تشديد على حس المسؤولية والاستباقية والتفاعلية مع الجمهور
"منتدى الإتصال الحكومي" يناقش تجربة الإمارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يواصل المنتدى الدولي للاتصال الحكومي المنعقد في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة أشغاله، وكانت الجلسة التي حملت عنوات "إدارات الاتصال الحكومي.. منصات تواصل وحوار"، فرصة لطرح التجربتين الاماراتية والبريطانية الناجحتين.
الشارقة: شهدت الجلسة الثانية من أعمال اليوم الأول من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي والتي حملت عنوان "إدارات الاتصال الحكومي.. منصات تواصل وحوار"، العديد من النقاشات حول دور إدارات الاتصال الحكومي كحلقة وصل بين الحكومات والشعوب سواء كان ذلك بشكل مباشر أم من خلال وسائل الإعلام على اختلافها وذلك بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي وعدد من كبار الشخصيات.
اتصال حكومي... مواطن مسؤول
وأكدت نقاشات الجلسة التي عقدت بالشارقة، ونقلتها وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن نجاح هذا الدور يرتبط بشكل وثيق مع الإحساس بالمسؤولية الوطنية كونه يمثل الطرفين المعنيين بمستقبل البلد واستقراره فإدارات الاتصال الحكومي هي المواطن المسؤول عن إيصال طموحات واحتياجات الشعوب والموظف الحكومي المسؤول عن إبراز أهداف وانجازات الحكومة وعن الاستجابة السريعة والشفافة لمختلف الأحداث المحلية والاقليمية التي تشغل بال الرأي العام وللتعليقات الإعلامية التي تصاحبها.
واستعرضت الجلسة - التي أدارها شانتو اينغار أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستانفورد - دور إدارات الاتصال الحكومي في توفير بيئة مناسبة للحوار والتفاعل بين الحكومات والجمهور وفي تحديد الخطوات الواجبة لإعداد إدارات الاتصال الحكومي لتتمكن من القيام بالدور المستقبلي الذي سيقع على عاتقها في ظل المتغيرات المتسارعة إقليميا وعالميا.
استضافت الجلسة كلا من أليكس أيكن المدير التنفيذي للاتصال الحكومي في الحكومة البريطانية والدكتورة يمنى كامل استشارية الاتصال الحكومي لدى وزارة شؤون مجلس الوزراء في دولة الامارات العربية المتحدة والبروفسورة كارين ساندرز أستاذة المعهد العالي لدراسات الأعمال / مركز الدراسات الجامعية في سان بابلو مديرة أبحاث قسم العلوم الاجتماعية في جامعة دراسات الاعمال في مدريد.
الابداع والتفاعلية سر النجاح
واستعرض أليكس أيكن خلاصة تجربة المملكة المتحدة في الاتصال الحكومي، مشيرا إلى أن أهم ما يميز الاتصال الحكومي الناجح هي المبادرات الإبداعية والتفاعلية في مخاطبة الجمهور وأن هنالك فرصة كبيرة للحكومات لمخاطبة مختلف الفئات في المجتمع لكن على هذه المؤسسات أن تقوم أولا بفتح قنوات للتواصل من خلال المنصات المتنوعة التي تطرحها التكنولوجيا الحديثة اليوم.
وأكد أيكن أن لشبكات التواصل الاجتماعي أهمية كبرى في تحديد أهم القضايا التي يهتم بها المجتمع وتطرح فرصا متعددة لمخاطبة هذه الهموم من خلال استخدام الأساليب الصحيحة في التأثير لكن من المهم أن تكون أساليب التواصل معتمدة على مهمة نبيلة وأن ترسم خططها في التواصل وفقها وأن يكون هناك فائدة مادية وملموسة للجمهور.
تجربة اماراتية رائدة
وحول تجربة دولة الإمارات مجال الاتصال الحكومي، أشارت الدكتورة يمنى كامل إلى أن لدولة الإمارات تجربة رائدة على مستوى المنطقة تتمثل في تأسيس مكتب الاتصال الحكومي التابع لوزارة شؤون مجلس الوزراء بهدف بناء نظام متكامل للاتصال الداخلي والخارجي في الحكومة الاتحادية بالإضافة إلى مبادرات مركز الشارقة الإعلامي المتمثلة في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي وجائزة الشارقة للاتصال الحكومي والتي تعمل على الارتقاء بممارسات إدارات الاتصال الحكومي وتعزيز إمكانات وخبرات كوادرها.
وأكدت الدكتورة يمنى كامل أن فشل الاتصال الحكومي في الحفاظ على جمهوره يعني أن هناك خطأ كبيرا قد حدث في إتمام عملية التواصل معه فأهمية التواصل الحكومي تتركز في عرض الخدمات والمبادرات الحكومية بشكل يعزز من فهم مختلف الفئات لها ولمدى استفادتهم منها، منوهة الى ان إرسال خبر صحفي وحصوله على تغطية كبيرة لا يعني نجاح الاتصال الحكومي فلابد من معرفة إلى أي حد وصلت الرسالة التي تريد المؤسسة الحكومية إيصالها إلى الجمهور.
واختتمت الدكتورة يمنى كامل قائلة " لابد لمسؤول الاتصال الحكومي أن يكون استباقيا فعليه أن يكون في مختلف المنصات التي يتواجد فيها الجمهور وأن يقوموا بتحضير الإجابات حتى قبل أن يقوم الجمهور بطرح أية أسئلة وأن يكون سريعا في التفاعل مع الجمهور وأن يتحلى بالشجاعة لتطبيق النقد الذاتي ولتقييم عملهم وجودة الخدمة التي تقدمها المؤسسة بشكل دائم" .
الخدمة العامة
من جانبها أكدت البروفسورة كارين ساندرز ضرورة التواصل مع الجمهور من خلال المنصات المختلفة والاستفادة من الدروس التي يقدمها القطاع الخاص حيث تتنافس الشركات على تعزيز تواصلها مع العملاء وفهم احتياجاتهم ومن ثم تلبيتها، مشيرة الى ان الهدف الرئيسي للمؤسسات التي تعنى بالاتصال الحكومي هو الخدمة العامة لذلك لابد لها من أن تبحث عن الفئات المختلفة من الجمهور والتواصل معهما خاصة بعد أن بدأت معدلات مشاهدة التلفاز وقراءة الصحف بالهبوط في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
واختتمت ساندرز قائلة " لابد أن يتحلى الاتصال الحكومي بالقيم النبيلة كي تكون مرشدا له في التواصل مع الجمهور وألا يعمد إلى تضليل الجمهور أبدا حيث أن هذا هو واجب الحكومات بشكل عام ".