مناورات أميركية إسرائيلية تحمل رسائل سياسية وعسكرية

&من المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل مناورات عسكرية ضخمة تهدف إلى فحص جهوزية إسرائيل الدفاعية، لا سيما تجاه الأخطار المحتملة من جانب إيران وحزب الله وحركة حماس، بالإضافة إلى القدرة على مواجهة أي تهديد محتمل.

&مجدي الحلبي من تل ابيب: في الربع الاول من العام 2016 ستشترك اسرائيل والولايات المتحدة بمناورات كبيرة في اسرائيل، حيث من المتوقع حضور اكثر من الف جندي وتقني اميركي الى هذه المناورات، التي من المقرر ان تستمر لاكثر من عشرة ايام تحت اسم "جونيفر كوبرا".&الهدف من هذه المناورات، يقول الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، يتمثل بفحص الجهوزية الاسرائيلية الدفاعية الجوية في مواجهة الصواريخ من ايران وحزب الله وسوريا وغزة، فالحرب السورية تحتّم على اسرائيل ان تكون على جهوزية تامة.&فعاليّة&في المناورة سيتم التعرف على فاعلية القبة الحديدية والعصا السحرية وباراك 8 وكل التقنيات المضادة للصواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى، بالإضافة إلى الطائرات القتالية والطائرات بدون طيار الانتحارية، التي يسعى حزب الله للحصول عليها، وتحاول حماس تطويرها أيضًا في غزة، عن طريق الخبراء الايرانيين.&هذا وقال مصدر عسكري كبير لـ "إيلاف"، إن اسرائيل الآن تبحث مسألة صواريخ اس 400، التي نشرها الجيش الروسي في سوريا، ومدى تأثيرها على حرية المقاتلات الاسرائيلية في الاجواء السورية، وذلك رغم التنسيق المعمّق بين روسيا واسرائيل بكل ما يتعلق بهذا الامر.&اللافت أن اسرائيل لم تعد تعترض على منظومة صواريخ اس 300 التي زودتها روسيا لإيران، وقال احد وزراء الليكود المعروف بقربه من القيادة الروسية، بانه لا حاجة للقلق، فمفتاح هذه المنظومة بحوزتنا، وطلب عدم اطلاق تصريحات ضد الصفقة الروسية الايرانية مؤخرًا بشأن نشر تلك الصواريخ في ايران، والتي بدأت روسيا تزويدها لايران خلال الفترة الاخيرة، وذلك حفاظًا على العلاقات الطيبة والتنسيق العسكري بما يتعلق بالحرب السورية.&لا خطورة&الخبير في شؤون الوسائل القتالية وشؤون الفضاء، يتسحاك بن يسرائيل، قال إن الاخطار من الصواريخ الايرانية ليست بتلك الاهمية، وهي لا تشكل تهديدًا كيانيًا لاسرائيل، ولفت بن يسرائيل في حديث صحفي الى ان لإسرائيل ردوداً مناسبة لكل تهديد، ولكن يجب تعميق التنسيق مع روسيا من اجل عدم منح الجيش السوري منظومة اس 400، انما اخراجها من سوريا بعد انتهاء مهمة الجيش الروسي هناك.&مصادر امنية اسرائيلية ترى بنشر منظومة اس 400 تهديدًا لحرية الحركة الاسرائيلية في الاجواء السورية، بينما تراها بعض الاوساط المقربة من نتانياهو لا تشكل أي خطر، خاصة في ظل التنسيق بين نتانياهو وبوتين والعلاقات الشخصية الطيبة بين الاثنين، وان بوتين وعد نتانياهو ألا تشكل اسلحة روسيا أي تهديد لدولة اسرائيل، واضاف بوتين، بحسب المصدر، ان هناك اكثر من مليون ونصف روسي في اسرائيل، ولن يسمح لأحد المس بهم باسلحة روسية، ولفت متحدث باسم نتانياهو أن الرئيس الروسي تفهم الضربات الاسرائيلية في سوريا ضد اهداف لحزب الله، والتي قيل انها تضم اسلحة متطورة كان يجري الاعداد لنقلها الى لبنان، واتفق مع نتانياهو على استمرار التنسيق بهذا المجال، وطلب حرية حركة جوية بمحاذاة المجال الجوي الاسرائيلي في الجولان، واسرائيل وافقت على ذلك، مقابل حريتها في الاجواء اللبنانية والسورية.&نقاط ضعف&خبراء الوسائل القتالية في اسرائيل يقولون بأن بلادهم تدربت مطلع العام 2000 وما تلاه على تفادي منظومة اس 300 الروسية التي تم نصبها في اليونان، والجدير ذكره ان روسيا كانت اقترحت على اسرائيل هذه المنظومة في اواخر سنوات التسعين، ووصلت المحادثات الى مراحل متقدمة، الا ان الصفقة لم تتم بسبب معارضة الولايات المتحدة انذاك، نظرًا للدعم العسكري الاميركي والاتفاقات المبرمة في هذا المجال، بحسب المصادر، فيما اضاف مصدر عسكري أن لاسرائيل فكرة ودراية عن هذه المنظومة، لا سيّما من الناحية العملية، الا انها لم تكشف لأي طرف، بما في ذلك الاميركي، نقاط ضعف تلك المنظومة، ويُذكر ان منظومة اس 400 هي تطوير لمدى منظومة اس 300، بحسب خبراء الوسائل القتالية في العالم.&فهل تأتي المناورة الاميركية الاسرائيلية لفحص قدرات الدفاعات الجوية الاسرائيلية بسبب تغيير قواعد اللعبة ومجريات الحرب السورية، أم أنها رسالة للجانب الروسي والايراني أن اسرائيل خط احمر لا يمكن تجاوزه؟&