أخبار

عثر عليه ميتًا في واشنطن

"ميخائيل ليسن" عرّاب السيطرة على الانترنت في روسيا

ميخائيل ليسن
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&برز اسم ميخائيل ليسن بعد أن عُثر عليه ميتًا في أحد الفنادق الأميركية، فهو شغل منصب وزير الإعلام، وكان أحد المقربين إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعرف بأنه عراب سيطرة الدولة على شبكة الإنترنت في روسيا.

&إعداد ميسون أبو الحب: عُثر قبل ايام على ميخائيل ليسن، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ميتًا في حجرته داخل أحد فنادق واشنطن. وكان ليسن اول من اقترح سيطرة الدولة في روسيا على الانترنت.&ويوثّق كتاب وضعه "اندريه سولداتوف" و "ايرينا بوروغان" لبروز الانترنت في روسيا وسيطرة الدولة عليها اعتبارًا من السنوات الاخيرة في عمر الاتحاد السوفياتي حتى ايامنا الحالية، ويحمل الكتاب عنوان "الانترنت الحمراء: الصراع بين دكتاتورييّ روسيا الرقميين وثورييّ الانترنت الجدد".&&ملكية كاملة&ونشرت صحيفة "ذا ديلي بيست" مقتطفًا من هذا الكتاب بشأن مقترح طرح عام 1999 على فلاديمير بوتين، الذي تسلم رئاسة البلاد بعد ذلك بفترة قصيرة، وهدف المقترح إلى اعطاء الدولة الملكية الكاملة لجميع خدمات الانترنت في البلاد.&&صاحب هذه الخطة هو ميخائيل ليسن، وكان وزير وسائل الاعلام في ذلك الوقت، وقد ساهم بعد ذلك في انشاء شبكة روسيا اليوم باللغة الانكليزية.&&نفهم من المقتطف ان كل شئ بدأ في خريف عام 1999، الذي شهد احداثًا كثيرة. وكانت الدولة في ذلك الوقت تنظر الى وسائل الاعلام التي تنتقد الدولة نظرة شك، وتعتبر انها تُحيك مؤامرة ضدها، ففي تلك الفترة، كانت القنوات التلفزيونية هي المهمة فقط، ولم يكن للصحف دور رئيسي، فيما لم يكن ينظر الى الانترنت نظرة جديّة تمامًا. &&&بافلوفسكي&لكن شخصًا واحدًا، اسمه غليب بافلوفسكي، هو الذي ادرك اهمية الانترنت، وكان في الـ 48 من عمره، وكان جيدًا في العلاقات العامة.&ولد بافلوفسكي في اوديسا وانتقل الى موسكو عام 1974، وكانت له علاقات بحركة انشقاق روسية جعلته يكتب، تحت اسم مستعار، مقالات ضد دستور بريجنيف، وفي عام 1982 لاحقه جهاز المخابرات السوفياتية "كي جي بي"، فأعلن التوبة وبدأ التعاون مع السلطات.&&تصرفه هذا صرف عنه اصدقاءه المنشقين، غير انه تمّكن من شق طريقه عام 1985 الى الاوساط الديمقراطية بعد بدء البريسترويكا، حيث استقبله بعض اصدقائه القدامى، ليعود ويؤسس عام 1989 اول وكالة انباء مستقلة، أسماها "بوستفاكتوم".&&الكرملين&&عام 1999، استدعى الكرملين "بافلوفسكي" ليعمل على إنشاء حزب موالٍ للحكومة، وهو حزب الوحدة او ادنيستوف، وايضًا لشن حملة ضد معارضي الكرملين، ومنهم &لوزخوف وبريماكوف والتايكون غوزنسكي واعلامه.&&وكان لبافلوفسكي مؤسسة علاقات عامة، اسمها المؤسسة من اجل السياسات الفعالة، فتحت عدة مواقع على الانترنت، وركزت على مهاجمة لوزخوف ونشر ملفات ومعلومات عن اعماله وشركاته، وأسست ايضًا موقعًا كاذبًا، قالت إنه الموقع الرسمي لعمدة موسكو "لوزخوف".&&حزب بوتين&وفي احد ايام 1999، انشأ بافلوفسكي موقع "انتخابات99" لعرض آراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع، وكان نشر هذه الاستطلاعات ممنوعًا في الصحافة الاعتيادية، وما نشره الموقع ساهم في تحويل مشاعر الناخبين لصالح حزب الوحدة، وهو حزب بوتين، حيث حصل على &23.3% من الاصوات مقارنة بـ 13.3% لحزب لوزخوف، اي 73 مقعدًا في مجلس الدوما وعدد مقاعده 450، وكان ذلك انتصارا لحزب الوحدة الذي لم يكن موجودا كحزب قبل ذلك.&&بعد تعيين فلاديمير بوتين رئيسًا للوزراء، كان ينوي الترشح للرئاسة ليخلف يلتسين، وكان بافلوفسكي يحضر اجتماعات الحملة التي يقودها ديمتري ميدفيديف.&&حملة بوتين&واقترح بافلوفسكي عقد لقاءات بين بوتين والعاملين في مجال الانترنت لدعم الحملة، ثم أُعطي الضوء الاخضر لذلك، وكانت تلك فرصته للنجاح.&&فاتصل بافلوفسكي بـ "انتون نوسك"، وهو رئيس تحرير موقع صحافي على الانترنت اسمه لينتا، ودعاه الى اجتماع مع بوتين، تأخر الاجتماع بعض الشئ، وتسربت انباء عنه ووصلت الى شخص اسمه اليغ ريكوف، وهو مستشار قديم للحكومة في مجال تكنولوجيا المعلومات.&&وريكوف كان يعمل في الثمانينات على برامج سرية تحت اشراف كي جي بي بهدف بناء نظام لادارة الاتحاد السوفياتي في حالة وقوع حرب، من سراديب وانفاق في كل مكان، بالإضافة إلى مراكز كومبيوتر مدفونة تحت الارض.&الحكومة والانترنت&&وعندما سمع ريكوف بخطة وضعها ميخائيل ليسن، الذي كان وزيرًا مكلفًا بالاعلام، من شأنها تسليم توزيع النطاقات على الانترنت للحكومة، والغاء مسؤولية منظمات غير حكومية عليها، علمًا ان مقرها كان معهد كورخاتوف، وهو المركز الروسي الرئيسي للبحث النووي، ومسقط رأس الانترنت الروسي. &&وقال ريكوف لاحقًا إن الامر كان واضحًا، اراد ليسن السيطرة على كل الانترنت، لا سيّما بعد علمه بأن "ليسن" سيقدم خطة خلال الاجتماع المقرر مع بوتين، واذا تمت الموافقة عليها فسيكون الانترنت تحت السيطرة الكاملة للدولة، وهي وحدها ستحدد كل شئ يتعلق به.&&كان هذا الاجتماع مهمًا، وسعت اطراف عديدة الى حضوره، ومنهم اليكسي سولداتوف، مؤسس ريلكوم، وهو اول مجهز انترنت في روسيا، ريكوف اراد ايضًا حشر دائرة العلوم في الاجتماع، ثم تمت الموافقة على حضور الاثنين، ريكوف وسولداتوف، وكان هم الاخير قتل خطة ليسن.&&الاجتماع&وفي 28 ديسمبر عام 1999، عُقد اللقاء وكان بوتين يجلس والى جانبه نائب ووزيران، هما ليسن وليونيد ريمان، وزير الاتصالات. حضر الاجتماع ايضًا سولداتوف ونوسك، وتغيب بافلوفسكي وميخائيل ياكوشوف، وهو محامي انترنت.&&وما لبث بوتين أن عرض خطة ليسن للسيطرة على اسماء النطاقات، وتتضمن انشاء جهاز وطني لتسجيل اسماء النطاقات، وبالتالي السيطرة على نطاق " RU " اي روسيا، ومن المفترض ان يبدأ العمل به في 31 &كانون الثاني (ديسمبر) عام 2000.&&وسأل بوتين الحاضرين عن آرائهم فزعموا كلهم بأنهم لا يعرفون اي شئ عن الامر، لكن نوسك ما لبث ان رفع يده وطلب الكلام وقال: "هذا هو السبب الذي يجعلنا نخاف من الحكومة".&&ضوابط&&وكان موضوع الاجتماع الرئيسي مع بوتين يتعلق بوضع الدولة ضوابط خاصة باستخدام الانترنت وتوزيع النطاقات وما شابه، وكان من الواضح أن جميع الحاضرين يعارضون مقترح ليسن.&&استمر الاجتماع اكثر من ساعة ونصف، واعتبره نوسك مجرد مسرحية هدفه تحسين صورة بوتين، باعتباره زعيمًا ليبراليًا ومتطورًا في روسيا، ولم يكن نوسك يظن ان مشروع ليسن قابل للتحقيق، غير ان سولداتوف كان يعرف أن المشروع حقيقي.&وبالنسبة لجميع من حضر ذلك الاجتماع مع بوتين، لم يؤدِ الاجتماع الى تغيير القواعد والضوابط التي وردت في خطة ليسن، وهو ما ارادته الدولة بالتحديد. &&حديث العهد&وجاء في مقتطف الكتاب ايضًا، ان بوتين لم يكن معتادًا على الانترنت عام 1999، ولم يكن لديه ايميل، وكعادته حاول ان يوحي للآخرين بالافكار التي يريدهم ان يفكروا بها، وان يجعلهم يحملون الآراء التي يريد، وهي قدرة ساهم في خلقها لديه ماضيه في "كي جي بي"، ثم سنواته الصعبة في سانت بيترسبورغ في بداية التسعينات. &&المهم هنا هو ان الاجتماع عقد بين بوتين واشخاص على اطلاع على الانترنت ولهم معرفة به، وكانوا كلهم مرتبطين بالكرملين، بطريقة او بأخرى، من خلال اجهزة عديدة، ويعتمد أغلبهم على عقود مع الحكومة.&&بعد 3 سنوات، اعلن يلتسين استقالته، وسلم المهام الى بوتين.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف