الازدحام الخانق يؤخّر اللاجئين على أبواب ألمانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: ينتظر الافغاني مرتضى وهو يرتجف من البرد منذ نحو اربع وعشرين ساعة، للعبور الى المانيا، لأن تدفق المهاجرين تحول الى ازدحام خانق على الحدود الالمانية-النمساوية وتسبب في حصول توتر بين البلدين.
وقال الشاب البالغ من العمر 18 عاما، "امس (الاثنين)، كنت هنا من الساعة الخامسة صباحا الى الساعة الثانية من فجر الثلاثاء". واضاف "الطقس بارد جدا هنا، والمسنون مرضى، وبعض الاطفال ايضا، ولديّ انطباع بأن لا احد يهتم باللاجئين". كذلك ينتظر حوالى مئة لاجئ تدثروا بعدد كبير من الاغطية، او جلسوا جنبا الى جنب بحثا عن الدفء، عبور جسر سيمباخ ام اين الحدودي في جنوب شرق المانيا.
استؤنف تدفق اللاجئين على اشده في الايام الاخيرة، وشكل ضغطا كبيرا على السلطات النمساوية والالمانية، بعد استقرار عدد الواصلين في تشرين الاول/اكتوبر. ففي منطقة باسو الحدودية وحدها، احصت الشرطة الالمانية الثلاثاء 5500 لاجئ جديد. ومنذ كانون الثاني/يناير، وصل اكثر من 500 الف شخص الى المانيا، وقد يتضاعف الرقم قبل نهاية 2015.
وينفي عناصر الشرطة اغلاق الحدود بصورة جزئية، لكنهم يوضحون ان الانتقال من بلد الى آخر قد تباطأ بسبب الارتباك بشأن عدد واماكن وصول المهاجرين الذين يتعين الاهتمام بهم تمهيدا لتوزيعهم على مراكز اللجوء. وقال هنريش اونشتاين المتحدث باسم الشرطة الالمانية "نقوم بكل ما في وسعنا حتى لا يضطر مهاجرون الى النوم في العراء"، لان درجات الحرارة تقترب من الصفر خلال الليل في اواخر تشرين الاول/اكتوبر.
واضاف "المشكلة هي اننا لا نعرف مسبقا عدد الاشخاص الذين يصلون الى اي معبر حدودي". لذلك يتعيّن على المهاجرين ان يتحلوا بالصبر على جسر سيمباخ ام اين، لعبور هذه الحدود الاخيرة، بعد رحلة عبروا خلالها تركيا واليونان ودول البلقان. ولحماية انفسهم من الرياح الشديدة جدا، ثبتوا اغطية على الحواجز المنصوبة على الجسر للاحتماء بها.
وقال سوري مسن ذكر ان اسمه وليد، وكان يعتمر قبعة ويرتدي قفازين ملونين. "هربت من القذائف في سوريا، واشعر الان هنا كما لو اني في السجن. لا يقولون لنا شيئا ولا نعرف شيئا". واضاف "تمكن قسم من عائلتي من العبور، وبقيت انا وابنتاي. ولم توضح لنا الشرطة الالمانية لماذا انقسمت عائلتي الان الى جزأين". وتقول السلطات البافارية التي انتقدت بشدة سياسة الابواب المفتوحة للمستشارة انغيلا ميركل، ان النمسا هي التي تتسبب بهذا الازدحام الخانق.
وانتقد وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير السلطات النمساوية ايضا، وانتقد تصرفها الذي وصفه بأنه "غير صحيح"، واتهمها بأنها "تقود بعد حلول الظلام" المهاجرين الى الحدود، من دون ابلاغ السلطات الالمانية بذلك. وقال دو ميزيير ايضا ان العدد المرتفع للافغان الذين يطلبون اللجوء الى المانيا "غير مقبول"، داعيا الشبان الى "البقاء" في افغانستان لاعادة اعمار بلادهم.
واضاف في تصريح صحافي ان "افغانسان هي في المرتبة الثانية لبلدان (طالبي اللجوء في المانيا)، هذا امر غير مقبول. نحن متفقون مع الحكومة الافغانية على اننا لا نريد ذلك". وترفض الشرطة النمساوية اتهامات وزير الداخلية الالماني، وتؤكد انها تفعل افضل ما في وسعها.
وقال دايفيد فورتنر المتحدث باسم الشرطة النمساوية "يجب ان نفهم ان 11 الف لاجئ يعبرون يوميا من سلوفينيا الى النمسا. وقد حدد معظمهم هدفا هو الوصول الى المانيا. ويشكل هذا الامر ضغطا على جنوب النمسا، ومن الضروري الاسراع في توزيع هؤلاء اللاجئين". لذلك لا تسمح بافاريا كما قال إلا بعبور 50 شخصا في الساعة، فيما يتعين السماح بمرور 200 شخص "كحد ادنى".
وقد اعلنت النمسا الاربعاء انها ستقيم جدارا على طول حدودها مع سلوفينيا لتشرف بشكل افضل على تدفق المهاجرين. وعلى جسر سيمباخ ام اين، قرر عشرة من المهاجرين الغاضبين وبعضهم يرافقهم اطفال سلوك الجسر الحديد الذي يعبر الحدود.
وبعد عبور الجسر، قال احدهم وهو شاب افغاني فضل الا يكشف عن هويته "اعرف ان الامر محفوف بالمخاطر، لكن كان من الصعب عليّ ان انتظر مزيدا من الوقت". وما كادت المجموعة تنزل عن الجسر، حتى استقبلها شرطي ابلغهم بلغة انكليزية ركيكة انه سيهتم بهم. وقال لهم "انتم الان في المانيا، تفضلوا اتبعوني".