تجديدًا لدماء الحكومات واللحاق بركب التطور
قراء إيلاف يفضلون تسلم الشباب العربي مناصب سيادية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم تعد المناصب العليا في البلدان العربية رهناً بسن معينة تفوق الخمسين وربما السبعين. وقد أيّدت غالبية قراء "إيلاف" وصول الشباب العرب الى مناصب سيادية في بلدانهم.
عبد الرحمن الماجدي: لا تتعدى مرحلة الشباب سن الثلاثين عاماً صعوداً وما بعد العشرين نزولاً. فهي فترة تدفق النشاط الجسدي والذهني لدى بني البشر. واقترن نجاح الدول وتقدمها بوجود دماء شابة في أعلى سلطاتها المتمكنة من صناعة القرارات فيها.
وقد حاول الشباب العربي طوال عقود اللحاق بركب بقية الأمم من خلال وضع آلية حكم، كلٌّ في بلده، تسمح بتداول السلطة وتحقق العدالة الاجتماعية ولا تمسك بالسلطات التنفيذية والتشريعية بيد واحدة. لكن تلك المحاولات جوبهت بقسوة، أحياناً كثيرة، تحت دعاوى المؤامرة والخروج عن القانون.
ولعل العامل السيكولوجي سبب في تنحية الشباب والسعي لتحييدهم عن الوصول الى أعلى السلطات في البلدان العربية، فظهور الشباب يشكل صدمة في دائرة حياة المسنين تجعلهم ينظرون ما حولهم، كما قال برنارد شو.
وتذكرهم، من جانب آخر، بحاضرهم الكهل أو الشائخ الآخذ بالزوال، خاصة في عالم السلطة الذي يشهد التزاحم بالاكتاف والتدافع بالمناكب والتقاتل بالسيوف عليها. ويشهد التأريخ عدداً من الحكام الذين اضطروا الى قتل حتى أبنائهم خوفاً من ضياع السلطة من بين أيديهم وذهابها اليهم، في بلاد فارس والترك والروم والعرب، فالمُلك عقيم كما قال أشهر حاكم عربي هو هارون الرشيد، لإبنه المأمون "ووالله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك (رأسك)، فإن الملك عقيم".
لكن بعد تغيير أحوال الأمم والثورة الهائلة للتقنية التي قربت البعيد وشهدنا دولاً كانت سلطتها العليا حكراً على كهول وشيوخ، وقد باتت متداولة بين رعاياها، رجالاً ونساء، بدمائها الشابة، فلم يمر مشهد التشبث بكرسي السلطة مرور الكرام دون رميه بالنقد والانتقاد مثل منظر الرئيس الجزائري الذي صوّت في صندوق الانتخابات عام 2014، التي فاز بها وهو يقاد ملتصقًا بالكرسي الذي ظل لصيقاً به كأطول رؤساء الجزائر حكمًا وسط جدل حول صحته ومدى قدرته حول قيامه بمهامه كرئيس دولة.
وقد شهدت دول وممالك وصول سلطات الحكم فيها من قبل شبانٍ لم يبلغوا سن الأربعين، بعدما برز ذلك الشاب الوسيم الى أعلى سلطة في أقوى دولة في العالم هو الرئيس الأميركي جون كينيدي الذي فاز بالانتخابات الرئاسية وعمره 43 عاماً. وبعيداً عنه كان رئيس وزراء جمهورية الدومنيكان روزفولت سيكريت الذي تولى الحكم وعمره 32 عاماً ورئيس الكونغو الديمقراطية الذي كان عمره 37 عاماً.
وقد وصلت هذه العجلة المنطقة العربية متأخرة قبيل انطلاق ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي" التي خلطت الأوراق على الحكام والشعوب، لعلها خضة ستنجلي غبرتها، بثمن غالٍ من الدماء، عن نمط جديد من الحكام العرب، عماده الدماء الشابة التي& بدأت تسري في غير مكان منها مشرقاً ومغرباً.
"إيلاف" سألت قراءها عن تسليم الشباب العربي مناصب سيادية في بلدانهم، فأيد ما نسبتهم 71% (1526) منهم، فيما رفض 29% (622) من القراء مفضلاً بقاء الحكم رهناً بكبار السن. وبلغ عدد القراء المشاركين بالاجابة على سؤال إيلاف 2148 قارئاً.