أخبار

بعد عام من التشرد عائلة في غزة تستعيد منزلها

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: يعبّر عاطف الظاظا عن فرح عارم لعودته مع عائلته المكونة من 12 فردا الى منزله، وهو اول مسكن اعادت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بناءه في قطاع غزة بعد الحرب الاسرائيلية المدمرة في صيف 2014.

وعلى الرغم من ان العودة مشوبة بالقلق، فان عاطف الظاظا، وهو عامل بناء سابق في التاسعة والاربعين، متمسك بالبقاء في هذا المنزل القريب من الحدود الاسرائيلية، والواقع في الطبقة الاولى من مبنى من اربع طبقات دمرته اسرائيل، لا سيما وقد "التم شمل" عائلته بعد اكثر من عام من التشرد.

يقول الفلسطيني الذي شهد في حياته جولات عنف متكررة "في هذا البيت، ولد كل ابنائي بجانب الحدود. الخطر موجود ويمكن ان يهدموا (الاسرائيليون) الدار في اي حرب، لكننا لا نملك الا هذه الحياة". ويضيف عاطف، وهو والد لعشرة ابناء، "نتوقع في كل دقيقة حربا جديدة، لكن لا مفر من العيش هنا حتى لو وقعت حرب".

ويقول المتحدث باسم الانروا عدنان ابو حسنة "اننا في الانروا نخشى دائما من ان المنازل الحدودية معرضة للهدم في اي عمليات عسكرية". ويشير الى ان عددا من المنازل "تتم اعادة بنائها للمرة الثالثة بسبب العمليات العسكرية"، مطالبا بـ"رفع الحصار واعطاء قطاع غزة فرصة للحياة مرة اخرى".

- الغاز المسيل للدموع في البيت -
يتنشق الظاظا وافراد اسرته الغاز المسيل للدموع كلما اندلعت مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي على بعد مئات الامتار من المنزل، ويقول "لا مفر من التأقلم، نحن في سجن كبير".

وبعد ان ينفث دخان سيجارته، يستذكر الظاظا الذي تتحدر عائلته من قرية الكوفخة القريبة من حدود غزة، تشرد اسرته عام 1948 وكذلك في الحربين في نهاية 2008 وفي 2012، وصولا الى تدمير المبنى الذي كان يؤوي اكثر من خمسين فردا من ابنائه وابناء اخوته الاربعة في حرب صيف 2014.

وتوضح فاطمة حسنين (40 عاما)، زوجة عاطف، انها مسرورة بتسلم المنزل، كأول بيت يعاد بناؤه في قطاع غزة. لكن الفرحة غير مكتملة بالنسبة اليها، لان اشقاء زوجها ما زالوا "مشردين وكل المنطقة حولنا مدمرة".

ويقع منزل الظاظا على مساحة 160 مترا مربعا، وفيه ثلاث غرف للنوم ومطبخ صغير وحمام، وتم طلاؤه باللون القرميدي. وقد اعيد بناؤه وسط ركام عشرات البيوت المهدمة في محيط مستشفى "الوفاء لتأهيل المعاقين"، الذي دمره الجيش كليا خلال عملية "الرصاص المصبوب". ودمر الجيش الاسرائيلي في منتصف تموز/يوليو من العام الماضي مئات المنازل بالقصف الجوي والمدفعي.

- الاعمار الصعب -
وتواجه كل عملية اعمار في قطاع غزة الكثير من الصعوبات. واعلن ابو حسنة ان عملية الاعمار "متعثرة لان التمويل غير موجود". وحصلت الانروا على "247 مليون دولار فقط" من المبلغ المخصص لعملية اعادة الاعمار وقدره 720 مليون دولار يفترض ان يصرف في تمويل بناء وترميم 140 الف منزل للاجئين فلسطينيين اصيبت باضرار. وبينها اكثر من "تسعة الاف مصنفة دمارا كليا"، بحسب ابو حسنة.

واكدت المنظمة في بيان انه "بسبب النقص في التمويل، فان 13167 عائلة لاجئة دمرت منازلها او تضررت بشكل بالغ او غير قابلة للسكن ما زال افرادها نازحين". وتمكنت الانروا من تسليم اول منزل كان مدمرا بشكل كلي، وهو واحد من بين 170 منزلا للاجئين وافقت اسرائيل على ادخال مواد بناء لاعادة بنائها.

وكان عمال يواصلون العمل في الطبقة الثانية، التي تعود إلى انور الظاظا، شقيق عاطف، والذي يقيم مع عائلته المكونة من تسعة افراد في بيت مستأجر في انتظار العودة الى منزله. وبحسب المجلس النروجي للاجئين (منظمة غير حكومية)، تسعة في المئة فقط من مواد البناء الضرورية لاعادة الاعمار دخلت الى قطاع غزة منذ صيف 2014.

ولا يخفي عبد الله (23 عاما)، نجل عاطف، بدوره قلقه الشديد من احتمال هدم المنزل مجددا. ويقول الشاب العاطل عن العمل "الان نحن سعداء ببناء بيت جديد، لكن طبعا نخاف ان يهدموه في اي لحظة اذا وقعت حرب. لماذا ندفع الثمن؟ هل لاننا قبلنا بالعيش قرب الحدود؟".

ويقول عاطف انه سيجهز احدى الغرف الثلاث في المنزل لابنه عبدالله كي يتمكن من الزواج، معربا عن امله في اعادة بناء منزل ابنه الاكبر عبد الكريم البالغ (25عاما) وهو متزوج ولديه طفلان. وقد دمر منزل عبد الكريم المحاذي لمنزل العائلة خلال الحرب الاخيرة.& ويسود احباط لدى شريحة واسعة من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 1,9 مليونا والخاضعين لحصار اسرائيلي متواصل منذ تسع سنوات تقريبا.

ويحذر ابو حسنة من "تفجر الاوضاع في غزة بسبب اليأس والاحباط والغضب والطاقة السلبية نتيجة تعثر الاعمار والحصار". كما يشدد على اهمية "معالجة مشكلة البطالة التي وصلت الى اربعين في المئة". وعلى الرغم من سواد الصورة من حوله، يقول الظاظا "ما مر كان كابوسا لكنه انتهى، اشعر بانني استعدت حياتي من جديد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف