قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول مشاركون في اعمال ملتقى ابو ظبي الإستراتيجي إن الإنترنت اداة حررت العالم لكنها جعلته أكثر فوضى، بسبب أن هناك أطرافا تعمل من خارج أطر الدولة
أبوظبي: أكد المشاركون في أعمال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثاني أن هناك أزمتين تتهددان العالم، الأولى تتصل بانتقال الصراع على المقدرات والموارد إلى صراع بين الأفكار والقيم، بينما ترتبط الثانية بانهيار النظام الأمني العالمي الذي عرف في القرن الأخير، موضحين أن منطقتنا مقبلة على ما يبدو على "سايكس بيكو" جديد، وأن الإنترنت أداة حررت العالم، ولكن جعلته أكثر فوضى، فبقدر ما ساعدت على دمقرطة انتشار المعلومات وتدفقها بقدر ما أن هناك أطرافا تعمل من خارج أطر الدولة.&وأضافوا خلال جلسات اليوم الثاني والأخير من الملتقى الذي نظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية، على مدى يومين بمشاركة نحو 300 من صانعي السياسات والخبراء والأكاديميين من 40 دولة، أن تحولات كبيرة حدثت في توازن قوى الاقتصاد العالمي، وأن العالم يشهد تحولا للثقل الاقتصادي من الغرب إلى الشرق وصعود الصين يعد مؤشرا بارزا على هذا التحول.&
تحولات عميقة في المنطقة&وتحدثوا عن التوجهات المستقبلية التي تتشكل في الوقت الراهن وأهم السيناريوهات التي ستواجهها البشرية بفعل التحولات العميقة الطارئة في المنطقة العربية والعالم. لافتين إلى أنه لكي تحافظ الصين على مكانتها الاقتصادية الحالية يجب عليها التحول إلى اقتصاد المعرفة والخدمات ولابد لها من إصلاح اقتصادي يطلق عنان الابتكار والإنتاجية.&
الإرهاب والطائفية في تصاعد&وأشاروا إلى أن خطر الإرهاب والطائفية تصاعد في المنطقة والعالم، ما يؤثر في السياسات الإقليمية والدولية. موضحين أن هناك ظاهرتين جديدتين ضمن الظاهرة الإرهابية الأوسع، الأولى تتمثل بروز جيل جديد من الإرهابيين الذين نشئوا وترعرعوا في مجتمعات خارج منطقة الشرق الأوسط مثل أوروبا والولايات المتحدة، في حين أن الظاهرة الثانية هي بروز الموجة الثالثة للظاهرة الإرهابية وهي الموجة التي جاءت بعد تنظيم القاعدة، ما يستدعي هذه العناصر الجديدة مقاربات جديدة لفهم الظاهرة الإرهابية برمتها.&وذكروا أن الإرهاب أصبح ظاهرة معولمة ولم يعد ظاهرة إقليمية، وأن على دول العالم ألا تتعامل مع الإرهاب فقط بل عليها أن تتعامل مع فكر التطرف وجماعاته.&
الفضاء المعلوماتي&وحول تأثير مستقبل الفضاء المعلوماتي في القوة والدولة، قال فيتالي ناومكن مدير "معهد الدراسات الشرقية" التابع للأكاديمية الروسية للعلوم انه يمكن استعمال الفضاء المعلوماتي كأداة جديدة في الحروب، متوقعا أن يزيد اللجوء إليه في الحروب المستقبلية التي تقوم على ثلاثة أضلع هي القوات الخاصة والطائرات بدون طيار والسلاح المعلوماتي. مشيرا إلى أن روسيا اقترحت صياغة اتفاقية دولية للحد من عسكرة الفضاء المعلوماتي لكنها لم تجد آذانا صاغية الأمر الذي دفعها إلى تعزيز قوتها العسكرية المعلوماتية.&ونبه من أن المنظمات الإرهابية تصطاد الموهوبين من خلال شبكة الانترنت وتجندهم في آسيا الوسطى وبعض الدول العربية وهناك أيضا حروب إعلامية داعيا إلى توخي الموضوعية في الطرح .&
الفضاء الرقمي&وذكر البدر الشاطري الأستاذ الملحق بكلية الدفاع الوطني في الإمارات أن مظاهر تأثير الفضاء المعلوماتي على الدولة الوطنية بنيوية وسياسية وإيديولوجية وأنها تتفاوت في مداها بين الدول النامية والمتقدمة. معتبرا أن التأثير البنيوي يكمن في كون الفضاء الرقمي يفتح الباب أمام الهويات ما دون الوطنية للتعبير عن نفسها دون أن يمنحها إطارا للاندماج في مجتمعاتها الوطنية. أما التأثير السياسي فيتصل بإعطاء الفضاء الرقمي فرصة لتعبير الجماهير الساخطة ويحد في الوقت ذاته من قدرة الدولة المركزية على استعمال القوة واحتواء التعبيرات الاحتجاجية.&وتابع أن التأثير الإيديولوجي يكمن في أن مفهوم الدولة لحدودها وهويتها أصبح محل منازعات من قبل قوى خارجية أو مجموعات تعمل من خارج أطر الدولة.&
الثورة التواصلية الرابعة&ووصف نبيل الخويطر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية لمشاريع الطاقة الفضاء المعلوماتي بأنه الثورة التواصلية الرابعة في تاريخ البشرية بعد اكتشاف اللغة ثم الكتابة فالمطبعة. وكما ضاعت الطباعة واستعمالاتها المتعددة فإن التكنولوجيات الحديثة ستقوم بنفس الشيء في عالمنا الراهن" .&ودارت نقاشات المشاركين في الملتقى حول تأثير الفضاء المعلوماتي على الهوية والدولة الوطنتيتين في اتجاهين، فبينما اعتبر أغلبهم أن هذه الهويات تتعرض لتحديات بسبب فضاء المعلومات دون الذهاب حد نفيها قال عضو البرلمان الأوروبي أنتونيو لوبيزـإستوريز أن هناك ضرورة للذهاب أبعد من الهوية والدولة الوطنية كما يحدث في الاتحاد الأوروبي واصفا هذا الأمر بأنه ليس خيارا وإنما حتمية يمليها واقع السياسة والاقتصاد.&
تحديات&وقامت نازلي شكري أستاذة العلوم السياسية ومديرة شبكة النظام العالمي للتنمية المستدامة بسرد سريع لعناوين التحديات التي يفرضها الفضاء المعلوماتي قائلة "إن الحلبة المعلوماتية نشأت وتطورت وأديرت من قبل القطاع الخاص وأن الدول والحكومات دخلتها بشكل متأخر، وهذا الأمر يستدعي فهمنا لهذا الواقع الجديد من أجل تحسين إدارتنا له ومواجهة التحديات التي يفرضها".&
الأمن والحريات العامة&وأوضح أنتونيو لوبيز عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الشعب الأوروبي الإسباني أن ما يهمه كسياسي يعمل على قضايا الحريات العامة والأمن ورسم السياسات هو خلق توازن بين الانفتاح على المستقبل الذي يمثله فضاء المعلومات وعدم خلق جدران عازلة أو إقامة أنظمة رقابة جماعية، مبينا أن حق استعمال المواطنين لوسائل الفضاء المعلوماتي يجب أن يكفل لأنه وسيلة للمشاركة والتأثير الإيجابي على أصحاب القرار.&وتطرق لوبيز إلى حادثتي التجسس بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ممثلا في ألمانيا قائلا "إننا تعلمنا الدرس منهما وهو ضرورة بناء جسور الثقة بين الحلفاء وتركيز الجهود لمحاربة العدو المشترك الممثل في الإرهاب.. ونحن في أسبانيا لدينا خبرة كبيرة في الحرب على الإرهاب واستطعنا تجفيف منابع الحركات الإرهابية.. وسائل التواصل الاجتماعي مهمة في عالم اليوم".&
الإنترنت أداة حررت العالم&واعتبر ناصيف حتي سفير جامعة الدول العربية في إيطاليا والفاتيكان والمندوب الدائم للجامعة في الأمم المتحدة أن "الإنترنت أداة حررت العالم، ولكن جعلته أكثر فوضى، فبقدر ما ساعدت على دمقرطة انتشار المعلومات وتدفقها بقدر ما أن هناك أطرافا تعمل من خارج أطر الدولة". منوها بأن عولمة الفضاء المعلوماتي تسببت في "بلقنة" خريطة الأمن المعلوماتي وتسببت في حرب باردة جديدة تجري في الفضاء الرقمي، مشددا على ضرورة الموازنة بين ضرورات الأمن والحفاظ على المصالح وبين حماية الحريات الفردية.&
الإجرام الإلكتروني&ولفت ما زياولن المدير التنفيذي لمؤسسة الصين للدراسات الدولية ومدير جمعية الصداقة العربية الصينية إلى أن الإنترنت لا يعترف بالحدود، ولكن هنالك حدود للدول ولمصالحها، وأن على الجميع أن يعمل من أجل حماية مصالحه وصد الإجرام الإلكتروني. مؤكدا أهمية عنصر الأمن وحماية المصالح، وأن ردم الهوة بين سياسات الإنترنت والتحديات التي يفرضها يمر عبر التعاون الدولي ومن خلال سن قوانين لإدارة الفضاء المعلوماتي وتبني منظومة قيم تحكمه. وقال "نحن بصدد مجال جديد وهو الفضاء الإلكتروني والذي يتعرض للاختراق في بعض الأوقات".