انتخابات تشريعية بأستونيا القلقة على أمنها إزاء موسكو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تالين: يتوجه الاستونيون الاحد الى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم في اجواء من القلق على امن البلاد من موسكو فيما يتوقع ان يحقق حزب الوسط الموالي لروسيا نتيجة جيدة لكنه لن يتمكن مع ذلك من تشكيل حكومة.
فضم شبه جزيرة القرم والتحركات الروسية في اوكرانيا تتابع عن كثب في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعد 1,3 مليون نسمة ربعهم من الناطقين بالروسية والتي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي في 1991.
وجاءت التدريبات العسكرية الروسية على الحدود الاستونية قبل بضعة ايام من الاقتراع لتعزز المخاوف لدى اولئك الذين يعتقدون ان الكرملين يبيت النية في زعزعة الاستقرار في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.
وقال بيوتر سيروتكين الطالب في جامعة تالين لوكالة فرانس برس "ان اتى الروس الى هنا سيكون هناك الف او عشرة الاف دبابة على الحدود. ان استونيا لا تستطيع القيام باي شيء ولست متأكدا بان حلف شمال الاطلسي سيأتي لمساعدتنا".
واعتبر هذا الشاب البالغ 25 عاما "ان الوضع سيتغير تماما ان اتى الاميركيون الى هنا للدفاع عنا". وقد فتحت مراكز التصويت عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الثامنة بتوقيت غرينتش) على ان تقفل صناديق الاقتراع في الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش. علما بان نحو 177 الف شخص صوتوا عبر الانترنت.
وينتظر صدور النتائج الكاملة للاقتراع حوالى الساعة 21,00 ت غ. واعطى استطلاع للرأي اجرته "تي ان اس ايموري" ونشر السبت، نحو 22% من نوايا التصويت لحزب الوسط ليأتي مباشرة خلف حزب الاصلاح (26%) والاشتراكيين الديموقراطيين (19%)، علما بان هذين الحزبين الاخيرين يشاركان في الحكم حاليا.
ويفسر النجاح المتوقع للوسط بالدعم الذي يحظى به الحزب من الاقلية الناطقة بالروسية في هذا البلد المزدهر نسبيا والعضو في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي ومنطقة اليورو. وكانت استطلاعات رأي سابقة وضعت حزب الوسط في الطليعة في السباق الانتخابي، لكن المحللين يعتبرون ان هذا الحزب يفتقر لحلفاء لتشكيل غالبية في البرلمان المؤلف من 101 مقعدا، وبالتالي يتوقع ان يبقى الائتلاف الحالي في الحكم مدعوما من المحافظين في حزب الاتحاد من اجل الوطن والجمهورية (اي ار ال).
الا ان شعبية زعيم الوسط ادغار سافيسار سجلت تراجعا العام الماضي بعد زيارته المثيرة للجدل الى موسكو حيث قال انه يؤيد ضم روسيا للقرم. ويتولى سافيسار الذي كان اول رئيس حكومة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، منذ العام 2007 منصب رئيس بلدية تالين.
وقال رئيس الوزراء من حزب الاصلاح تافي رويفاس محذرا "ان الوضع الامني الحالي سيستمر فترة طويلة"، وذلك في اشارة الى التوترات الاقليمية. واعتبر "انه ليس وقتا سيئا بل تغيير في الاجواء".
وضم اصغر رئيس حكومة في الاتحاد الاوروبي --يبلغ الخامسة والثلاثين عاما-- صوته الى صوتي نظيريه اللاتفي والليتواني للمطالبة بحضور متزايد للحلف الاطلسي خصوصا في الجو للرد على وجود الجيش الروسي قرب حدودهم.
وفي هذا الاطار، اعلن الحلف الاطلسي انشاء قوة "رأس حربة" قوامها خمسة الاف رجل وستة مراكز قيادة في المنطقة احدها في استونيا. وقال المحلل السياسي اتو لوياكاس "ان قلق الشعب ملموس" .
اقرت كاترين التي تعمل مدرسة في تالين فضلت عدم كشف هويتها لوكالة فرانس برس "اني بالاحرى قلقة من التهديد الروسي المحتمل". وقالت "ان روسيا شنت حربا في اوكرانيا" وذلك "يترك القليل من الشك حول طموحها" لفرض هيمنتها مجددا على المنطقة، مؤكدة انها ستصوت لحزب مقرب جدا من اوروبا.
وان كانت سياسة موسكو تثير بعض القلق في تالين، فانها الحال ليست كذلك في نارفا على الحدود الروسية حيث 90% من السكان المقدر عددهم ب60 الفا من اصل روسي. وتساءلت يفيغينا وهي متقاعدة انيقة بدهشة "كيف يمكن ان تشكل روسيا خطرا على الحلف الاطلسي؟" "هل هم مجانين؟ الحلف الاطلسي يعد 28 دولة".
واضافت المراة المسنة التي لن تشارك الاحد في التصويت "وعدونا باننا سنعيش بشكل جيد مثل فنلندا، لكن الاحوال تنتقل من سيء الى اسوأ وهناك مزيد من الناس يفتشون بين النفايات". وتعد منطقتها من افقر المناطق في الاتحاد الاوروبي حيث بلغ معدل البطالة 9%، اي اكثر بنقطتين من المعدل الوطني.
اما المسائل الاجتماعية مثل اقتراح حزب الوسط زيادة الحد الادنى للاجور ثلاثة اضعاف لرفعه الى الف يورو في الشهر، وخفض اشتراكات الضمان الاجتماعي، فكانت موضع جدالات حادة اثناء الحملة الانتخابية في هذا البلد الذي يطبق منذ فترة طويلة سياسة تقشف صارمة.
وقال بوتر سيروتكين الذي يتقاضى كل شهر 260 يورو كمعاش مرضي "ان ما لدي اليوم لا بأس به، استطيع العيش بذلك". واضاف "لكن في 2016 سيخفضون معاشي الى 190 يورو (...) ذلك ليس فكرة جيدة"، مؤكدا انه لن يصوت بالتأكيد لحزب الاصلاح الحاكم.