الصناعات العسكرية السعودية على خُطى البتروكيماوية

عيّن الملك سلمان بن عبد العزيز المهندس محمد الماضي أول رئيس مدني للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، لتستفيد المؤسسة من خبرة طويلة حصل عليها في عمله بشركة سابك.

فهد العرفج من الرياض: باشر محمد الماضي أحد أهم القياديين السعوديين مهامه كأول رئيس مدني لمؤسسة الصناعات الحربية السعودية في تاريخها. جاء ذلك بعد أن أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الأوان الأخير، أمراً ملكياً بتعيينه رئيساً للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية.

ولم يتقلَّد رئاسة المؤسسة العتيقة قبل المهندس الماضي سوى ضُباطٍ عسكريين. ويأتي هذا الأمر الملكي في تأكيد جديد على تبني الملك سلمان بن عبدالعزيز تحديث قطاعات الدولة وضخ الطاقات من ذوي الكفاءات والخبرات في حكومته الجديدة، بثقةٍ وجرأة تعِدُ بمستقبلٍ زاهر.

كان تأسيس الصناعات الحربية بأمرٍ من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود عام 1949م، وفي عام 1951م، تمَّ وضع حجر الأساس لإنشاء مصنع الأسلحة؛ ثم افتتحه الملك سعود بن عبدالعزيز في عام 1953م. وفي شهر ديسمبر (كانون الاول) 1985م، صدرت الموافقة السامية بتحويل المصانع الحربية إلى مؤسسة عامة للصناعات العسكرية تتمتع بكيانٍ مستقل.

ويمكن فهم تعيين رئيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)،& رئيساً للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، على أنه مؤشر هام للمرحلة القادمة في الصناعات العسكرية السعودية. فهو يحمل خِبرات 37 عاماً من النجاح في (سابك)، تدرَّج فيها من مهندسٍ حتى تسلَّم الرئاسة عام 1998 م.

يشار الى أن (سابك) تأسست العام 1976، وكان إبراهيم بن سلمه هو أول من تقلَّد منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي، ثم خلفه المهندس محمد الماضي (1998م ـ 2015م).

عالمية

وخلال تلك الأعوام، انطلقت سابك نحو العالمية حتى أصبحت واحدةً من أكبر شركات البتروكيماويات على مستوى العالم، وقد نجح المهندس الماضي في رفع مستوى (سابك) من مجرد شركةٍ إقليمية لتصبح في المرتبة الخامسة بين شركات الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية، واحتلت الترتيب الأول على مستوى الشرق الأوسط.

وفي فترةِ منصبه، توسَّعت (سابك) في أكثر من 40 دولة، وضمَّت شبكتها الصناعية برئاسته 60 موقعاً صناعياً، ويعمل فيها 40.000 موظف. كما حققت (سابك)& في عام 2013م أرباحاً قيمتها 6.7 مليارات دولار، وبلغ إجمالي المبيعات 50.4 مليار دولار، وحجم الأصول 90.4 مليار دولار.

وإلى ذلك، فإن المؤسسة العامة للصناعات العسكرية تنتج راهناً أسلحة خفيفة تحتوي على عددٍ من البنادق والمسدسات والذخائر العالية الجودة. كما أنها تضم خمسة مصانع فقط متخصِّصة في الأسلحة، والذخائر، والعدد وقطع الغيار، والمدرعات والمعدات الثقيلة، والملابس الجاهزة.

طموح

وبالنظرِ إلى كلِّ ذلك، فإنه من المؤمل أن يُحقق المهندس الماضي في منصبه الجديد نجاحات كبيرة، ليبدأ في الصناعات العسكرية من حيث انتهى في صناعة الكيماويات والبتروكيماويات، لا سيما وأن تجربته في (سابك) جعلته شخصيةً معروفة على مستوى العالم.

ويُعتبر الماضي لاعباً رئيساً على المسرح الدولي، وأحد أكثر القادة تأثيراً في مجال صناعة الكيماويات والبتروكيماويات، ففي مجلة (غولف نيوز) لعام 2014م، كان هو ضمن أكثر 100 شخصية عربية تأثيراً في العالم.

كما أنه حسب تصنيف مجلة "أرابيان أويل آند غاز"، احتل المرتبة الثانية ضمن أقوى 50 شخصية في قطاع الصناعة التحويلية لعام 2012م. ووفقاً لمجلة "آي سي آي إس كيميكال بزنس"، صُنِّف الماضي ضمن أربعين لاعباً في قطاع الكيماويات لأربعِ سنواتٍ متتالية (2007م ـ 2010م)؛ وهو حائزٌ على جائزة "بتروكيميكال هيرتيج" من الاتحاد الوطني لمصافي تكرير البتروكيماويات، وحاصلٌ على لقب الرئيس التنفيذي للقطاع الصناعي في إطار جائزة "الرئيس التنفيذي للشرق الأوسط" السنوية.

بدأت شركة سابك أول مشروع إنتاجي عام 1983م، وكانت رؤيتها حينذاك أن تكون واحدةً من أكبر شركات البتروكيماويات على مستوى العالم، وقد تحقق ذلك برئاسة المهندس الماضي. وأما اليوم، حسب الموقع الرسمي للشركة، فإن رؤيتها هي أن تكون الشركة العالمية الرائدة في مجال الكيماويات. لذا يبدو أن رؤية المؤسسة العامة للصناعات العسكرية هي أن تكون واحدةً من أكبر المصانع العسكرية في العالم.

عبر خطط ومشاريع لإنشاء مدن صناعية عسكرية، بدأت المؤسسة بإنشاء مجمع صناعي عام 2012م في محافظة الخرج، قد يكون نواة لقاعدة عسكرية متخصصة في السعودية تجذب استثمارات صناعية، وتفتح أسواقاً جديدة للمنتجات الصناعية العسكرية السعودية.

يُذكر أن الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص للملك سلمان أصدر أمراً بتعيين الدكتور سمير الطبيب مساعداً لوزير الدفاع لتطوير شؤون وزارة الدفاع، اعتباراً من 12 فبراير (شباط) الحالي، والذي كان يشغل نائب الرئيس للشؤون الهندسية في شركة أرامكو السعودية.