وعوده بإرضاء الجميع تحولت لنقمة بسبب خموله وتردده
إعادة انتخاب فرانسوا هولاند مهمة شبه مستحيلة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تبقَّى للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند 18 شهرًا للتخلص من السمعة التي نالها بوصفه أكثر من طارده نكد الحظ بين رؤساء الجمهورية الخامسة. &ولكن تحقيق ذلك أصبح هدفًا يتطلب مجهودًا خارقًا، بل مهمة تكاد أن تكون مستحيلة.&
كل ما اخفق هولاند في معالجته من قضايا يقف الآن عقبة كأداء في طريقه. &فهناك اليوم نحو 4 ملايين فرنسي عاطل عن العمل رغم هبوط نسبة البطالة بقدر طفيف في أيلول/سبتمبر، للمرة الاولى&من سنوات. &ويترنح الاقتصاد الفرنسي بدلا من ان ينمو، وهناك استياء متزايد بين العمال.&&&ويستنزل هولاند على نفسه الآن غضب الجميع بعدما بدأ عهده محاولاً إرضاء الجميع. &وإلى جانب العمل على اصلاح الاقتصاد وانتشاله من الركود ومعالجة البطالة، عليه إن يقنع الفرنسيين بأن مارين لوبن وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف ليسا هما البديل. &وكانت الجبهة الوطنية اصبحت قوة سياسية يُحسب حسابها في السنوات الأخيرة، وبالتحديد خلال ولاية هولاند. ويقول ثلث الفرنسيين الآن إنهم يمكن أن يمنحوا أصواتهم للجبهة.&&حالة ميئوس منها &&قد يُصوَّر هولاند رجل دولة في فيلم وثائقي يتابع عمله في القصر الرئاسي ويستطيع أن يأمر جيشه بقصف مسلحي تنظيم الدولية الإسلامية "داعش" في سوريا، ولكن حتى سياسته الخارجية التي يبدو فيها أشد حسمًا من تعامله مع القضايا الداخلية لم تنفع لتحسين شعبيته المتدنية.&&ويبدو أن هولاند يبقى أقل الرؤساء الفرنسيين شعبية مهما فعل. &إذ اعرب نحو 79 في المئة من الفرنسيين عن عدم رضاهم على ادائه كرئيس. ويرى معلقون من اليسار واليمين أن هولاند فقد كل ما كان لديه من شعبية بين الفرنسيين. &&ويتساءل المراقبون، ما الذي تبقى على أجندته، وهل يخطط لتحقيق نجاح كبير في الأشهر الثمانية عشر المتبقية من ولايته؟ &ولكن لا احد يعتقد ذلك. ويبدو أن هدفه الرئيسي في الوقت الحاضر هو الفوز بترشيح حزبه لولاية ثانية رغم كل شيء. &&ويوحي هولاند بأنه بدأ فعلاً حملته الانتخابية ربما لأنه يفضل أن يكون مرشحًا للرئاسة على ان يكون رئيسًا لا سيما وأن الفرنسيين لم يحترموه فحسب، بل وأحبوه حين كان مرشحًا.&&&اجراءات متأخرةأعلن هولاند مؤخرًا خفض الضرائب على ذوي الدخول المحدودة، أي الناخبين الذين خيب آمالهم أكثر من سائر الشرائح الأخرى والذين يتوجهون اليوم الى الجبهة الوطنية افواجًا.&&ونقلت مجلة شبيغل عن مسؤولين في قصر الاليزيه أن هولاند يعمل "نهارًا وليلاً" وانه الغى اجازاته الصيفية منذ عامين. ولكنه يحتاج إلى أن يكون أكثر ظهورًا وأقرب إلى الجماهير، كما يؤكد مستشاروه.&&في هذه الاثناء، هناك تذمر متزايد بين الفرنسيين الذين لا يريدون مجرد مصافحة من رئيس يمارس علاقات عامة، بل يعتقدون ان فرنسا تحتاج الى قائد يحكم ويقرر. &وكان هولاند لاقى استقبالاً فاترًا حين زار حوضًا لبناء السفن في ميناء سان نازير في منتصف تشرين الأول/اكتوبر بل ان احد العمال رفض حتى مصافحته.&سخط وتوجس&شهدت الأسابيع الأخيرة وحدها نزول ضباط الشرطة والمعلمين والاطباء والمزارعين الى الشوارع في تظاهرات احتجاج على ظروف عملهم. &وفي حين ان الرئيس السابق نيكولا ساركوزي كان يزعج الفرنسيين بنشاطه المفرط، فإن هولاند يثير حنقهم بخموله وتردده.&&وقاطع ثاني اكبر اتحاد نقابي مؤتمرًا اجتماعيًا عُقد مؤخرًا بمبادرة من الحكومة. &وهناك نذر غليان في الافق كما حدث مع شركة الطيران الفرنسية عندما مزق الموظفون قمصان مدرائهم، وهددوهم بالاعتداء جسديًا عليهم. &&وكان تعليق الرئيس الوحيد على الحادث ان "شركة الطيران الفرنسية ليست فرنسا". &ولكنه لا يوضح أين يريد المضي بسياساته، أو ما يعتزم تحقيقه لفرنسا التي تبدو قلقة أكثر من أي وقت مضى في ظل قيادته.&&وحين سُئل هولاند خلال مقابلة إذاعية عمّا إذا كان يدعم ادارة شركة الطيران الفرنسية في خططها الاصلاحية، تهرب من السؤال، وقال إن المسألة تتعلق بـ"صحة الأرقام التي يتعين تدقيقها". &ورد الصحافي الذي كان يقابله قائلاً بامتعاظ "سألتُك سؤالاً واضحًا". &&يبدو هولاند احيانا وكأنه يخاف أن يُحاكم على ما يقوله. فهو وعد في احد تصريحاته بقلب ارقام البطالة في فرنسا رأسًا على عقب. &وبعد ان اتضح ان ذلك لن يتحقق اعلن انه سيوفر تدريبًا مهنيًا لكل عاطل بحلول نهاية الشهر دون أن يدرك ان الوعد بإعادة تأهيل نحو 4 ملايين عاطل يوقع صاحبه في ورطة.&والرابح من كل هذه الاحباطات هي لوبان وجبهتها اليمينية المتطرفة. &إذ يشعر كثير من الفرنسيين بالسأم من تناوب المحافظين والاشتراكيين على الحكم، لأن حياتهم لا تتغير اياً يكن منهم في الحكم. &ويبدو أن الأحزاب التقليدية تفقد مصداقيتها أكثر فأكثر كل عام. وكلما ساءت الأوضاع على هولاند تحسنت لصالح لوبان. &&هل صعود لوبان هو اكبر انجازات هولاند؟&يستطيع هولاند أن يعتبر أن من انجازاته تمكن لوبان من تحويل الجبهة الوطنية الى قوة سياسية حقيقية بعد أن كانت حزبًا احتجاجيًا. وبدلاً من التصدي لنزعة لوبان القومية واصل سياسات سلفه ساركوزي في اطلاق الوعود الفارغة والتصريحات الجوفاء، على حد تعبير منتقديه. &والنتيجة أن عدد مقاعد الجبهة الوطنية في البرلمان الأوروبي أكبر من عدد مقاعد حزبه الاشتراكي.&تدعي لوبان أنها تناضل ضد "اولئك الذين في القمة". &وهو تكتيك ناجح لأن النخبة الباريسية بعيدة حقًا عن المجتمع. &والرئيس هولاند بوصفه نموذجًا لهذه النخبة نشأ في مدينة نولي الغنية ودرس في ثلاث من أرقى مؤسسات التعليم الفرنسية. &وكان في صف واحد مع عدد من وزرائه وكبار مسؤولي حكومته في اكاديمية الخدمة المدنية الشهيرة ، بحسب مجلة شبيغل. &&وأعلن الرئيس الآن رسميًا الحرب على لوبان واصفًا اياها بالخصم الأكبر في الانتخابات الاقليمية، التي ستجري في كانون الأول/ديسمبر. وستكون الانتخابات مؤشرًا الى الانتخابات الرئاسية. &وهذا تطور ما كان ليمكن حتى تخيله في السابق. &فحتى الآن كانت الاحزاب التقليدية تفضل ان تتجاهل الجبهة الوطنية. &ولكن هذا لم يعد خيارًا. &والسؤال هو ما إذا كان من شأن ذلك أن يزيد شعبية لوبان حتى أكثر.&التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف