظمات يسارية متطرفو وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة والجيش ويرافقه تهريب المخدرات على نطاق واسع.

واكد رئيس الوفد الحكومي في هافانا اومبرتو دي لا كالي ان هذا الرقم يشمل المدنيين الذين تعرضوا للخطف والاختفاء القسري ومجازر وعسكريين ومقاتلين، مشددا على اهمية هذا الملف في عملية السلام.

ومثل باوتيسيتا التي ادلت بافادتها امام المفاوضين، قالت تيريسيتا غافيريا التي اسست جمعية امهات كانديلاريا التي تجول في البلاد "من بلدة الى بلدة" لجمع معلومات عن المفقودين، انها تشعر بالارتياح لتوقيع الاتفاق.

وصرحت "هذه افضل ما يمكن ان يحدث" بينما تبحث هذه السيدة منذ 1998 عن ابنها كريستيان كاميلو كيروز الذي خطف في سن الخامسة عشرة بينما قتل زوجها وفقد اخواها.

وخلال 16 عاما تعرفت هذه الجمعية على بقايا 110 اشخاص. وقالت غافيريا "حان الوقت لكسر الصمت"، معبرة عن الامل في ان تسمح عمليات البحث بالعثور على احياء ايضا. واضافت "لقد جعلونا معتادين على البحث عن اموات".

وقضية المفقودين ليست سوى واحد من الملفات الشائكة في الفصل المعقد المتعلق بالضحايا في محادثات السلام. لكنها تشكل رمزا للمجتمع الكولومبي الذي دمرته عقود من عدم اليقين.

&وقال ارييل افيلا من مؤسسة السلام والمصالحة "بالنسبة للرأي العام، انه تقدم هائل لان الجمعيات واقرباء الضحايا جعلوا من المفقودين والمخطوفين قضيتهم الكبرى"، مشيرا الى ان "وزن هذا الاتفاق ليس كبيرا" في القضية الشاملة.

لكن كريستيان فولكل المحلل في مجموعة الازمات الدولية فقد اكد ان الاتفاق يدل على ان عملية السلام تواصل مسيرتها "بعد اسابيع من التشكيك" في امكانية تطبيق اتفاق 23 ايلول/سبتمبر حول المصير القضائي للمتحاربين.

الا ان فولكل واثق من سرعة تشكيل لجنة البحث عن المفقودين الذي ادرج في اتفاق السبت من اجل جمع المعلومات وتسليم البقاء الى العائلات بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وكان رئيس الوفد الكولومبي للجنة الدولية للصليب الاحمر كريستوف هارنيش اكد الاحد في بيان ان "العواقب الانسانية لا تحصى".

وتحاول الحكومة ومتمردي فارك منذ ثلاث سنوات تقريبا وقف حرب اسفرت رسميا عن سقوط 220 الف قتيل ونزوح ستة ملايين شخص آخرين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف