أخبار

تايبيه تعتبر القمة مع بكين خطوة نحو تطبيع العلاقات

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تايبيه: اعتبر رئيس تايوان الخميس ان القمة التاريخية المقرر عقدها السبت بين الصين وتايوان خطوة نحو تطبيع العلاقات بين النظامين، ردا على انتقادات المعارضة التي تتهمه ببيع الجزيرة الى بكين.

وسيكون اللقاء المقرر بين الرئيسين التايواني ما ينغ جيو والصيني شي جينبينغ في سنغافورة الاول بين قادة البلدين منذ نهاية الحرب الاهلية عام 1946 حين لجأ قوميو حزب كومينتانغ او الحزب القومي الصيني بقيادة تشانغ كاي شيك (1887-1975) الى تايوان او فورموزا سابقا.

سيكرس هذا اللقاء سياسة التقارب التدريجي التي شهدت خلال سبع سنوات منذ وصول ما الى السلطة، اطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين وابرام اتفاقيات تجارية وطفرة في القطاع السياحي.

لكن جزءا من الرأي العام التايواني تلقى خبر القمة بفتور باعتبارها محاولة فاضحة لتقديم صورة افضل للصين وزيادة حظوظ حزب كومينتانغ، الذي لا يزال في السلطة في الانتخابات الرئاسية المقررة في كانون الثاني/يناير، والتي لم يترشح الرئيس الحالي فيها.

وقال ما مدافعا عن موقفه في خطاب الى الامة ان "هذه القمة هدفها رخاء الاجيال المقبلة، وليس الانتخابات". واضاف "من واجبي بناء جسر بين الجانبين، وذلك حتى يتمكن الرئيس المقبل من عبور النهر". وتابع "من اجل المضي قدما نعتقد ان على ضفتي المضيق العمل على تخفيف مشاعر العداء وتطوير التواصل وتعميق التفاعل".

وقال "انها خطوة اولى نحو تطبيع اللقاءات بين القادة"، مشددا على ان هذا التقارب السياسي نتيجة منطقية لتنامي العلاقات ولا سيما على الصعيد الاقتصادي بين الشقيقين العدوين.

- "مصالح سياسية" -
غير ان المعارضة التايوانية ترى ان القمة تبقى رغم طابعها التاريخي محاولة من حزب كومينتانغ المتراجع في استطلاعات الراي لانقاذ ما امكن مع اقتراب الانتخابات.
وقالت سو يا شي المتحدثة باسم الاتحاد التايواني من اجل التضامن (استقلاليون) احدى حركات المعارضة التي تشتبه بوجود اتفاق سري بين الرئيسين "اننا غاضبون لان ما سوف يبيع تايوان".

وبنت تايوان هويتها الخاصة منذ اعلان ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية قبل 66 عاما. وعلى مر العقود تحولت الجزيرة الى ديموقراطية، لكن بكين تصر على ان الجزيرة لا تزال جزءا لا يتجزأ من اراضيها، وانه يمكنها استعادتها بالقوة اذا اقتضت الحاجة.

ورات زعيمة الحزب الديموقراطي التقدمي اكبر احزاب المعارضة التايوانية، تساي اينغ ون الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية ان القمة ستسيء الى الديموقراطية في تايوان. وقالت في اشارة الى ما ان "الشعب لن يسمح له بتقويض مستقبل تايوان لمجرد تحقيق مصالحه السياسية".

واكد الرئيس التايواني الخميس ان الولايات المتحدة لم تلعب اي دور في هذا التقارب غير انه تم ابلاغ واشنطن مسبقا بالقمة. وفي مطلق الاحوال فان واشنطن التي تبقى على استعداد للدفاع عن جزيرة كانت مركزها المتقدم ابان الحرب الباردة، تلقت النبأ بفتور.

وبقيت العلاقات الصينية التايوانية لفترة طويلة تتسم بالريبة. ومع وصول الرئيس ما الى السلطة عام 2008 وما اطلقه من وعود بان تحسن العلاقات الثنائية سينعكس ازدهارا على البلاد تحسنت الاجواء السياسية لكن البعض في تايوان يشكو من ان الشركات الكبرى هي التي استفادت بصورة خاصة من التقارب.

ويتساءل العديدون عن الاسباب التي دفعت الصين الى القبول بمثل هذه القمة بعدما رفضت مبادرات سابقة. وان كان البعض يرى في الامر اعلان دعم واضح لكومينتانغ فان البعض الاخر يفسر الامر على انه محاولة للتقرب من حليف للولايات المتحدة في وقت تشهد العلاقات الصينية الاميركية توترا في بحر الصين الجنوبي.

وسيدلي الرئيسان السبت بتصريحات علنية قبل عقد اجتماع مغلق ومن ثم الالتقاء حول مائدة عشاء. واكد ما انه لن يتم توقيع اي اتفاق ولن يصدر اي اعلان مشترك، بل سيعقد كل من الرئيسين مؤتمرا صحافيا على حدة. ولتفادي اي احراج بروتوكولي قد ينجم عن لقب "رئيس" فان الزعيمين سيتخاطبان بلقب "سيد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف