باحثان سلما نفسيهما للتجربة دعمًا للعلم
مصاصو الدماء خيرون وشرفاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يتردد باحثان في سبيل دعم دراساتهما في مقابلة مصاصي دماء حقيقيين، ليستنتجوا ما هو غير متوقع والمتمثل في أن هذا النوع من البشر طيب وخيّر يهرع لإنقاذ حتى الحيوانات، مؤكدين أنهم يتمتعون بمنطق في طريقة التفكير ولا يشكون متاعب نفسية في حياتهم دفعتهم إلى التغذي حصرًا عبر دماء البشر، وإنما قد يكون السبب خللًا هضميًا.
عبدالاله مجيد: في الحي الفرنسي من مدينة نيو أورلينز في ولاية لوزيانا الأميركية بدأ إدغار براوننغ مهمته بدقة كما في العمليات الجراحية. فالشخص الذي تعرّف إليه يعقِّم أولًا رقعة صغيرة على الجزء العلوي من ظهر براوننغ بالكحول، ثم يفتح المكان المعقم بمبضع يُستخدم مرة واحدة، ويعصره إلى أن يبدأ الدم بالتدفق من الفتحة. ويبدأ هذا الشخص بلعق الدم السائل من ظهر براوننغ، الذي يؤكد أن صاحبه شرب دمه بضع مرات "ثم نظف جرحي وضمده".
دواء لا غريزة!
يلاحظ براوننغ أن دمه لم يكن على مذاق ضيفه. ويتذكر أنه "قال إن دمي ليس له مذاق معدني كما ينبغي، وبالتالي أُصيب بشيء من خيبة الأمل". ويبدو أن النظام الغذائي وكمية الماء في الجسم وصنف الدم... كلها عوامل لها دورها في نكهة الدم.
وقال براوننغ إنه يخاف من الإبر ومن أي شيء حاد يقترب من جلده، ولكنه وافق على أن يُفتح جرح في ظهره، ويُشرب دمه، لأنه باحث في جامعة ولاية لوزيانا، يعمل على مشروع دراسة إثنوغرافية، موضوعها "مصاصو الدماء الحقيقيون" في نيو أورلينز.&
يؤكد براوننغ أن الكثير من مصاصي الدماء، الذين التقاهم لا يؤمنون بأي طقوس أو خرافات، وليست لديهم إلا معرفة عابرة بقصص مصاصي الدماء أو دراكولا. كما إنهم لا يعانون على ما يبدو أي مشاكل نفسية. لكنهم يقولون إنهم مصابون بحالة طبية غريبة، من أعراضها التعب وأوجاع الرأس وآلام شديدة في المعدة، لا يمكن أن تُعالج في اعتقادهم إلا بالتغذي على دماء شخص آخر.&
ثقة مهزوزة
نقلت "بي بي سي" عن الباحث براوننغ أن "هناك آلاف الأشخاص الذين يفعلون ذلك في الولايات المتحدة وحدها، ولا أعتقد أن ذلك مصادفة أو صرعة عابرة". فأعراضهم وسلوكهم لغز حقيقي.
وارتبط مصّ الدم في الحياة الواقعية خلال العقود الماضية بجرائم قتل مروعة. ويقول السوسيولوجي جي. جي. وليامز من جامعة آيدهو إن "الأشخاص عندما يتحدثون عن مصاصي دماء أكدوا حالتهم بأنفسهم، ففي أحيان كثيرة يستحضرون هذه الصور الفظيعة. لذا تحوّل مصاصو الدماء إلى جماعة مغلقة تنظر بعين الشك إلى الغرباء". ونتيجة لهذه الوصمة، طلب مصاصو الدماء ممن قابلوهم لكتابة هذا التقرير استخدام أسماء مستعارة.&
تبيّن شواهد تاريخية أن الدم البشري كان يعتبر علاجًا طبيًا موصوفًا. وفي نهاية القرن الخامس عشر مثلًا، يُقال إن طبيب البابا إينوسينت الثامن جعل ثلاثة شبان ينزفون حتى الموت، وأطعم سيده المحتضر دماءهم (التي كانت لم تزل حارّة) بأمل أن ينقل إليه عنفوانهم.&&
&
استغلال الانترنت
وفي وقت لاحق، استُخدم الدم البشري لعلاج الصرع، بتشجيع المصابين على التجمع حول منصات الإعدام، وجمع الدم الحار، الذي يقطر من مجرمين أُعدموا حديثًا. ويوضح ريتشارد ساغ من جامعة درام البريطانية أن "الدم كان وسيطًا بين الجسدي والروحي". وكان الدم يُشرب لعلاج ما أصاب الروح من علات. لم تُدحض هذه الممارسات، ويُحكم عليها بالإدانة، إلا في عصر التنوير والفترة التي أعقبتها.&&
ويبدو أن الممارسة استمرت بين مجموعة صغيرة من الأشخاص. وقبل عصر الانترنت، كان هؤلاء مجموعة معزولة عمليًا، لكنهم أقاموا الآن من خلال صفحات الانترنت شبكات مزدهرة في الخفاء. وقال الباحث وليامز "يبدو مما نراه أن غالبية المدن الكبيرة في أنحاء العالم لديها جماعتها من مصاصي الدماء". وهم خوفًا من افتضاح أمرهم، أصبحوا بارعين في التخفي، فنشأ حاجز اصطدم به براوننغ، حين بدأ بحثه في نيو أورلينز.&
بعد محاولات عديدة فاشلة للاتصال بمصاصي دماء حقيقيين، وجد براوننغ نفسه يتحدث عن مشروعه البحثي مع صاحب متجر لبيع الملابس، أشار إلى امرأة تقف في أحد ممرات المحل مع طفليها. فتوجه إليها براون، وشرح لها مشروعه الأكاديمي. وقالت له إنها تعرف بعض مصاصي الدماء.&
منقذون متطوعون!
ونقلت "بي بي سي" عن براوننغ إن المرأة حين ابتسمت له، كشفت عن "نابين بارزين فوق شفتيها، وكانا حادين بشدة". ورغم أنه فقد الاتصال بالمرأة، فإن اللقاء شجّعه على الاستمرار. وفي النهاية أقام علاقات طيبة مع مجموعة كبيرة من مصاصي الدماء، الذين كان يجري مقابلات معهم بانتظام. ولاحظ براوننغ أن هؤلاء الأشخاص يعرفون بقدر ما يعرفه الشخص الاعتيادي عن أدب مصاصي الدماء والأفلام السينمائية التي تُنتج عنهم.
ينتمي مصاصو الدماء إلى مختلف الفئات. فمنهم من يعمل في حانات، ومنهم من يعمل في وظائف مكتبية، ومنهم من يعمل في التمريض، وبينهم مسيحيون متدينون وملحدون.& وهم كثيرًا ما يتسمون بالإثارة وحب الآخرين. وقال مصاص دماء يُدعى مرتيكوس إن مصاصي الدماء لا يطوفون المقابر ليلًا أو يحضرون ملاهي ليلية مريبة أو يتغذون على الدم في حفلات جماعية، بل "هناك منظمات لمصاصي الدماء تُطعم المشرّدين، وتتطوع لمساعدة جمعيات إنقاذ الحيوانات، وتتبنى قضايا اجتماعية مختلفة". ومما له أهمية أن بعض مصاصي الدماء يبحثون عن طاقة روحية تمنحهم القوة، في حين يعتقد آخرون أن حاجتهم إلى الدم حاجة نفسية محضة.
حيوية متجددة
وجد الباحث براوننغ أن التعطش إلى الدماء يحدث في بداية مرحلة البلوغ. وقال أحد الذين قابلهم إنه كان في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة من العمر عندما أدرك أنه يشعر بالوهن طوال الوقت، ولا يستطيع ممارسة الألعاب الرياضية مع أقرانه. وفي النهاية أصاب أحد أقاربه بجرح نازف أثناء معركة معه، ولامس فمه الجرح. وقال براوننغ إن هذا الشخص "شعر فجأة بكثير من الحيوية". وفي النهاية تحوّل تذوق الدم إلى عطش قهري.
كانت هذه قصة شائعة رددتها غالبية مصاصي الدماء الذين التقاهم براوننغ. وإلى جانب الشعور بالإعياء، يبدو أن من بين الأعراض الأخرى أوجاعًا شديدة في الرأس وتشنجات حادة في المعدة.
علاقة بالتراضي
وغني عن القول إنه من الصعب إيجاد مانحين يروون هذا العطش. فمصاص الدم لا يمكن أن يطلب من أحد ما أن يسمح له بشرب دمه. تقول مصاصة الدم سي جي إن المانحين يكونون في الغالب من الأصدقاء القريبين الذين يتفهمون حاجتهم. وتتغذى كينيسيا على دماء زوجها مرة كل أسبوعين. وفي حالات أخرى، قد يتعيّن على مصاص الدم أن يدفع ثمنًا مقابل حصوله على الدم. وأيًا تكن العلاقة بين المانح ومصاص الدم، فإنها دائمًا بالتراضي.&
وكما اكتشف براوننغ فإن استخراج الدم نفسه أقرب إلى العملية الطبية منه إلى الانقضاض على مصدر الدم بتوثب. وعادة يُفحص المانح ومصاص الدم في عيادات خاصة بالصحة الجنسية، للتأكد من خلوهما من العدوى التي يمكن نقلها جنسيًا. ويستخدم مصاص الدم مباضع أو إبرًا طبية يفتحها ويعقمها أمام المانح. ويُعقَّم جلد المانح قبل إحداث جرح فيه. وإذا كان المتلقي يشرب دم المانح من جرحه مباشرة، فعليه أن ينظف شفتيه وأسنانه، وأن يستخدم محلولًا معقّمًا للفم قبل أن يبدأ. وهناك طرق أخرى أقرب إلى الممارسات الطبية، مثل سحب الدم من الوريد.&
لا يبدو أن مصاصي الدماء يتعرضون لأي آثار جانبية بعد التغذي من الدم. ورغم أن تناول كمية كبيرة من الحديد الموجود في الدم يمكن أن يسبب التسمم، فإن الكمية التي تُستهلك في العملية لا تبدو خطيرة. مع ذلك قال توماس غانز من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجيليس إن خطر الإصابة بالعدوى لا يمكن استبعاده تمامًا. وأشار إلى أن الفحص للتأكد من خلو المانح ومصاص الدم من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس لا يغطي جميع هذه الأمراض، بل الأكثر شيوعًا منها، مثل فيروس مرض الأيدز أو التهاب الكبد من النوع بي و سي.&
&
خلل هضمي
بدلًا من الاستمتاع بطقوس شرب الدم، أكدت غالبية مصاصي الدماء التي تحدثت إنهم سيكونون سعيدين إذا أمكنهم الإقلاع عنه، ولكنهم أكدوا أن الأطباء حتى الآن عجزوا عن إيجاد طريقة للتخفيف من حالتهم وأعراضها. ونقلت بي بي سي عن مصاصة الدم كينيسيا قولها إن "كثيرين منا يفضّلون ألا يمروا بالأعراض الدورية لحالتهم، وأن يكونوا سعيدين بالعيش حياة شخص طبيعي". اتفقت معها أليكسيا قائلة إنه "لو أمكن تشخيص السبب، لأخذتُ حبة صيدلانية بكل تأكيد". ويعتقد بعض مصاصي الدماء إن هناك خللًا في جهازهم الهضمي، يمنع أخذ المغذيات من مصادرها الغذائية الطبيعية.&
لكنّ مصاصي الدماء يعترفون بإمكانية أن تكون أسباب حالتهم الجسدية أسبابًا نفسية. وتقول سي جي "من الجائز أن يكون السبب في رؤوسنا". لهذا السبب حاول البعض منهم الإقلاع عن شرب الدم، ليروا ما إذا كانت الأعراض ستزول، ولكن من دون جدوى.&
ويرى باحثون أن الشعور بالارتياح بعد شرب الدم قد يكون نفسيًا بالأساس. ويتساءل البعض عمّا إذا كان التعطش إلى الدم مؤشرًا إلى مشكلة عقلية أعمق. لكن ستيفن شلوزمان من جامعة هارفرد يقول إن تشخيص حالة هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكون عملية معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا، مشيرًا إلى أن هذه الممارسة تقع خارج أنماط السلوك المتعارف عليها. وفي الوقت الذي رجّح أن تكون الأسباب نفسية، فإنه، كما قال، لن يتردد في استطلاع ما إذا كانوا يستفيدون فائدة حقيقية من الممارسة.
منطقيو التفكير
وأكد الباحثان براوننغ ووليامز أنهما من خلال احتكاكهما الواسع بمصاصي الدماء لم يلاحظا أي مصاعب نفسية لديهم. يتفق معهما جوزيف لايكوك من جامعة ولاية تكساس قائلًا إن لدى مصاصي الدماء مقدمات مختلفة، ولكنهم يفكرون في حالتهم تفكيرًا منطقيًا، ينطلق من الحاجة إلى شرب الدم.&
وأصبحت هذه الظاهرة موضع نقاش طويل وصعب في التحليل النفسي حول تفادي إحالة نشاطات غير مؤذية، لكنها غريبة بالنسبة إلى الطب، من دون إهمال الأشخاص الذين يحتاجون مساعدة. ويتطلع مصاصو الدماء أنفسهم إلى إيجاد تفسير لأعراضهم وحل ينهي تعطشهم إلى الدم.&
ويحاول مصاصو الدماء الانفتاح على الآخرين، والخروج من عزلتهم، أملًا في أن يتمكن البحث العلمي من التوصل إلى حلول. في هذه الأثناء، يحاول مصاصو الدماء إيجاد طرق عملية أكثر من الناحية الاجتماعية، لسد النقص، الذي يعانون منه، أيًا يكن، أو تلبية حاجة لديهم.&
التعليقات
شاربو دم العراقيين و الا
د.عاصم عزت -قرات ما ورد لما نسميه عراقيأ ب (الخرط) علني اجد رابطا لما كان يتلذذ به شاربو دماء العراقيين و الايرانيين باستكان شاي في الشيب و الطيب في جبهات الحرب العراقيه الايرانيه اعوام 1982-1988
أساطير الأولين
إسماعيل يس -مصاصو الدماء حقيقة لاوجود لهم إلا في الخيال وفي الموروث المسيحي فقط .. قديماً تم الاستعانة بهذا الخيال للترويج للعقيدة المسيحية عند البسطاء من الناس من خلال سرد مثل هذه القصص والحكايات .. ثمة حكايات قديمة ترُوى عن دور الصليب ومساهمته في قتل هؤلاء المصاصين حيث كانوا يُعلقون عليه بعد قتلهم لتأتي الخفافيش لتمص دماءهم .. وثمة حكايات أخرى عن إسهامات الكتاب المقدس والماء المقدس والمسبحة الوردية في القضاء على هؤلاء المصاصين . . خلاصة القول لانستغرب كل هذا الفلوكلور وهذا الخيال في ما يتعلق بمصاصي الدماء في الموروث المسيحي فهم أساتذة في هذا الشأن .. وما حكاية قتل وصلب المسيح عليه السلام عنّا ببعيد ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم) .
كلام فارغ
زارا -"بحوث" سخيفة غير علمية لا معنى لها. كيف يتم كشف مدى طيبة الناس؟ !!! عن طريق ماذا, "مساعدة الحيوانات"؟! وكم كانت مدة الدراسة فتوصلوا إلى ان هؤلاء "طيبون"؟!! ثم, من قال ان مشكلة هؤلاء في الطيبة؟! كل المرضى النفسيون من هذه الأمراض الغريبة يحاولون دوما ان يكونوا اكثر طيبة من الكل لكي يواءنوا افعالهم الغريبة.ليسوا مرضى؟؟!!! اليس ما يفعلونه هو مرض إذن؟؟؟!!!! "خلل هضمي"؟؟؟!!!! الخلل الهضمي هو نتيجة لعادتهم المقززة وليس سبب. لا استطيع التعبير عن درجة الغضب عندي عندما يتم تبرير كل السخافات في الغرب بأسم المورثات. لا ادري هل هو غباء يصل إلى درجة عدم ادراك حقيقية بسيطة" وهو ان المورثات (الجينات) تتغير من الإساس حسب التغيرات البيئية والعادات الإنسانية, وعندما تتغير تتوارثها الأجيال القادمة. يحتاج الأمر إلى فترات زمنية طويلة عادة ومتغيرة بحسب نوع الجين وغيرها. فانواع معينة من السرطان تظهر في فترات زمنية قصيرة عندما تتعرض منطقة معينة لإشعاع مضر كثيف, وبعدها الإحتمال كبير ان الإجيال القادمة حتى وان عاشت في بيئة نظيفة اشعاعيا فأنها تكون قد توارثت جينات اصابها الخلل و المرض. مرض كالسكري يأخذ وقتا اطول قليلا ولكن من الواضح جدا ان هذا المرض عصري وله نوع وراثي. وكلا النوعين يتأثران بالعوامل الوراثية التي تكونت اصلا بسبب طريقة حياة الناس ونوع طعامهم.الجينات اساسا تتأثر بالبيئة وطريقة الحياة, فبالطبع ستتغير الأنزيمات ومع الوقت حتى الجينات عندما يعتاد احد على طريقة حياة غريبة كهؤلاء. لا يحتاج الأمر إلى علم وبحوث لكي يعرف المرء ان هذا الأمر غير مقبول لأنه مقزز ولا يناسب الفطرة.
أسماعيل يس
........................! -أنت مدعاة للشفقة بصراحة ..مساكين
الى التافه أسماعيل هههههه
عتريس -فعلاً أنت أتفه معلق قرأت له تعليقات على ايلاف يا مسيو أسماعيل يس هههه
شكراً إيلاف
هادي فحص -من أظرف ما قرأت
الغرب
شوشو -بعد ان اعترف العالم الغربي بالمثليين والشواذ واللواط والسحاق والشيعة، لم يبق غير مصاصي الدماء ليعترفوا بهم ايضا!