أخبار

حين يبحث الألمان عن تأمين لسياراتهم

غوغل يكسب 20 يورو عند كل نقرة "ماوس"

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إنه موسم تغيير شركات التأمين في ألمانيا، فيبحث الألمان عبر غوغل عن أفضل شركة لتأمين سياراتهم، وغوغل لا يرحم، بل يتقاضى 20 يورو عن كل ضغطة على فأرة الحاسوب.&إعداد ماجد الخطيب: كتب الألماني هيربرت فرومه، خبير شؤون الدعاية والإعلان على الشبكة العنكبوتية، إن غوغل يكسب 20 يورو عن كل نقرة ماوس على صفحات السيارات. فسواء كان صاحب السيارة يبحث عن مصلِّح لسيارته المصدومة، أو عن شركة تأمين جديدة، أو عن سيارة مستعملة، يكسب غوغل منه، وخصوصاً في مجال تأمين السيارات، لأن غوغل يربح 20 يورو عند كل نقرة فأرة. وأحصى فرومه، في مقالة على صفحات "زود دويتشة" الواسعة الانتشار، أن المستهلك (صاحب السيارة) ينقر بالماوس على صفحات غوغل 25 مرة كي ينجز معاملة الانتقال من شركة تأمين سيارات إلى أخرى، وهذا يدر على الموقع 500 يورو من أرباح الدعايات والإعلانات والوساطة.&مع كل نقرة&قد لا يتضرّر المستهلك كثيرًا عند إجراء المعاملات على الانترنت من خلال غوغل، لكن شركات السيارات وشركات التأمين على السيارات يدفعون مبالغ طائلة لغوغل لقاء الدعاية والإعلان على الموقع. وهذا لا يخلو، بالطبع، من مبلغ صغير يدفعه صاحب السيارة بدوره.&عندما يكتب المستخدم عبارة "تأمين السيارات" على آلة البحث العظيمة غوغل تأتيه نتيجة البحث بأكثر من مليون نتيجة تحتل صفحات لا تبدو لها نهاية. تظهر في المقدمة اعلانات أهم ثلاث شركات تأمين متنافسة لتأمين السيارات في ألمانيا، وهي"تشيك24" وكوزموز دايركت" و"هوك 24"، وواضح أنها أكثر من يدفع لغوغل بهدف اصطياد الزبائن بصنارة العروض. تأتي بعدها اعلانات الشركات الأخرى بالتسلسل، إضافة إلى أسماء 8 شركات أخرى تظهر على اليمين.&وبحسب إحصائيات هيربرت فرومه، المتصلة بازدهار السوق الذي يسبق أعياد الميلاد، من ينقر مرة واحدة على إعلانات الشركات في المقدمة يضمن لغوغل أكثر من 20 يورو في كل مرة.&ربح مضمون&&النقر على أسماء الشركات الأخرى في القائمة لا يوفر 20 يورو عن كل نقرة لغوغل، لكن الربح يبقى من رقمين (بين 11 و19 يورو) على أي حال. ويحقق غوغل هذا الربح بغض النظر عما إذا كان البحث انتهي بابرام عقد بين صاحب السيارة وشركة التأمين أم لا. ومع ارتفاع كلفة الإعلان على غوغل في السنوات الماضية يمكن القول، بحسب فرومه، إن غوغل حققت أرباحًا في عام 2015 تزيد 200 في المئة عن أرباحه في عام 2013. وكتب الباحث انه من الصعب&القاء اللوم على شركة الانترنت الكبيرة غوغل، لانها لا تضع أسعارًا محددة للإعلان على صفحات السيارات، وتترك الأمر لشركات السيارات كي تتنافس ويزايد بعضها على بعض في احتلال مقدمة الإعلانات. ولن يتفاجأ أحد إذا ارتفعت أسعار الإعلان، وارتفعت معها أرباح غوغل في السنوات القادمة.&يؤكد هذا التوقع أن موظفًا كبيرًا من شركة غوغل قال لصحيفة "زود دويتشة"، التي نشرت التقرير، إن 20 يورو لكل نقرة في أعلى صفحة البحث عن تأمين السيارات، في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري مبلغ "ضئيل". وأضاف أن شركات تأمين السيارت مستعدة لدفع أكثر وأن هذا ما سيحصل.&موسم الاتفاقات&&لماذا التركيز على تشرين الثاني (نوفمبر)؟ يقول فرومه إن فترة عقود آلاف الألمان السنوية لتأمين السيارات تنتهي بانتهاء هذا الشهر، وهذا يدفع أصحاب السيارات إلى النقر بشكل محموم على إعلانات غوغل بحثًا عن بديل أفضل من شركة التأمين السابقة. وعلى هذا الأساس، هذا هو موسم الانتقالات بين شركات التأمين، وموسم شراء السيارات الجديدة بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.&يشير موقع المقارنة بين الأسعار "فيفوكس" إلى أنه في الأسابيع الخمسة بين 26 تشرين الأول (اكتوبر) و28 تشرين الثاني (نوفمبر) تشهد سوق تأمين السيارات في ألمانيا انتقال أكثر من مليوني صاحب سيارة من شركة تأمين إلى أخرى. المنافسة بين مختلف الشركات على أشدها، وفي حين تحاول شركات التأمين خفض عروضها بهدف كسب الزبائن الجدد، لا يسع غوغل سوى مضاعفة أرباحه. وبعملية حسابية بسيطة، نتوصل إلى أن شركات تأمين السيارات تدفع لغوغل أكثر من مليار يورو خلال "الموسم" فقط، بحساب أن كل زبون منتقل جديد سينقر 25 مرة على الأقل على غوغل إلى أن يبرم اتفاقًا ناجزًا مع شركة جديدة يبدأ العمل به في كانون الثاني (يناير) الآتي.&بلد السيارات&يمكننا تصور المبلغ الذي تدفعه شركة "هوك24" لغوغل خلال هذا الموسم، إذا عرفنا أن الشركة تؤمن سيارات 10,6 ملايين عميل في ألمانيا. وإلى جانب غوغل، تربح أيضًا مواقع المقارنة والشركات الوسيطة على الانترنت، فموقع "تشيك24" يؤمن بنفسه سيارات 900 ألف مواطن، ويحقق أرباحًا ايضًا من شركة "هوك24" لقاء الوساطة، ويربح معه غوغل أيضًا.&هناك 62 مليون سيارة مسجلة تسير حاليًا في شوارع البلد (81 مليون نسمة)، والملاحظ أن أرباح شركات التأمين على السيارات صارت تنافس &إلى حد ما أرباح الشركات الألمانية الكبرى، مثل مرسيدس وفولكسفاغن وبي أم دبليو وأودي وبورش. وينتظر قطاع شركات تأمين السيارات أن ترتفع أرباحه هذا العام إلى 25 مليار يورو. إن التوقعات ايجابية للعام القادم، خصوصًا أن أسعار السيارات ترتفع أيضًا بمعدل 3,2 ملايين سيارة جديدة تنزل إلى شوارع المدن الألمانية سنويًا كمعدل. وكلما زاد عدد السيارات زاد تنافس شركات التأمين وزادت أرباح غوغل.&الملاحظ أن دعايات شركات السيارات، ومعها دعايات شركات التأمين، تتصدر أربح البرامج التلفزيونية أيضًا. ودفعت شركات تأمين السيارات للدعاية التلفزيونية 27 مليون يورو هذا العام، وكان الرقم لا يزيد عن 17 مليونًا في العام الماضي.&&لا يعود ارتفاع كلفة الإعلان إلى تنافس شركات التأمين فحسب، لأن برامج التلفزيون رفعت أسعار الثانية الواحدة من الإعلان على شاشاتها بنسبة 40 في المئة. وكلما كان الإعلان جيدًا، كلما تحفز المستهلك لنقر الماوس أكثر في غوغل بحثًا عن موقع شركة التأمين بهدف ابرام اتفاق تأمين معها.&سيارة أم فيلا؟&لا يميز "حب الألمان للسيارات" بين فقير وغني، فحلم قيادة سيارة "مرسيدس" أو "بي أم دبليو" أو "أودي" يراود الجميع بلا استثناء. والموظف الألماني الصغير مستعد للتخلي عن "ضرورات حياتية"، مثل الطعام الجيد والملابس والرحلات السياحية مقابل حصوله على سيارة يتفاخر بها.&وتكشف دار "صحافة المحرك" في كتابها السنوي الجديد "قيادة السيارة في ألمانيا"، أن ما يخصصه الألماني لشراء السيارات وقيادتها خلال حياته يكفي لشراء فيلا، أو أكثر من شقة، وضمان مستقبل تقاعدي جميل. فالألماني يخصص 332 ألف يورو بين سن 20-75 سنة للسيارات.&وبحسب الإحصائية التي اعتمدت معطيات دائرة الاحصاء المركزية، ومعطيات اتحاد انتاج السيارات، يشتري الألماني خلال 55 سنة من قيادة السيارات ثلاث سيارات جديدة و5 سيارات مستعملة كمعدل وسطي. أي بمعدل سيارة واحدة كل 7 سنوات، مع الاشارة إلى أن هذه الاحصائيات لا تنطبق في كل دول العالم.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
.
اماراتية و لي الفخر -

تطبيع خليجي مع "إسرائيل" .. يبدأ من الإمارات؟ في الوقت الذي صارت فيه "إسرائيل" تعتبر جهود دعاة مقاطعتها اقتصادياً وسياسياً وأكاديمياً خطراً يرقَى إلى مستوى الخطر الوجودي، تفاخرت حكومتها الأشد يمينية بتحقيقها إنجازا سياسيا يتمثل في إنشاء أوّل ممثلية رسمية وعلنية لها في عاصمة دولة الإمارات.وقد جاء هذا «الإنجاز»، وفق المنشورات الإسرائيلية، بعدما أجرى المدير العام لوزارة الخارجية، دوري غولد، زيارة سرية إلى أبو ظبي للاتفاق نهائياً على فتح هذه الممثلية. وسبق الإعلان عن فتح هذه الممثلية سماح الإمارات بدخول لاعبين إسرائيليين للمشاركة في دورة مباريات دوليّة.ومن المقرّر أن تفتح "إسرائيل" رسمياً في الأسابيع القريبة، أوّل ممثلية رسمية وعلنية لها تمتلك الحصانة الديبلوماسية في أبو ظبي، بوصفها ممثلية معتمدة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، التي تتّخذ من أبو ظبي مقراً عالمياً لها. وركز التبرير الرسمي للامارات، والذي اعلنته مديرة إدارة الاتصال بوزارة الخارجية مريم الفلاسي، على أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة منظمة دولية مستقلة تعمل وفق القوانين والأنظمة والأعراف التي تحكم عمل هذه المنظمات، وان لا تغيير في موقف الإمارات أو علاقاتها بـ"إسرائيل". لكن هذا التبرير، سيصطدم بحقيقة أنَّ وجود الممثلية الإسرائيلية يشكّل موطئ قدم لنشاطات سياسيّة وأمنيّة وتجاريّة إسرائيليّة في دولة الإمارات، وربّما في دول الخليج (الفارسي) جمعاء.