قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تشهد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة الفرنسية، باريس، للمشاركة في قمة المناخ، نشاطات مكثفة على جميع الاصعدة، لاسيما السياسي والاقتصادي والثقافي، بل والعسكري، وعقد لقاءات مع وزير الدفاع الفرنسي، و سكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما عقد لقاءاً مع مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
القاهرة: على هامش مشاركته في قمة المناخ التي تعقد في فرنسا، عقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، العديد من اللقاءات مع مسؤولين دوليين وفرنسيين، وزار مقر وزارة الدفاع الفرنسية، وعقد اجتماعاً مع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، بحضور قيادات وزارة الدفاع الفرنسية وأعضاء الوفد الرسمي المصري، وتم خلال اللقاء الاتفاق على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين بما يتناسب مع التحديات المشتركة التي يواجهها المجتمع الدولي، وفي مقدمتها الإرهاب الذي لا تقف تداعياته عند حدود منطقة الشرق الأوسط، ولكن تمتد لتطال دولاً أخرى خارجها.&وأجريت المراسم الرسمية العسكرية للرئيس المصري، وتباحث مع وزير الدفاع الفرنسي في العديد من الأزمات الإقليمية والدولية، ولاسيما الأزمتين السورية والليبية، واتفقت وجهات نظر الجانبان على "أهمية التوصل لتسويات صوناً لكيانات تلك الدول وحفاظا على مقدرات شعوبها، فضلاً عن تهيئة البيئة المناسبة للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وضمان مستقبل أفضل لشعوبها وأجيالها المستقبلية".&وأكد الرئيس المصري على تنسيق الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي الذي ما زالت تنشط فيه التنظيمات الإرهابية بالنظر إلى ما تمثله تلك التنظيمات من تهديد خطير على أمن واستقرار القارة الإفريقية بأكملها، وخاصةً في ضوء الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها عدة دول إفريقية.&وتوافق الجانبان خلال اللقاء على أن الأحداث الإرهابية التي تقع في أنحاء متفرقة من العالم تعكس أهمية توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتطوير التنسيق وتعزيز التعاون القائم بين الدول من خلال تبني مقاربة شاملة تضم إلى جانب المواجهات العسكرية والأمنية الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وكذا الجوانب الفكرية والدينية، وذلك من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية من منظور فكري وأيديولوجي، بما يساهم في التصدي لظاهرة المقاتلين الأجانب ويحول دون الترويج لأفكارهم المتطرفة.&وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن السيسي أعرب لوزير الدفاع الفرنسي عن خالص التعازي في ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها فرنسا، مشيداً بما أظهره الشعب الفرنسي من تضامن وتماسك ساعداه على تجاوز هذه المحنة، ومؤكداً تضامن مصر مع فرنسا شعباً وحكومة في مواجهة هذا التهديد المشترك.&من جانبه، أعرب وزير الدفاع الفرنسي عن خالص تقديره للموقف المصري المُساند لبلاده في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، ومشيدا بدور مصر باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط.&وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشاد بما وصل إليه مستوي العلاقات بين البلدين من شراكة استراتيجية على كافة الأصعدة، ولاسيما في المجال العسكري عقب إتمام صفقات طائرات "الرافال" وحاملتيّ المروحيات من طراز "ميسترال" بما يدلل على الدرجة الرفيعة من الثقة المتبادلة بين الجانبين.&وفي السياق ذاته، التقى السيسي ب سكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنجل جوريا، ورحب الرئيس المصري بمستوى التعاون القائم بين مصر والمنظمة، لا سيما في مجالات تقديم الدعم الفني والدراست والتقارير التي تصدرها المنظمة على مدار العام لمختلف الجهات المعنية بالحكومة المصرية، منوها إلى حرص مصر على استغلال الخبرات المتراكمة لدى المنظمة، لا سيما مع إطلاق الحكومة لبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي .&وأعرب السيسي عن تطلع مصر للتعاون مع المنظمة في دراسات التنمية التي يجريها مركز التنمية التابع لها والذي تتمتع مصر بعضويته، وكذا لتعزيز التعاون في إطار برنامج المنظمة الخاص بالشرق الاوسط وشمال افريقيا، ولاسيما في مجالات الارتقاء ببيئة الاستثمار، وتعزيز الحوكمة والشفافية ، وإدارة المساعدات بكفاءة وتحقيق الاستفادة القصوى منها. كما رحب السيد الرئيس بدور المنظمة في شراكة "دوفيل" وفي صندوق الدعم الانتقالي التابع لها، والذي يتعين أن يراعي المشروعات ذات الاولوية لدول المنطقة وأبرزها المشروعات ذات الصلة بتهيئة مناخ الاستثمار.&من جانبه، أشاد سكرتير عام المنظمة بخطة الاصلاح الاقتصادي التي تنفذها مصر، مثنياً على الاجراءات التي تتخذها في هذا الصدد، والتي تم عرضها خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، الذي حقق نجاحا كبيرا وأسهم بفاعلية في التعريف بالجهود الاقتصادية والفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في مختلف القطاعات الاقتصادية. وأشار جوريا إلى أن التحسن الملحوظ في مؤشرات أداء الاقتصاد المصري يُعد دليلاً على صواب تلك الإجراءات. وأشاد سكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادي بالمشروعات التنموية الكبرى التي تدشنها وتنفذها مصر في مختلف المجالات، وفي مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، منوهاً إلى ان هذه المشروعات سيكون لها أطيب الأثر في تنشيط الاقتصاد المصري وتوفير فرص العمل وتشغيل الشباب.&وعرض جوريا للبرامج الجاري تنفيذها بين المنظمة ومختلف الوزارات والمؤسسات المصرية المعنية، ومن بينها دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وسُبل جذب الاستثمارات، وتحسين النظام الضريبي، والحكومة الالكترونية. ونوه جوريا إلى استعداد المنظمة لتكثيف تعاونها مع مصر في مختلف المجالات التي أشار إليها السيد الرئيس، وإعداد البرامج ذات الصلة بعد التباحث مع الوزارات المصرية والتعرف على شواغلها واحتياجاتها.&كما عقد السيسي لقاءً مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، إيرينا بوكوفا، وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن السيسي أعرب عن تقديره للجهود التي بذلتها المنظمة خلال الفترة الماضية من أجل رفع قدرات تأمين المتاحف والمواقع الأثرية في مصر، فضلاً عن دورها في مساعدة الحكومة المصرية في ترميم المواقع الأثرية التي تعرضت للأضرار جراء الحوادث الإرهابية.&وأشار السيسي إلى تطلعه لتعزيز التعاون بين الحكومة المصرية والمنظمة في مختلف المجالات الثقافية والفكرية، معرباً عن استعداد مصر للمساهمة في تفعيل عدد من المبادرات العالمية التي أطلقتها المنظمة مؤخراً في مجاليّ التعليم والتراث، والتي تتفق مع الخطط والجهود المصرية للارتقاء بالمستوى التعليمي والثقافي للمجتمع المصري، وتأهيل الشباب وتزويدهم بكافة أدوات المعرفة لقيادة مستقبل التنمية في مصر.&وأعربت مدير عام المنظمة عن تطلعها لتعزيز مستوى التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة من أجل المحافظة على الآثار المصرية وممتلكاتها الثقافية وحمايتها.&ووجهت مدير عام اليونسكو الدعوة إلى السيسي لزيارة اليونسكو والتحدث أمام الدول الأعضاء، لعرض الرؤية المصرية إزاء مختلف الموضوعات ذات الصلة بالفكر والتراث والثقافة، والتي تكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة في ضوء ما يتعرض له المجتمع الدولي من هجمة شرسة من قِبل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلاَ عن الآثار الإيجابية لتعزيز الاهتمام بمجالات التعليم والثقافة في حماية الشباب من الانجذاب إلى مثل تلك الأفكار.&وشدد الرئيس المصري على أهمية دور المنظمة في التصدي لأعمال التدمير المتعمد من قِبل الجماعات الإرهابية للتراث الثقافي في المنطقة العربية، ونوّه إلى أهمية تعزيز نشاط المنظمة بالتعاون مع مصر وغيرها من الدول من أجل تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة، ولاسيما تلك التي تنتشر عبر المواقع الالكترونية. وأكد كذلك على أهمية مواجهة التخريب المنظم والإتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، وهو ما يضر بالتراث الثقافي للإنسانية بأكملها، ويستوجب تضافر الجهود الدولية والإقليمية للحفاظ على التراث الثقافي العربي.&ودعا إلى بذل جهود مضاعفة من أجل حماية المقدسات الدينية في القدس الشريف، ومنوّها إلى ضرورة إيلاء اهتمام أكبر بالتراث التاريخي والثقافي في القارة الأفريقية.&