قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&تعاني البرازيل موجة جفاف حاد وغير مسبوق في تاريخ البلاد جراء قلة المتساقطات في السنوات الأخيرة، فيما تعّول السلطات على مزيد من الأمطار لهذا العام.
إيلاف &- متابعة: البرازيل، التي تشكل احد أهم موارد المياه العذبة في العالم، باتت تُعاني جفافًا متعاظمًا دفع السلطات إلى البدء بسياسة التقنين ورفع أسعار المياه بهدف الحد من استهلاكها، فيما تعوّل على أن تكون كمية المتساقطات خلال موسم الامطار لهذا العام، بين تشرين الاول ونيسان، كافية لاعادة السدود الى مستوياتها الطبيعية.
أسوأ جفاف&فمحمية "ساراكورونا" قرب "دوكي دي كاسياس" في ضاحية "ريو" الشمالية، لم تعد اكثر من سهل واسع من الرمل والوحل وبعض النباتات، وحالة "ساراكورونا" لا تختلف كثيرًا عن مجمل مناطق جنوب شرق البرازيل، بين ريو دي جانيرو وساو باولو، حيث جفت السدود وفرغت البحيرات من المياه، فيما تعزز الخشية من أن تؤدي ظاهرة الـ "نينيو" المناخية التي تقلص حجم الامطار، وبالتالي تفاقم الوضع.&ففي سيريم، أحد أحياء "دوكي دي كاسياس"، يصعب على السكان التصديق أن النهر قد جف، فقبل ثلاث سنوات كانت المياه تصل مباشرة الى سد "ساراكورونا"، الذي انشئ في البدء لتغذية مصفاة تابعة لشركة "بتروبراس" النفطية.&كما ويوشك سد "برايبونا"، الذي يعتبر اكبر نظام لتزويد "ريو" بالمياه، ان يبلغ "مستوى الانعدام"، بحيث لا تعود مياهه صالحة للاستخدام، وفي تشرين الاول (اكتوبر)، سجلت اربعة سدود رئيسية لنهر "برايبا دو سول" اقل من 6% من "الحجم الفعلي" للمياه.&
سياسة سيئة&وتنسب دائرة البيئة في ولاية ريو المشكلة الى "أسوأ جفاف في السنوات الـ85 الاخيرة"، لكن خبراء البيئة يعزون الامر من جهتهم الى السياسات العامة السيئة لادارة المياه منذ عقود.&ويقول الاستاذ الجامعي، سيرغيو ريكاردو، المقيم في ريو: "هذه اسوأ من ازمة، لان الازمة تمر، انها مشكلة بنيوية"، ويضيف: "ليس الامر ناجمًا عن قلة الامطار لفترة طويلة فحسب، بل كذلك عن سوء ادارة ادت بـ "ريو" الى هذا الوضع الحساس".&وتتراوح الاخطاء بين انعدام فعالية استثمار المخزون وتلوث منابع المياه، ففي ضاحية "ريو"، على سبيل المثال، يتم التخلص من 80% من المياه المبتذلة في الانهر بلا اي معالجة.&وفي هذا السياق، ويؤكد عالم الاحياء ماريو موسكاتيلي ان الجفاف ليس السبب الوحيد للازمة، داعيًا الى أخذ الاضرار الناجمة عن البشر في الاعتبار، وأضاف: "انطلاقًا من مؤشرات الطبيعة، فان الوضع سيزداد سوءًا، ورد الحكومة كان دائمًا خجولًا وبمثابة رد فعل، ولم يكن يومًا تدبيرًا وقائيًا".&
الكهرباء&هذا وتعتبر المحطات الكهرمائية المصدر الرئيسي لانتاج الطاقة في البرازيل، البلد الذي يعد اكثر من 200 مليون نسمة، ويتركز الانتاج في سائر انحاء البلاد على المناطق الواقعة في جنوب البرازيل وجنوب شرقها، كونها تضم أكبر المراكز الصناعية.&إلى ذلك، تشهد السدود الخمسة في نظام "كانتاريرا" ادنى مستوى تخزين لها منذ زمن طويل، كما ان سدودًا أخرى مخصصة لانتاج الطاقة الكهربائية، واقعة في مناطق في جنوب شرق البرازيل، تعاني وضعًا حرجًا في بلد يُعوّل على السدود لتأمين 75% من حاجاته الى المياه والكهرباء.&