قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وقع برلمانيون وسياسيون ليبيون اتفاقًا للسلام في منتجع الصخيرات، ولم يمثل الموقعون ايًا من السلطتين، بحسب ما أكد رئيس مجلس النواب المعترف به دوليًا، عقيلة صالح.
الرباط: وقع اعضاء في البرلمانين المتنازعين في ليبيا وشخصيات سياسية اخرى وممثلون عن المجتمع المدني اتفاقًا برعاية الامم المتحدة في المغرب اليوم الخميس، يهدف الى توحيد سلطتين تتقاتلان على الحكم منذ عام ونصف العام ، وترفضان خطوة التوقيع على هذا الاتفاق.
ولم توضح بعثة الامم المتحدة في ليبيا آلية تنفيذ الاتفاق، أو كيفية ممارسة حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عنه لعملها في ظل وجود حكومتين حاليًا في ليبيا منبثقتين عن برلمانين، يرفض رئيساهما التوقيع على اتفاق الامم المتحدة، ويدفعان نحو تبني اتفاق بديل من دون وساطة المنظمة الاممية.&تجدر الاشارة الى ان البرلمانيين الذين وقعوا على الاتفاق اليوم حضروا الى منتجع الصخيرات المغربي بصفتهم الشخصية ولم يمثلوا أيًا من السلطتين، بحسب ما اكد رئيس مجلس النواب &(برلمان طبرق المعترف به دوليًا )عقيلة صالح، ورئيس المؤتمر الوطني العام( برلمان طرابلس) ، نوري ابوسهمين.&وجرى التوقيع في حفل حضره دبلوماسيون ووزراء خارجية دول اوروبية وعربية، بينها المغرب وتونس واسبانيا وايطاليا وتركيا. ووقع على الاتفاق في البداية صالح المخزوم، العضو في برلمان طرابلس ، ومحمد شعيب العضو في برلمان طبرق ،ونوري العبار الرئيس السابق للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وفتحي بشاغا العضو في برلمان طرابلس ايضا.&وجرى توقيع الاتفاق وسط تصفيق الحاضرين، قبل ان ينشد بعض المشاركين في الحفل النشيد الوطني الليبي، ويتصافح المخزوم وشعيب.&بعد ذلك توالت التوقيعات على الاتفاق من قبل اعضاء في البرلمانين، نحو 80 عضوًا من برلمان طبرق الذي يضم 188 عضوًا، ونحو 50 عضوًا من برلمان طرابلس الذي يضم 136 عضوًا، اضافة الى شخصيات سياسية اخرى وممثلين عن المجتمع المدني.واختتمت التوقيعات بتوقيع رئيس بعثة الامم المتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر، وسط تصفيق الحاضرين وترديد الهتافات باسم ليبيا.&وعرف التوقيع النهائي على اتفاق الصخيرات تأخيرًا لساعات جراء خلاف بشأن إضافة ثلاثة أعضاء لمجلس رئاسة الحكومة.&وينص اتفاق الصخيرات على توحيد السلطتين المتنازعتين على الحكم منذ عام ونصف عام في حكومة وحدة وطنية، تعمل الى جانب مجلس رئاسي، وتقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية.&وستكون طرابلس مقرًا للحكومة التي سيرأسها، بحسب الاتفاق الموقع،&رجل الاعمال فايز السراج، على ان تضم 17 وزيرًا بينهم امرأتان، علمًا ان طرابلس تخضع لسيطرة تحالف جماعات مسلحة &"فجر ليبيا" تتبع الحكومة طرابلس التي تديرها منذ صيف 2014.&ويسود اعتقاد لدى كثيرين أن يؤدي توقيع اتفاق الصخيرات الى مزيد من تعقيد الأوضاع في ليبيا . وقال محمود عبد العزيز عضو المؤتمر الوطني العام، لوكالة فرانس برس، "لا ندري كيف سيتم الامر، لكن هذه الخطوة ستزيد بالتأكيد تعقيد المشهد الليبي".&واضاف عبد العزيز الرافض لخطوة التوقيع على الاتفاق السياسي، "في ليبيا حكومتان، وبرلمانان، ونسختان لكل مؤسسة رسمية. واليوم، قد تصبح لدينا حكومة ثالثة بدل أن تتوحد السلطتان المتنازعتان".&ورغم عدم توفر الآلية الواضحة التي تشرح كيفية تطبيق هذا الاتفاق على الارض في ظل وجود قوات موالية للحكومتين في مناطق سيطرتهما، قال كوبلر في بداية حفل التوقيع "انه يوم تاريخي لليبيا".&واكد الدبلوماسي الالماني أن "الباب لا يزال مفتوحًا امام اولئك الذين لم يحضروا اليوم. على الحكومة الجديدة ان تعالج بشكل عاجل بواعث القلق لدى الاطراف التي تشعر أنها مهمشة".&وتوجه بالحديث في مؤتمر صحافي اعقب حفل التوقيع الى فايز السراج بالقول له "سيادة رئيس الوزراء . انا لا احسدك على منصبك".&من جهته ، قال صالح المخزوم ان "التاريخ يقف اليوم شاهدًا على محطة من اهم محطات مسيرة الثورة نحو بناء الدولة الليبية"، مضيفًا أن التوقيع اليوم يمثل "الخطوة الاولى في سبيل تحقيق امن ليبيا واستقرارها".&وقدم المخزوم نفسه على انه ممثل المؤتمر الوطني العام، رغم ان المؤتمر اصدر الاربعاء بعد جلسة حضرها 73 عضوًا من بين 136 بيانًا اكد فيه انه لم يفوّض احدًا من اعضائه "لا بالمشاركة ولا بالتوقيع" على أي اتفاق في المغرب.&وترأس المخزوم لجنة الحوار المكلفة من قبل المؤتمر الوطني العام بالمشاركة في جولات الحوار برعاية الامم المتحدة التي بدأت قبل نحو عام، قبل ان تجري تنحيته في اغسطس ( اب) من مهمته هذه ويحل محله عوض محمد عبد الصادق.&وعشية التوقيع على الاتفاق، قال رئيس برلمان طرابلس ان "الموضوع الجوهري هو ان ما بني على باطل هو باطل"، مضيفًا "لم يمنح أي تفويض من المؤتمر الوطني بالتوقيع سواء بالاحرف الاولى او بالتوقيع النهائي او بعقد اتفاقيات، ولذا فان الامر يبقى دائمًا خارج اطار الشرعية".&وكان ابوسهمين يتحدث بعد ساعات من اجتماعه برئيس برلمان طبرق،&عقيلة صالح، في مالطا الثلاثاء، في اول لقاء بين رئيسي السلطتين المتنازعتين في ليبيا منذ اندلاع النزاع على السلطة والشرعية في صيف 2014.&واكد ابوسهمين وصالح في مؤتمر صحافي أعقب لقاءهما في فاليتا، أن الموقعين على اتفاق الامم المتحدة لا يمثلون البرلمان المعترف به او المؤتمر العام، وانهم يوقعون عليه بصفتهم الشخصية، معلنين عن تبنيهما لإتفاق ليبي - ليبي ينص ايضًا على تشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول نهاية العام، انما من دون وساطة الامم المتحدة.&في غضون ذلك ، أكد صلاح الدين مزوار، وزير خارجية المغرب اليوم الخميس بالصخيرات، التزام بلاده بتقديم كل ما في وسعه من أجل دعم استقرار ليبيا ووحدتها الترابية وسيادتها الوطنية وكرامة شعبها.&وقال مزوار، في كلمة خلال حفل التوقيع على "الاتفاق السياسي الليبي" الرامي إلى تسوية الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات، "إن المملكة المغربية، التي شاركت الإخوة الليبيين خطواتهم منذ بداية هذا المسار، لتلتزم، بتوجيهات من الملك محمد السادس، بتقديم كل ما في وسعها من دعم سياسي وتقني وعملي وفق ما يقدره الإخوة الليبيون ويرونه".&وأضاف أن "ما يهم المغرب هو استقرار ليبيا ووحدتها الترابية وسيادتها الوطنية، وكرامة شعبها، وتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى تحويل ليبيا إلى برميل بارود يحرق نفسه أولا ويحرق محيطه الجهوي ويصدر القتلة في كل الاتجاهات".&وأشار إلى أن انخراط المغرب في تسوية النزاع الليبي، بتعاون مع الأمم المتحدة، إنما يجسد التزامه بالعمل في إطار الشرعية الدولية، وإلى جانب الأصدقاء والهيئات الدولية، من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية والرخاء للجميع، وكذا محاربة كل أشكال التطرف والتعصب.&واعتبر مزوار &لحظة التوقيع بمثابة "صك ميلاد ليبيا الحديثة، ليبيا الجديدة، يفتح أبواب الأمل أمام الشعب الليبي وأمام شعوب المنطقة، ويبقى ذلك أمانة في أعناق الإخوة الليبيين الحاضرين هنا".&وتابع أن هذا الأمل "سيكتمل بالتحاق باقي الإخوة الذين اختاروا بعض التريث ولكنهم حتما لم يختاروا الخروج عن الجماعة"، مردفًا بالقول "لا يسعنا إلا أن نلح على ألا يبقى أي من أبناء ليبيا خارج المصالحة التي ارتضتها الغالبية الساحقة من الليبيين".&ولم يفت مزوار التنويه بالجهود التي بذلها فريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خاصًا بالذكر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، مارتن كوبلر، وسلفه برناردينو ليون. كما نوه بدور مجموعة سفراء الدول الصديقة، الذين ساهموا في تقريب وجهات النظر وفي جعل الاتفاق في المتناول.&وخاطب مزوار الليبيين في ختام كلمته قائلاً: "سيذكر لكم الليبيون مواقفكم الشجاعة في اللحظات العصيبة التي تمر بها ليبيا، ستذكر لكم ذلك نساء ليبيا وأطفالها، فلا يخفى أن هاتين الفئتين هما من يؤديان الثمن الأفدح في مثل هذه الحالات، وسيذكر لكم الأشقاء والأصدقاء أنكم كنتم في الموعد، باتفاق الصخيرات، بكل وطنية ونكران ذات".