ملكات الجمال لوقف الصراعات

قد تساهم ملكات الجمال في إحلال السلام بين الشعوب والدول ذات النزاعات المسلحة الدموية، بدلًا من مهماتهن المعروفة في الدعاية والإعلان والعلاقات العامة.

نصر المجالي: وجّه متمردو ميليشيا القوات الثورية المسلحة في كولومبيا (فارك)، دعوة الى&بولينا فيغا، التي توّجت قبل شهر ملكة لجمال الكون، للمساعدة على مفاوضات السلام الجارية مع الحكومة، وتستضيفها كوبا.

ولم ترد فيغا، البالغة من العمر 22 عامًا، حتى اللحظة على الدعوة، التي وجّهتها إليها جماعة فارك حتى الآن. وكانت ملكة الجمال الطالبة في جامعة بوغوتا أبدت رغبتها في وقت سابق بحضور المباحثات، وردت (فارك) على الفور في بيان نشر على موقعها الإلكتروني: "نرحّب برغبتك في السفر إلى كوبا للمساهمة بخدماتك في إحلال السلام والمصالحة بين الكولومبيين.. وندعوك في الوقت عينه إلى القيام بهذه الرحلة لحضور تطورات المفاوضات".

يذكر أن (فارك) كانت تأسست في العام 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي وكحركة عسكرية تعتمد حرب العصابات كاستراتيجية له. وفي فترة الثمانينيات من القرن الفائت تورطت في تجارة المخدرات، مما أدى إلى انفصال بين الحركة والحزب الشيوعي الكولومبي.

حرب عصابات
وتقدر أعداد المنضمين إلى الحركة، حسب التقديرات الحكومية الكولومبية، إلى ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف مقاتل، ينتشرون على ما بين 15 إلى 20 % من أراضي كولومبيا في مناطق الغابات والأدغال والمناطق الجبلية في سفح جبال الأنديز، ومنها تشن هجمات حرب عصابات بين الحين والآخر.

وكان تم إدراج (فارك) على لائحة الإرهاب الأميركية والاتحاد الأوروبي وبرلمان أميركا اللاتينية وكندا في العام 2005، بينما ترفض كل من فنزويلا وكوبا هذا التصنيف.
وفي بداية آذار (مارس) 2008 قامت القوات الكولومبية بالهجوم على أحد معسكرات (فارك) داخل الاراضي الإكوادورية، وقتلت راؤل رييس الرجل الثاني في التنظيم والمتحدث الرسمي باسم الحركة، مما تسبب في أزمة دبلوماسية حادة بين الإكوادور وكولومبيا وبين فنزويلا وكولومبيا، وكاد أن يتسبب في حرب إقليمية، وتبع ذلك اغتيال إيفان ريوس أحد قادة الحركة على أيدي أحد أتباعه، وقد شكلت هذه الأحداث أكبر ضربة عسكرية للحركة في العقود الأربعة الماضية.

طريق مسدود
ويحاول ممثلو الحكومة وفارك الوصول إلى اتفاق، لكن المفاوضات في العاصمة الكوبية، هافانا، لا تزال في طريق مسدود. وواجهت مفاوضات السلام بين الطرفين عراقيل على مر السنوات، وتتهم الحكومة الجماعة اليسارية المتمردة بتنفيذ تفجيرات وعمليات قتل واختطاف.

وتوصل الطرفان إلى اتفاق حول قضايا استصلاح الأراضي وإدماج (فارك) في الحياة السياسية، لكن لا يزال اتفاق السلام النهائي بعيد المنال. وتقول تقديرات إن نحو 220 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم منذ أن شن متمردو (فارك) كفاحهم المسلح في 1964.

&