خبراء يتفقون: التفاوض يمنح التنظيم شرعية وقوة
قراء "إيلاف" يرفضون إجراء أية مفاوضات مع "داعش"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رفضت الأغلبية المشاركة في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي إجراء أي مفاوضات مع "داعش". وأثبت التنظيم أنه لا يلتزم بتعهداته بعدما ذبح الرهينة الياباني كينجي غوتو، ثم أحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: لم تكن المفاوضات التي أجرتها الحكومة الأردنية مع "داعش" إلا محاولة لإنقاذ الرهينة الياباني كينجي غوتو والطيار معاذ الكساسبة، إلا أن التفاوض فشل، بسبب ممارسة التنظيم الخديعة.
تحترف القتل
ولأنها مفاوضات عبثية، مع مجموعات تحترف القتل بأساليب بشعة، فإن قراء "إيلاف" يرفضون خوضها مرة أخرى. وكانت "إيلاف" طرحت على قرائها في الاستفتاء الأسبوعي السؤال التالي: "هل تؤيد التفاوض مع داعش في نهاية المطاف؟ وخيّرتهم بين "نعم" و"لا".
شارك في الاستفتاء 3510 قراء، ورفضت الغالبية الساحقة منهم، وبلغت 3104 أصوات، بنسبة 88%، التفاوض مع "داعش"، بينما أيدت الأقلية الذهاب إلى مفاوضات مع التنظيم، وتقدر بـ 406 أصوات، بنسبة 12% من إجمالي المشاركين.
لا تفاوض
لا تفاوض مع أخطر تنظيم في العالم حالياً، هكذا رأت أغلبية قراء "إيلاف" من المشاركين في الاستفتاء، واتفق الخبراء معهم في الرأي.
وقال اللواء فؤاد حسين، الخبير في مكافحة الإرهاب، إن التفاوض مع التنظيمات الإرهابية يمنحها القوة والشرعية، مشيراً إلى أن التفاوض يكون في حالة واحدة، وهي الإفراج عن الرهائن، وفي حالة عدم التوصل إلى حلول سلمية، يتم استخدام القوة لتحريرهم فوراً.
وأضاف لـ"إيلاف" أن التفاوض مع الإرهابيين يكون عادة مشروطاً بتسليم أنفسهم للمحاكمة العادلة، وليس على أية شروط أخرى، قد تنال من سيادة الدولة.
ولفت حسين الذي شغل منصب مدير إدارة مكافحة الإرهاب الدولي والجاسوسية بالمخابرات العسكرية المصرية، إلى أن أية مفاوضات مع الإرهابيين مرفوضة شكلاً وموضوعاً، مؤكداً أن الحل الأمثل هو مواجهاتهم عسكرياً، وعدم التهاون معهم. ونبه إلى أنهم لا يوفون بالوعود، ويراوغون، حتى يحققوا أهدافهم.
يذكر أن الجهادي الأردني أبو محمد المقدسي قاد المفاوضات مع داعش، واتهم التنظيم بالخداع، وقال في تصريحات له عقب الإفراج عنه، إنه تواصل مع أشخاص نافذين في التنظيم، أبرزهم أبو محمد العدناني، مشيراً إلى أنه بعث برسالة صوتية إلى زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وأضاف: "أصموا آذانهم عن تلك المناشدات والطلبات، ولم يكترثوا لساجدة الريشاوي ومصيرها".
ولفت إلى أن أحد عناصر التنظيم الذي يتواصل معه "كان يكذب عليه ويحلف بالإيمان المغلظة بأنهم جادون في التفاوض لمبادلة الطيار بالسجينة الريشاوي، إلا أنه تبين في ما بعد أن الطيار أعدم حرقاً".
الغدر من شيمهم
ووفقاً للشيخ نبيل نعيم، الخبير في التنظيمات الجهادية، فإن الغدر من طبيعة التنظيمات التي تنسب نفسها كذباً إلى الإسلام، وقال لـ"إيلاف" إن هذه التنظيمات صنيعة أجهزة الإستخبارات الأجنبية، لاسيما جهاز الاستخبارات الأميركي، مشيراً إلى أن هدفها تدمير الجيوش العربية واسقاط الدول، وتشويه صورة الإسلام.
وأضاف أن التفاوض مع تلك التنظيمات التي وصفها بـ"الإجرامية" يمنحها الشعور بالقوة، ويزيدها توحشاً، متهماً إياها بعدم إقامة أي وزن للتعاليم الإسلامية، بل تستخدم الإسلام لخدمة أهداف شيطانية، على حد قوله.
وذكر أن "داعش" يتلقى تمويلات ضخمة من أميركا، ولن يسقط إلا من خلال تلاحم الدول العربية مع شعوبها، معتبراً أن أميركا غير جادة في القضاء على هذا التنظيم، وقال إن الدليل على ذلك أن ضرباتهم الجوية غير مؤثرة، فضلاً عن أنه يخدم أهداف أميركا في نشر الفوضى لتظل إسرائيل الدولة الوحيدة القائمة بدون أي تهديد.
هواء في شبك!
الكاتب والباحث فراس الزوبعي، يرى أن التفاوض مع داعش لا يجدي نفعاً، وكتب مقالاً له بعنوان "التفاوض مع داعش.. هواء في شبك": "من خلال متابعتي سنوات طويلة لسلوكيات هذا التنظيم كنت متأكداً أن أي نوع من أنواع التفاوض لن يجدي معهم وسواء دخلت الحكومة الأردنية في مفاوضات أم لم تدخل فالنتيجة ستكون واحدة، إن أرادوا إطلاق سراحه سيطلقونه ولو بغير ثمن، وإن أرادوا إعدامه بطريقة بشعة لا تمت للدين الإسلامي ولا حتى للإنسانية بصلة سيفعلون ولو فتح معهم باب التفاوض، وكان الثمن له قيمة، وهو ما حصل بالفعل".
وأضاف: "من يراقب أفعال هذا التنظيم يدرك تماماً أنه لا يأبه للمفاوضات مع أحد، والحكومة الأردنية تعرف ذلك أكثر من المراقبين، لكنها لم تكن تملك خياراً آخر لتؤدي التزاماتها أمام أفراد شعبها وقد فعلت".
ويرى أن تنظيم داعش يتشابه مع الميلشيات الشيعية.
وقال: "ليس تنظيم "داعش" وحده من لا يأبه للمفاوضات، فهناك الميليشيات الشيعية التابعة لإيران فاقت "داعش" في هذا المجال، فهي تخطف وتقتل بطرق "داعش" نفسها، لكنها تدخل في مفاوضات لتبتز ذوي المخطوف وبعدما تحصل على ما تريد تغدر بمن تفاوضت معهم".
وترفض وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، اجراء أية مفاوضات مع داعش، وقالت في تصريحات لها: "التفاوض يشجعهم أكثر، ولكن في حالة الأردن، فإن الوضع مختلف باعتبار أن الرهينة طيار عسكري وحقيقة أن الدول تبذل ما بوسعها لإرجاع جنودها إلى أرض الوطن".
التفاوض آتٍ
بالمقابل، يرى خبير عسكري أميركي أن التفاوض مع "داعش" آتٍ لا محالة، وقال المقدم المتقاعد بالجيش الأميركي جيمس ريسي، لقناة CNN: "ما من شك بأن التنظيم سيواصل القتال حتى حصول اختراق يتمثل بنوع من التفاوض الدبلوماسي مع التحالف الدولي، وأظن أن هذا التفاوض يجب أن تقوده الدول العربية الكبيرة داخل التحالف، مثل السعودية والعراق والأردن".
وأضاف: "سيكون على تلك الدول دفع التنظيم نحو إعادة النظر بما يقوم به، وأنا أظن أن ذلك سيحصل، ولكن ربما بعد مرور وقت وبعد مقتل عدد أكبر من قادة داعش، وعلى رأسهم زعيمه أبوبكر البغدادي، وبالتالي فهذا الأمر لن يحصل في وقت قريب، وقد نكون أمام معركة طويلة".
وتوقع أن يتم التفاوض سياسياً مع داعش في نهاية الأمر، وقال: "أظن أن التفاوض سيحصل في نهاية المطاف، وقد رأينا ذلك عبر التاريخ، وحصل أمر مماثل مع اليابان ومع ألمانيا (خلال الحرب العالمية الثانية) الأمر يستغرق بعض الوقت ولكن هناك بالفعل قنوات جانبية للتواصل والتفاوض مع التنظيم، وهذا قد لا يحصل على يد الولايات المتحدة بالضرورة، فهناك دول عربية في هذا التحالف".