أخبار

بعد 6 أشهر على نهاية الحرب

30 منظمة حقوقية تدق ناقوس الخطر في غزة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دقت ثلاثون منظمة إنسانية ناقوس الخطر الخميس بسبب عدم إحراز أي تقدم في إعادة إعمار قطاع غزة المدمّر بعد مرور ستة أشهر على نهاية الحرب مع إسرائيل.

القدس: اوقع النزاع الذي استمر خمسين يوما في غزة حوالى 2200 قتيل في الجانب الفلسطيني، معظمهم من المدنيين، واكثر من 70 في الجانب الاسرائيلي، معظمهم من الجنود.

وقال بيان مشترك صادر من منظمات انسانية، بما في ذلك عدد من الوكالات التابعة للامم المتحدة، مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، "نشعر بالقلق حيال التقدم المحدود في اعادة الاعمار". وتقول المنظمات الانسانية ان ظروف حياة الغزيين التي هي صعبة اصلا، تدهورت بعد الحرب. واضاف "بينما يستمر الحصار الذي تفرضه اسرائيل، فان العملية السياسية الى جانب الاقتصاد مصابان بالشلل وتدھورت الظروف المعيشية".

وبحسب البيان "لا يزال ما يقرب من 100,000 فلسطيني مھجرين ھذا الشتاء يعيشون في ظروف صعبة في المدارس واماكن ايواء مؤقتة غير مجھزة لاقامة لفترة طويلة. ويستمر انقطاع الكھرباء لفترة تصل الى 18 ساعة يوميا". وتقول الامم المتحدة ان اكثر من مئة الف فلسطيني ما زالوا يعيشون في مدارسها في القطاع بانتظار ايجاد حلول او مساكن.

واكد البيان ان "يزيد استمرار عدم دفع مرتبات موظفي القطاع العام وعدم احراز تقدم في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من التوترات". ووعد المجتمع الدولي في تشرين الاول/اكتوبر في القاهرة بتقديم مساعدة بقيمة 5,4 مليارات دولار للفلسطينيين. وتقرر استخدام نصفها لاعادة اعمار غزة التي دمرتها عمليات القصف الاسرائيلية الرامية، بحسب اسرائيل، الى وقف اطلاق الصواريخ من غزة.

لكن الامم المتحدة التي تعاني هي نفسها من نقص الاموال، اعلنت في نهاية كانون الثاني/يناير تعليق المساعدة المالية، التي كان يتوقعها عشرات الاف الفلسطينيين لترميم منازلهم او دفع ايجارات منازلهم في غزة.

وشدد البيان على انه "تم تعليق المساعدات النقدية للعائلات التي فقدت كل شيء والمساعدات الضرورية الاخرى غير متوافرة نظرًا الى نقص الاموال". وحذرت المنظمات من استئناف القتال، داعية اسرائيل الى رفع الحصار عن قطاع غزة. وقالت "ستستأنف العمليات القتالية حتما اذا لم يحرز تقدم، وإذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للصراع".

إحباط وغضب شعبي في قطاع غزة لتأخر إعادة الإعمار
يسود احباط وغضب في مراكز الايواء التابعة للامم المتحدة لنازحين فلسطينيين دمر الجيش الاسرائيلي بيوتهم في الحرب التي انتهت قبل ستة اشهر في قطاع غزة.

ويقول سفيان فروانة (35 عاما) "وصلنا لاكثر من اليأس، من احباط الى احباط فقدنا الوعي ولا طعم للحياة. هذا الوضع سيؤدي لانفجار في وجه الجميع لانه لا احد من المسؤولين ينظر الينا بعين الرأفة".

ويضيف سفيان، الذي يقيم مع اسرته المكونة من ستة افراد في مدرسة "بنات الرمال" التابعة للانروا غرب غزة، وهو يقف الى جانب زوجته التي كانت تنظف اواني طبخ قديمة في زاوية الصف بعدما تناولوا طعام الافطار "انا خائف جدا لانني فقدت الامل بالمستقبل، واذا زاد الوضع قساوة، فهذا ليس بمصلحة احد في الدنيا". وتقول زوجته سهير شملخ ان الاولوية حاليا بالنسبة اليها هي توفير كلفة عملية جراحية في عين طفلتها رغد ذات الاربعة اعوام والتي اصيبت في الحرب.&

وبعصبية وغضب تشير المرأة الى فأر كان يأكل بقايا خبز اسفل مقعد دراسي وضعت عليه اكواب زجاجية وحلة طهي صغيرة وعلبة طعام بلاستيكية وتقول "نعيش مع الفئران، عيشتنا صعبة والاولاد كلما سمعوا صوت مفرقعات يرتعدون خوفا". الطفل انس بردع وعمره 12عاما يضطر لبيع عبوات غذائية معلبة تحصل عائلته المكونة من ثمانية افراد عليها يوميا من الاونروا، والتي تقيم في المدرسة نفسها لتوفير بعض المال لتغطية مصروفه مع اشقائه الاربعة للوصول الى مدرسته في حي التفاح.

ويعبر انس عن احساسه بالبرد الشديد لعدم توفر تدفئة في الغرفة واحباط شديد وهو يمسك بيده اليمنى كتابا مدرسيا ويحاول تهدئة شقيقه الرضيع جهاد ذي الاربعة اشهر وهو يجلس على فرشة بالية اسفل سبورة في غرفة الصف. ويقول انس انه يقرأ في الصباح استعدادا لتقديم امتحان العلوم العامة قبل توجهه لمدرسته في الفترة المسائية ويساعد والدته وهي ترتب بعض الاشياء في غرفة الصف التي تعيش فيها العائلة المكونة من ثمانية افراد وعائلة شقيق زوجها المكونة من ستة افراد.

دمر منزل بردع في حي الشجاعية شرق غزة في الحرب التي تضررت فيها اكثر من مائة الف منزل كليا او جزئيا، فيما تبدو عملية الاعمار متعثرة بسبب منع اسرائيل ادخال مواد البناء بكميات كافية وعدم توافر الاموال اللازمة من المانحين. وتقول نرمين بردع (32 عاما) أم انس، "نحن محبطون ويائسون..لا يوجد طعام كاف ولا تدفئة. يعطوننا معلبات نضطر لبيعها لتوفير مواصلات لاولادي للذهاب الى مدارسهم البعيدة. نعيش كالاموات".

وبشيء من الخجل تقول المراة التي انجبت رضيعها جهاد في هذه المدرسة "حياتنا الخاصة معدومة وكأننا لسنا بشرا" وتستدرك "الاونروا تقدم لنا حفاضات وحليبا لابني لا تكفي وزوجي عاطل عن العمل، وليس معنا مال لنشتري شيئا. لا استطيع شراء العاب لاولادي مثل باقي الاطفال، انهم لا ينامون من البرد ووضعهم النفسي مدمر". وفي غرفة صفية مجاورة تقيم اسرتان من عائلة فروانة من حي الزيتون شرق مدينة غزة.

ويصرخ عليّ بردع (32 عاما) وهو عم انس "الانروا تضيق علينا لنخرج من المدارس، لكن اين سنذهب، مهما ضاقت بنا الحياة لن نغادر هذه المدرسة، الا اذا اعادوا بناء بيوتنا التي دمرت في الحرب". ولا يخفي الشاب يأسه من العودة لمنزله قائلا "لن يبنوا لنا منازلنا. هم يكذبون علينا. نسمع وعودا من الامم المتحدة والسلطة (الفلسطينية) ولا تدخل من العرب والعالم. لم يقم اي مسؤول في الحكومة او الفصائل او العالم بزيارتنا او تقديم مساعدات".

ويقاطعه عصمت سعد (39 عاما) "نحن في مدارس الانروا على هامش التاريخ منذ ستة اشهر، اولادنا يموتون ولا احد يسأل". وفي ساحة المدرسة تجلس ست نساء يتبادلن اطراف الحديث وتشرح احداهن كيف سلبها تدمير الجيش الاسرائيلي بيتها في الشجاعية "حياتنا". وبين عدد من الاطفال يجلسون امام غرفهم الصفية يتدفؤون تحت اشعة الشمس، كان شريف بردع (7 أعوام) يشير الى جرح في ذقنه اثر وقوعه على سلم المدرسة اثناء توجهه للحمامات المشتركة.

ويقيم في هذه المدرسة نحو تسعين اسرة تضم 543 شخصا، غالبيتهم من الشجاعية والزيتون، حيث توفر لهم الانروا الفراش والاغطية، وتقدم لهم ثلاث وجبات طعام وماء صالحا للشرب يوميا. لكن مراكز الايواء تفقتر الى مستلزمات ضرورية مثل التدفئة كما يقول عدد من النازحين.& وفي مدرسة البحرين في منطقة تل الهوى جنوب غرب غزة حيث يقيم نحو الف شخص تقول دنيا جندية (19عاما) "لا امل بالاعمار والانفجار قادم". ويبيع اطفال متجولون او على بسطات معلبات غذائية قرب المدرسة .&&

ويقول عدنان ابو حسنة المتحدث باسم الانروا ان "نحو 13 الف نازح لايزالون يقيمون في 14 مركز-مدرسة ايواء تابعة للانروا في قطاع غزة كونهم غير قادرين على ايجاد مساكن بديلة". وبحسب احصائيات الانروا فقد تضرر او دمر خلال الحرب الاخيرة ما يزيد على مئة الف منزل في القطاع.

واعلنت حماس والفصائل الفلسطينية وقف اطلاق النار مع اسرائيل في 26 اب/اغسطس اي بعد القتال الذي استمر خمسين يوما. ويقول محمد ابو قمر منسق مراكز الايواء شمال غزة "يواجه النازحون العديد من التحديات نتيجة اقامتهم في هذه المراكز لفترة طويلة". وتوفي في الاسبوع الماضي الطفل عزالدين الكفارنة اثر حريق في مدرسة "بيت حانون" للايواء شمال قطاع غزة سببه تماس كهربائي في الصف وفق ما اعلن ابو حسنة.

ويقول سعد "لا يوجد طعام كاف ولا تدفئة ولا غاز للطهي ولا اواني طهي ولا مواد تنظيف. طالبنا الانروا بتوفير حافلات او بدل مواصلات لنقل اولادنا للمدارس الحكومية البعيدة دون اي استجابة". وناشدت الانروا المانحين بالايفاء بالتزامتهم محذرة من انفجار الاوضاع في القطاع.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف