أشلاء ضحايا الطائرة الروسية تناثرت في جبال سيناء

يسود غموض حول أسباب سقوط طائرة روسية في سيناء على متنها 224 شخصًا، وتكثف السلطات المصرية جهودها لجمع أشلاء الضحايا، والتوصل إلى الصندوق الأسود، للوقوف على ملابسات الحادث.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: عثرت السلطات المصرية على حطام الطائرة الروسية، التي سقطت في منطقة الحسنة في سيناء، وتجري عمليات نقل لجثامين الضحايا، البالغ عددهم 224 شخصًا، إلى المستشفيات.

واختفت طائرة "كولافيا" الروسية من طراز الإيرباص 320، على ارتفاع 31 ألف قدم، من على شاشات الرادار، وعلى متنها 217 راكبًا، إضافة إلى طاقمها، المكون من 7 أفراد، واختفت بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في جنوب سيناء، متجهة إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية. وأقلعت الطائرة في الساعة 5:51 فجرًا بتوقيت القاهرة، واختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من الإقلاع.

تناثرت 3 أجزاء
وقالت وزارة الطيران المدني المصرية: "اختفت طائرة روسية حروف تسجيل KGL-9268 من طراز الإيرباص 320 وعلى متنها 217 راكبًا، إضافة إلى طاقمها المكون من 7 أفراد من شاشات الرادار الملاحية".

وأضافت في بيان لها: "كانت الطائرة في رحلتها من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية، حيث أقلعت الطائرة في الساعة 5:51 صباح اليوم السبت بتوقيت القاهرة، واختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من الإقلاع". وعلمت "إيلاف" من مصدر في لجنة الإنقاذ أن الطائرة انشطرت إلى ثلاثة أجزاء، الأول مقدمة الطائرة، ويضم قمرة القيادة وجزءا من المكان المخصص للركاب، والجزء الثاني يمثل منتصف الطائرة، ويضم غالبية الركاب. أما الجزء الثالث فهو مؤخرة الطائرة، وتعرّض للإحتراق والتفحم.

تضم الجثث التي عثرت عليها فرق الإنقاذ نحو خمسة أطفال، ومن المرجّح أن يرتفع عدد الضحايا من الأطفال، لاسيما أن الطائرة كانت تحمل عائلات روسية كانت في طريق عودتها من رحلة سياحية في مدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء.

معقل للمتشددين
وانتشرت الأشلاء ومتعلقات الضحايا في منطقة الحسنة في وسط سيناء، وهي منطقة جبلية، تضم جبالًا وهضابًا، وفيها بعض الوديان أيضًا وتعتبر منطقة الحسنة في وسط سيناء من أخطر المناطق التي تمثل معاقل للجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء، وتشهد المنطقة عمليات إطلاق لقذائف الهاون ضد المنشآت الحكومية والعسكرية في العريش، ووقعت فيها العديد من المواجهات الدموية بين الجماعات المسلحة وقوات الجيش والشرطة.

ومن المقرر أن يزور شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء المصري، ومجموعة من الوزراء موقع سقوط الطائرة الروسية، لمتابعة تداعيات الحادث. وقال إسماعيل في تصريحات له في مقر مجلس الوزراء: "التحقيق لم يبدأ بعد، وسينتقل فريق عمل فني لبدء التحقيق، وهناك تنسيق مع السفير الروسي بخصوص الحادث، وما تقوم به الحكومة من إجراءات في هذا الشأن".

وقال رئيس الإدارة المركزية للجنة تحقيق حوادث الطيران، أيمن المقدم، إنه تم العثور على حطام الطائرة في منطقة قريبة من مطار العريش الدولي، القريب من مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.

لجنة تحقيق
وأضاف أن "لجنة ستتوجّه حالًا إلى المنطقة للبدء في التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث". وتابع: "تمكنت قوات البحث والإنقاذ من العثور على حطام الطائرة، وهي من طراز إيرباص 321". وأضاف أن لجنة التحقيق ستبحث عن الصندوقين الأسودين "لمعرفة ملابسات الحادث، وتفريغ آخر محادثة بين قائد الطائرة والمراقبة الجوية، حيث أبلغهم بحدوث عطل فني، وأنه يسعى إلى الهبوط الاضطراري في أقرب مطار".

وأعلن السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أجّل زيارته إلى مدينة الإسماعيلية، اليوم السبت، وعقد اجتماعًا مع الوزارات والجهات المعنية لمتابعة حادث الطائرة المدنية الروسية التي سقطت في وسط سيناء. وشكّل غرفة عمليات في مجلس الوزراء لمتابعة الموقف.
وتضم غرفة العمليات وزراء الطيران المدني، والسياحة، والداخلية، والتضامن الاجتماعي، والصحة، والتنمية المحلية، إضافة إلى ممثلين عن الدفاع، والخارجية، وهيئة الإسعاف.

ووجّهت وزارة الصحة 50 سيارة إسعاف إلى منطقة سقوط حطام الطائرة الروسية، لنقل أي مصابين وحالات وفاة، إضافة إلى عمليات الإخلاء التي تتم بالطائرات من الموقع إلى مطار ألماظة ومطارات أخرى بالقرب من القاهرة. ويتم نقل أي مصابين إلى مستشفى معهد ناصر ودار الشفاء، والجثامين إلى مشرحة زينهم.

&