قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل يغيّر الشاباك الإسرائيلي، ومن خلفه المؤسسة الأمنية في إسرائيل، من تعاملهما مع "الإرهاب" اليهودي منذ الآن؟. &
مجدي الحلبي من تل أبيب: اعتقال المتهمين بحرق عائلة دوابشة في القرية الفلسطينية دوما واستمرار تمديد اعتقال بعضهم بأمر وزير الدفاع من دون السماح لهم بمقابلة موكليهم يثير ضجة كبيرة في إسرائيل في ما بدا يطلق عليه مسمى "الإرهاب اليهودي".&وكانت إسرائيل أعلنت أنها اعتقلت قبل أسبوعين فتية وشباناً يهوداً عدة من المستوطنين على ذمة التحقيق للاشتباه في قيامهم بعملية قتل، حيث أحرقوا بيتًا لعائلة دوابشة، قتل فيها الأب والأم وطفلان، والثالث في حال حرجة في المستشفى.&
اتهامات بالعنصريةوكانت الانتقادات وجّهت إلى إسرائيل من كل حدب وصوب إثر تعثر الأجهزة الأمنية عن كشف الفعلة، وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن أن المجموعة التي نفذت العمل "الإرهابي" معروفة للأجهزة، إلا أن الأدلة غير كافية لإدانتها وتقديم لائحة اتهام ضدها.&هذه التصريحات أثارت موجة من السخرية والانتقادات في الأوساط القضائية الإسرائيلية والشعبية أيضًا، إذ إن إسرائيل بالعادة عندما يتم أي عمل متطرف يستهدف يهودًا، فخلال أيام يتم القبض على الخلية أو المنفذ، وتتم محاكمتهم وإدانتهم، ولكن عندما يتعلق الأمر باليهود، فالأجهزة الأمنية تعمل ببطء، لسان حال الانتقادات للأجهزة الإسرائيلية.&
أدلة جديدةفقط قبل نحو اسبوعين، اعلن جهاز الامن العام والشرطة عن وجود ادلة جديدة واعتقال سبعة متورطين في العملية، وجميعهم من المستوطنين المتطرفين، المعروفين للاجهزة الامنية، وبدء التحقيق معهم بشكل مكثف، ولكن حتى الساعة لم يتم تقديم لائحة اتهام كما ينص القانون، بينما تحدث مسؤول في النيابة العامة عن نية النيابة تقديم لائحة اتهام، وهذا كي يستمر حبس المشتبه فيهم على ذمة التحقيق بأمر من وزير الدفاع بدون السماح لهم بلقاء المحامي.&الشاباك الاسرائيلي اعلن أخيرًا عن تقدم بالغ في القضية، وان هناك امكانية كبيرة لادانة المتورطين، ولكن الهجوم المضاد الذي شنه المستوطنون وعائلات المعتقلين اليهود، ازعج الشاباك، حيث أن العائلات تتهم الاجهزة الامنية بتعذيب المعتقلين، واستخراج الاعترافات بالقوة وبالتأثير النفسي غير المقبول على هؤلاء، وبعضهم قصر.&&الى ذلك قام المستوطنون واهالي هؤلاء المعتقلين بالتظاهر والاحتجاج ومهاجمة الشاباك علنًا وفي وسائل الاعلام، الامر الذي اضطر الشاباك، وبخطوة غير مسبوقة، لاصدار بيان رسمي، يقول إن هناك من يحاول تشويه سمعة الشاباك، واتهامه بشيء لم يفعله، وأن التحقيقات تتم بشكل قانوني.&هذا واصدر رئيس الحكومة الاسرائيلي ايضًا بيانًا اكد فيه على ان الشاباك يقوم بمهماته على احسن وجه وبشكل قانوني، وأن الدولة مصرّة على محاربة الارهاب اليهودي بكل قوة.&
صعوبة التحقيق&التحقيق مع المستوطنين يواجه صعوبة كبيرة، كما يقول نائب رئيس الشاباك السابق يسرائيل حسون، ويعزو ذلك في حديث مع "إيلاف" الى أن هؤلاء المستوطنين لا يتباهون بالعملية، ولا يخبرون أحدًا، وأن البيئة الحاضنة لهم لا تشجع مثل هذه الاعمال، ولا تراها اعمالاً بطولية، بخلاف الفلسطينيين، الذين يسرعون للتباهي والحديث والظهور كأبطال بعد أي عملية، الامر الذي يجعل امر اعتقالهم وادانتهم سهلاً جدًا.&&واضاف حسون أن الشاباك يحقق مع الفلسطينيين بشكل آخر عن اليهود، وان الامر ليس جيدًا، الا ان المعلومات التي تتكون عند المحققين حول أي فلسطيني متهم بعملية هي اكثر وأوسع من أي يهودي، ولكن مسألة الارهاب اليهودي ومعالجتها كالارهاب الفلسطيني لم تدخل الى ذهنية الشاباك حتى الآن.&هذا وتعتبر جريمة قتل عائلة الدوابشة وعمل الاجهزة الامنية فيها، بما يتعلق بالارهاب اليهودي، نقطة فاصلة في التعامل مع هذا النوع الجديد من ارهاب المستوطنين، الذين كانوا يقومون بالسابق بالاشتباك مع الفلسطينيين هنا وهناك، او يقومون بمحاولات زرع عبوات أو تقطيع اشجار، الا ان الانتقال من الكتابة والشعارات الى حرق الفلسطينيين هو شيء يعتبر اسرائيليًا درجة كبيرة من الحرب الداخلية والتحدي الكبير للاجهزة الامنية لمواجهة هذا الارهاب، ومعالجته من دون تمييز، والاقتصاص من الفعلة بالمعيار نفسه بين الجميع .&
قسم خاص للإرهاب اليهوديهذا وينشط قسم خاص في الشرطة الاسرائيلية وفي جهاز الامن العام الشاباك لمواجهة الارهاب اليهودي، القسم الذي لم يكن موجودًا بشكل جدي، انما تمت اقامته رسميًا في السنوات الاخيرة، وان من كان يتعامل مع الشأن اليهودي لم يكن يرى اليهود اعداء أو ارهابيين، انما جمع معلومات عامة وغير معمقة من منظمات يهودية متطرفة، والان يقول يسرائيل حسون إن هناك قسمًا خاصًا من متخصصين وخبراء بالشأن اليهودي، وخاصة اليمين المتطرف، الذي يتحدر منه كل هؤلاء المستوطنين والشبان المتطرفين المجرمين، الذين قاموا بحرق عائلة دوابشة، وقبلها حرق الفتى محمد ابو خضير، ومسألة المرض النفسي لن تكون العذر لهؤلاء يقول يسرائيل حسون، ويرى أن كل من يصفونه بالجنون، لانه قام بمثل هذا العمل، انما يدعمون جريمة القتل المقبلة.&ويتساءل الفلسطينيون هل سيبدأ جهاز الشاباك بالتعامل مع ارهاب المستوطنين بمثل تعامله مع الفلسطينيين. ويقول احد افراد عائلة الدوابشة إن تقديم هؤلاء القتلة والمجرمين الى المحاكمة وادانتهم هي فقط تكون الدليل على جدية ونية اسرائيل بكشف الحقيقة والاقتصاص من المجرمين، ولن يساعد أي عذر قانوني، مثل كشف المصادر أو الادلة الظرفية أو المرض النفسي، على رفع المسؤولية عن اسرائيل وتبرئتها من مسؤولية جريمة قتل العائلة حرقًا في بيتها.&