مقتل مدنيين اثنين بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ
خرق للاتفاق في شرق أوكرانيا لا يعكر صفو السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدو وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا صامدًا بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا بعد ساعات على دخوله حيز التنفيذ، الذي يعد المرحلة الأولى من خطة سلام، تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر منذ عشرة أشهر، باستثناء بعض الأحداث المعزولة.
إيلاف - متابعة: اعلنت السلطات الاوكرانية اليوم الاحد ان مدنيين قتلا بعيد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ بين قوات كييف المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، لكن المعارك توقفت عمليا. وقال الحاكم الموالي لكييف في منطقة لوغانسك غينادي موسكال "بعيد منتصف الليل (موعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ) اصابت قاذفات صواريخ متعددة الرؤوس وسط قرية بوباسما"، مما ادى الى مقتل مدنيين اثنين.
واوضحت السلطات الاوكرانية ان المعارك توقفت على خط الجبهة بكامله تقريبا بعد الساعة الثالثة (1,00 تغ) ولا تسجل سوى بعض المواجهات المحدودة. وقال الناطق العسكري الاوكراني فلاديسلاف سيليزنيف انه لم يقتل اي جندي خلال الليل. وتحدثت القوات الاوكرانية عن قصف مدفعي في منطقة لوغانسك وحول عقدة ديبالتسيفي لسكك الحديد، حيث جرت اعنف المعارك في الايام الماضية. لكن سيليزنيف قال ان هذه الهجمات كانت "تهدف الى الازعاج ومحدودة جدا وغير منهجية".
واكد ناطق اوكراني آخر اناتولي ستيلماخ ان المتمردين "قلصوا نشاطاتهم الى حد كبير" بعد منتصف الليل، لكنه تحدث عن هجمات قاموا بشنها بالقرب من قرية تشورنوغين التي تبعد نحو خمسة كيلومترات شرق ديبالتسيفي. وتابع ان نهار السبت "كان الاعنف& في الاشهر الاخيرة"، مشيرا الى مقتل 16 شخصا، هم ثمانية عسكريين وثمانية مدنيين في الساعات الـ24 الاخيرة.
وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ان اطلاق نار من رشاشات سمع حوالى الساعة 1,30 من الاحد (23,30 تغ من السبت) في دونيتسك، لكن لم يسمع دوي اي قصف مدفعي. واكدت مصادر عسكرية ان وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة 22:00 تغ من السبت (منتصف ليل السبت الاحد بتوقيت اوكرانيا) صامد في ماريوبول المرفأ الواقع على بحر آزوف وديبالتسيفي، التي تبعد 65 كلم شمال شرق دونيتسك.
وسبقت وقف اطلاق النار معارك طاحنة حول عقدة سكك الحديد في ديبالتسيفي، وتبادل قصف مدفعي اودى بحياة ثلاثة اشخاص في وسط دونيتسك. وكانت الاشتباكات العنيفة التي سبقت وقف اطلاق النار عززت المخاوف من انهياره، كما حدث في المرات السابقة.
ويمهل الاتفاق الذي ابرم الخميس في مينسك بعد ليلة من المفاوضات بين قادة اوكرانيا وروسيا والمانيا وفرنسا كييف والمتمردين يومين بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، لبدء سحب الاسلحة الثقيلة من خط الجبهة. واعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالماني انغيلا ميركل سيبحثون اليوم في "النقطة الاولى" المتعلقة بتطبيق وقف اطلاق النار.
واكد بوروشنكو ان عملية السلام مهددة بتحركات المتمردين حول ديبالتسيفي، حيث يحاصرون القوات الاوكرانية بشكل شبه كامل. وفي واشنطن اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل بالرئيس الاوكراني ليعبّر له عن "تعاطفه" و"قلقه" العميق من الوضع "في وحول مدينة ديبالتسيفي". كما بحث الرئيس الاوكراني هذه المسألة مع هولاند وميركل اللذين يرعيان الاتفاق الذي ابرم الخميس في مينسك.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية جون كيري شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة الاحترام الكامل لاتفاق مينسك. واكد الاليزيه لفرانس برس ان الرئيس بوتين اكد من جهته في اتصال هاتفي مع هولاند وميركل، تمسكه باحترام وقف اطلاق النار.
اثار الوضع في ديبالتسيفي قلقا على الهدنة. وقد اعلن رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد الكسندر زاخارتشنكو في تصريحات نقلها موقع رسمي للانفصاليين "ليست هناك اية كلمة تتعلق بديبالتسيفي في اتفاقات مينسك". واكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان محاولات الجنود المطوقين في ديبالتسيفي الخروج ستعد انتهاكا لوقف اطلاق النار.
ووقع زاخارتشنكو بعد ظهر السبت مرسوما ينص على وقف اطلاق النار، لكنه يعطي المتمردين الحق في الرد على "اطلاق النار على البنى التحتية العسكرية والمدنية لجمهورية دونيتسك الشعبية". وقد اتهمت موسكو كييف والغربيين "بتشويه مضمون اتفاقات مينسك".
وكان قائد الشرطة الاقليمية التابعة لكييف فياتشيسلاف ابروسكين اتهم الانفصاليين السبت "بتدمير" مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية الواقعة في منتصف الطريق بين دونيتسك ولوغانسك. وكتب ابروسكين على حسابه على موقع فايسبوك ان "المتمردين يدمرون ديبالتسيفي، ولا يتوقف اطلاق نيران المدفعية على المباني السكنية والادارية. المدينة تشتعل"، مؤكدا ان مركز الشرطة في المدينة اصيب بصاروخ غراد.
من جهتها، قالت ناتاليا كارابوتا مسؤولة ادارة الصحة في ديبالتسيفي لوكالة فرانس برس ان "المدينة تحترق". واضافت "لم تعد هناك ادوية ولا مياه ولا كهرباء". وتحدث الجيش الاوكراني صباح السبت عن "محاولة هجوم شنه المتمردون بقاذفات الصواريخ المتعددة والدبابات" على مواقعه جنوب شرق ديبالتسيفي. وكتب السفير الاميركي في اوكرانيا جيفري بات السبت على حسابه على تويتر انها انظمة "روسية وليست للانفصاليين" قرب ديبالتسيفي بينها انظمة مضادات جوية.
وقتل 14 شخصا على الاقل، بينهم ثمانية عسكريين اوكرانيين وستة مدنيين، في الساعات الـ24 الاخيرة، مقابل 28 في ارقام الجمعة. وفي حدث نادر، قصف وسط دونيتسك السبت مما ادى الى مقتل اثنين من المدنيين هم رجل وامرأة. وسقطت قذائف امام مقر اقامة زاخارتشنكو.
واعلن الجيش الاوكراني انه رصد تحليق طائرات بلا طيار معادية 14 مرة وخصوصا باتجاه ماريوبول. واكد متطوعو كتيبة ازوف الذين يدافعون عن ماريوبول ان بلدة شيروكينيه التي تبعد عشرة كيلومترات عن المدينة "دمرت عمليا في معركة بالمدفعية" بعد هجوم "للعدو" الذي استخدم دبابات السيطرة على هذا المرفأ الاستراتيجي حاسمة لاقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في اذار/مارس الماضي.
أوباما يتصل بزعيمي ألمانيا وأوكرانيا
إلى ذلك، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما تحدث هاتفيا إلى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، السبت، وأبدى قلقه بشأن العنف في أوكرانيا في الوقت الذي حث فيه على تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي بيان بشأن الاتصال الذي جرى مع الرئيس الأوكراني، قال البيت الأبيض إن "الرئيس تحدث مع الرئيس الأوكراني بوروشينكو لإبداء تعاطفه بالنسبة للضريبة المتزايدة للصراع في شرق أوكرانيا وقلقه العميق بشأن العنف المستمر ولاسيما في ديبالتسيف والمناطق المحيطة بها".&&&&&&&&&&&&
وفي اتصاله بميركل التي ساعدت في التوسط في أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار شكر أوباما الزعيمة الألمانية على جهدها.&&&&&&&&&&&
وقال البيت الأبيض: "اتفقا أيضا على الضرورة الملحة لأن ينفذ كل الموقعين اتفاقيات وقف إطلاق النار والبروتوكول التي تم التوصل إليها في مينسك في سبتمبر وتم تأكيدها بخطة تنفيذ مينسك هذا الأسبوع".