توظيف التكنولوجيا في تشخيص الأمراض العقلية
غوغل تريد مراقبة عقلك وتصليحه!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل تخيلت يومًا أن يكون طبيبك النفسي حاسوبا؟ هذا ما تسعى إليه غوغل التي تعمل على ايجاد طريقة لتوظيف التكنولوجيا في المساعدة على تشخيص الأمراض العقلية ومعالجتها.
إعداد عبد الاله مجيد: قرر الدكتور توم انسيل أن يستقيل من رئاسة المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة والعمل في شركة غوغل، وبالتحديد في قسم علوم الحياة التابع لامبراطورية الانترنت.
وستكون مهمة انسيل والفريق الذي يعمل معه في قسم علوم الحياة ايجاد طريقة لتوظيف التكنولوجيا في المساعدة على تشخيص الأمراض العقلية ومعالجتها. فان غوغل لا تريد قراءة عقلك فحسب بل وتصليحه ايضا إذا اصابه خلل.
وغوغل ليست وحدها في ذلك. فان شركات آبل وآي بي أم وانتل ايضا من الشركات التكنولوجية تعمل في الحقل نفسه.
وأجرت شركة آي بي أم هذا العام دراسة مع جامعة كولومبيا توصلت إلى أن تحليل الكومبيوتر لأنماط الكلام قادر على ان يتوقع الاصابة بالذهان بدقة أكبر من الاختبارات التقليدية التي تشتمل على أخذ عينات من الدم أو المسح الاشعاعي للدماغ.
ويرى باحثون آخرون أن تاريخ عمليات البحث التي أجراها الشخص على الانترنت أو حتى عاداته في التسوق يمكن أن تكشف الدلائل الأولى للإصابة بمرض عقلي، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف.
أنسب للصحة العقلية
وقامت التكنولوجيا التي تُرتدى بدور كبير في الابتكارات الطبية وخاصة اجهزة المراقبة الذاتية لمعدل السكر في الدم ودقات القلب ومستوى الضغط وانماط النوم وحساب الخطوات التي يمشيها الشخص في اليوم وما تناوله من سعرات والكثير غير ذلك.
وينتمي الدكتور انسيل الى مدرسة ترى ان تكنولوجيا هذه الأجهزة أنسب للصحة العقلية من مراقبة النشاطات البدنية. فان اعراض الكآبة مثلا متغيرة تهبط وترتفع دون نمط واضح. وان مراجعة الطبيب لاستشارة قصيرة مرة كل بضعة اسابيع وسيلة هزيلة للتشخيص.
ولكن التكنولوجيا التي تُرتدى تتيح مراقبة الأعراض باستمرار وان جهازا محمولا صغيرا يمكن ان يراقب نبرة الصوت وانماط الكلام وحركات الجسم ليلتقط أولى بوادر الكآبة. فنحن نعيش في عالم حيث هاتفك الذكي يراقبك للمساعدة في تقييم صحتك العقلية.
ويرى خبراء ان الشعور بعدم الارتياح الى التطفل على عمل العقل يجب ألا يحدد الموقف من استخدام التكنولوجيا في الصحة العقلية. ويجب تشجيع شركات التكنولوجيا العملاقة التي تسعى الى رسم خريطة ادمغتنا ومواطن ضعفها شريطة ان يكون ذلك في حدود الضوابط التي تحمي الخصوصية وضمان موافقة الشخص نفسه على تسليم عقله للتكنولوجيا.
حل سحري؟
وفي وقت تُنفق مليارات على معالجة مشاكل الصحة الجسدية بنجاح كبير يتبدى في هبوط معدل الوفيات خلال السنوات الأربعين الماضية بنسبة كبيرة فان معدل الانتحارات ارتفع في الفترة نفسها. ومن هنا اهمية توظيف التكنولوجيا في الصحة العقلية ايضا وليس الجسدية فقط.
ولن تكون التكنولوجيا حلا سحريا للأمراض العقلية أو فشلنا في مواجهتها ولكن أي شيء يجعلها ارخص وأسهل لاستخدامها يجب ان يكون موضع ترحيب.
ومن حقك ان تشعر بالقلق إزاء مشاريع غوغل لتشخيص حالتك العقلية وان يراقبك هاتفك لالتقاط أعراض الكآبة ولكن السماح لهذه التكنولوجيا بأن تفعل ذلك هو أهون الخيارات حين يتعلق الأمر بالصحة العقلية.