أخبار

أصبحت مركزاً دوليًاً للشركات الناشئة

تغازوت المغربية النقيض الصحي المنعش لوادي السيليكون

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إعداد عبدالاله مجيد: كانت شواطئ مدينة تغازوت المغربية لا تعرف تقليديا إلا الصيادين المحليين والسياح الأجانب من هواة ركوب الأمواج، ولم تكن المدينة الواقعة على ساحل المغرب الغربي تحظى بتغطية تُذكر على الانترنت أو باهتمام كبير من الشركات التكنولوجية، ولكن تغازوت الآن حديث الشركات الناشئة بل أصبحت مركزا دولياً يتسابق عليه مدراء هذه الشركات.&وتعتبر تغازوت الآن خامس أفضل مدينة لشركات التكنولوجيا الرقمية من حيث ظروف المعيشة والعمل. وأُدرجت المدينة بجانب سياتل ولندن بوصفها من أفضل المدن في العالم للشركات الناشئة، سواء من حيث تكاليف المعيشة أو سرعة الانترنت أو الظروف المناخية أو غيرها من المعايير الأخرى.&ومن المؤشرات المهمة الى التقدم الذي حققته المدينة مجمع "البيت الأزرق" الذي أُنجز بناؤه في تشرين الأول/اكتوبر الماضي بتحويل شقة تضم ست غرف نوم في قرية تمراغت المجاورة.&وقالت مؤسسة المشروع الين ميار ان بيئة المغرب في هذه البقعة تقدم بديلا ملهِما وصحيا عن مواقع عمل الشركات الناشئة في المدن الغربية بما يعتورها من اجواء محمومة.&واضافت ميار وهي صحافية باريسية كانت تغطي شمال افريقيا قولها "ان الضغط يكون شديدا لدى العمل في قطاع الشركات الناشئة ولكن من المهم ان يتذكر المرء انه ماراثون وليس سباقا للمسافات القصيرة".&وللحفاظ على طاقة العمل والاندفاع والابداع المتواصل من المهم ان تكون هناك فترات استراحة يتوقف فيها المرء للتركيز على استراتيجيته العامة ومن الصعب ان يفعل المدراء ذلك في مقرات شركاتهم. &ولهذا السبب نراهم يسعون الى الخروج من فقاعتهم وروتينهم اليومي ، بحسب ميار. &ومجمع البيت الأزرق في تغازوت يوفر الخدمات التي يحتاجها المدراء حين يهربون من ضجيج مدنهم الكبيرة وتلوثها.&وتستطيع الشركات ان تحجز للاقامة في الفيلا بهدف انجاز مهام ابداعية وتعاونية في اغلب الأحيان. &وهناك منتجعات للاقامة الأقصر امدا بهدف تجديد النشاط من خلال رياضة ركوب الأمواج والتأمل والعيش الصحي وأنشطة حسب الطلب خارج الموقع ، من رياضة المشي الجماعية الى اللقاءات التي تُعد على مدى ايام لبحث التعاون في مجال البرمجة.&كما يستضيف مجمع "البيت الأزرق" مؤتمرات وفعاليات اجتماعية تجمع بين رجال الأعمال المحليين والأجانب.&ونقلت شبكة سي ان ان عن ميار قولها "نحن نحاول مد جسور بين المغرب واوروبا ونريد استدراج المستثمرين ورجال الأعمال الى هذه السوق وتحقيق منافع للمغاربة".&وقالت ميار ان رجال الأعمال المغاربة يمكن ان يستفيدوا من خبرة رجال الأعمال الغربيين وحتى جمع المال لرعاية شركات ناشئة محلية.&واكدت ميار ان زوارا يأتون الى مجمع البيت الأزرق من سائر أنحاء العالم ، من بيروت والدار البيضاء الى ستوكهولم ولندن. &ولكن غالبية الزوار الأجانب يأتون من اوروبا التي لا تبعد إلا رحلة جوية قصيرة ، وكثير منهم يعانون& الاجهاد والارهاق في مدن شركاتهم.&وقالت ميار ان برنامج البيت الأزرق يلبي احتياجات اولئك الذي استنزفوا طاقاتهم ويعرفون ان عليهم الاعتناء بأنفسهم.&وامضى رجل الأعمال البريطاني جوني ميلر وافراد فريقه 10 أشهر في تغازوت حيث عملوا على تطوير منصة "مابتيا" لحكاية القصص. &وقال ميلر ان تدني تكاليف المعيشة ـ كانت فاتورة وجبات الطعام 10 دولارات في الاسبوع ـ واجواء الاسترخاء توفر ظروفا مثلى للابداع.&واضاف ميلر انه في فترات العمل المكثف وقضاء ساعات طويلة حتى ساعة متأخرة من الليل يمكن سماع امواج البحر تحت النافذة وهذا "يشجع على تجديد طاقاتنا بالخروج الى المناطق المحيطة".&وكانت شركة تشوي المغربية ـ الاميركية الناشئة توصلت الى فكرة جرس الباب الذكي في تغازوت خلال جلسات العمل بين رياضة ركوب الأمواج والتأمل.&وقال نزار شافني الذي شارك في تأسيس منتجع البيت الأزرق في تغازوت ان بيئة المنطقة بيئة مثلى للمراحل الأولى من تأسيس الشركة الناشئة. &ولكنه اشار الى صعوبة العثور على مواهب ومستثمرين حين ينمو المشروع وتقف الشركة الناشئة على قدميها.&وبعد ان استضاف المغرب القمة العالمية للمبادرة الفردية عام 2014 عملت الحكومة على زيادة دعمها لرجال الأعمال. وتسهم مجموعة انديفور العالمية في تشجيع الشركات الناشئة بعد ان فتحت فرعا لها في الدار البيضاء.&وقال مدير عام مجموعة انديفور في المغرب نواف فاسي فهري ان الهدف من اطلاق الشبكة في المغرب هو توفير فرص عمل في الشركات الناشئة.&وتحدد انديفور الشركات الناشئة التي لها امكانات واعدة بالنمو فتساعدها على شق طريقها وتقديم مثال تقتدي به الشركات الأخرى. &وعملت المجموعة مع عدة شركات محلية ناجحة وتأمل بدعم جيل جديد من رجال الأعمال.&وقال فاسي نفري "نحن نريدهم ان يكونوا قدوة لرجال الأعمال الناشئين ونريدهم ان يصبحوا رأسماليين يستثمرون في شركات ناشئة. &ونريد ان نبني منظومة بيئية" صالحة لمثل هذه المشاريع.&في هذه الأثناء تتوسع بلدة تغازوت لاستقبال مزيد من الشركات الناشئة ولكن هناك من يخشى ان تفقد بلدة الصيادين القديمة سحرها التقليدي في مجرى عملية الانتقال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف