في مقدمة لعلاج أمراض نفسية كثيرة
علماء يجدون المنطقة الدماغية المسؤولة عن الثقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تمكن علماء أميركيون من تشخيص منطقة في قشرة الفص الأمامي من الدماغ هي مصدر الثقة بالإنسان، في كشف يتيح معالجة بعض الأمراض النفسية الاجتماعية، كمرض التوحد عند الأطفال.
ماجد الخطيب: نشرت مجلة "نيورولوجي" تقريرًا لعلماء جامعة جورجيا الاميركية في أثينا يتحدث عن منطقتين في الدماغ يمكن أن تقررا ما إذا كان الشخص جديرًا بالثقة أم لا. تختلف المنطقتان عن بعضهما بالعلاقة مع شعور الثقة الذي يبثه الإنسان في الآخرين، لكن تضخم إحداهما، وهي منطقة صغيرة في قشرة الفص الأمامي من الدماغ، يعني أن الإنسان جدير بالثقة.
جدير أو غير جدير
وكتب العالم برايان هاس، المختص بعلم وظائف الدماغ، أن العلم لا يهمه كثيرًا استخدام الكشف عن هذه المنطقة بواسطة جهاز الكشف بالرنين المغناطيسي، لمعرفة جدارة شخص ما بثقة مديره، أو جدارة هذا السياسي بمنصبه، لأن العلم يهتم بالجانب الطبي من الموضوع. ومن الممكن، في ضوء تشخيص المنطقة المسؤولة عن الثقة، تطوير طرق علاجية لمساعدة المرضى النفسيين الذين يعانون من ضعف الثقة بالآخرين، من أمثال الأطفال المعانين من مرض التوحد.
تكفي أحيانًا نظرة أو ابتسامة لكسب ثقة شخص ما، أو اشعاره بأنك جدير بالثقة، لكنّ طفلًا يعاني من التوحد يخفق في ذلك. كما لا يخفى على أحد ما يمكن أن تؤدي إليه ابتسامة "صفراء" من مشاكل في الثقة. وربما يتمكن العلم يومًا من التأثير مباشرة، بواسطة العقاقير أو الاشعاعات أو الموجات الكهربائية، على هذه المنطقة بهدف مساعدة المرضى النفسيين.
شملت 82 شخصًا
توصل هاس وزملاؤه إلى كشف العلاقة بين الدماغ والثقة من خلال دراسة شملت 82 متطوعًا، سليمين صحيًا، من الجنسين، ومن مختلف الأعمار. وكان الهدف معرفة مدى ميول المتطوعين للثقة بالآخرين بهذا القدر أو ذاك، بحسب اختلاف شخصياتهم.
وزع الباحثون في البداية على المتطوعين مجموعة أسئلة، بينها سؤال يتعلق بمدى جدارتهم بثقة الآخرين. وكان عليهم أن يشاهدوا مجموعة من صور أشخاص مختلفين، وأن يعبروا عن مشاعرهم بمدى الثقة التي تتولد عندهم عند مشاهدتهم وجوه هؤلاء الأشخاص.
حرص العلماء بعد ذلك على مسح أدمغة المتطوعين بواسطة توموغراف الكشف بالرنين المغناطيسي، ثم قارنوا النتائج مع الأجوبة التي منحها المتطوعون لمدى جدارتهم بالثقة، وفي ثقتهم بالصور التي شاهدوها.
تضخم أمامي
لاحظ هاس وزملاؤه أن منطقة في قشرة الفص الأمامي من الدماغ من الموثوق بهم كانت متضخمة لديهم، قياسًا بنفس المناطق في أدمغة المتطوعين الأقل جدارة بالثقة. واستنتجوا من مخططات الدماغ وصوره المقطعية أن هذه المنطقة هي مصدر الثقة بالإنسان، وتتركز في المادة السنجابية من الدماغ. وما يؤكد هذه الحقيقة هو أن نفس هذه المنطقة الدماغية مسؤولة عن عملية اتخاذ القرارات عند الإنسان، وعن التقدير الاجتماعي الذي يحظى به الإنسان.
يضيف هاس انهم توصلوا إلى نتائج أخرى في مراقبة منطقة في الدماغ اسمها "اميغدالا" تتعلق بالقرارات العاطفية. تساعد هذه المنطقة الإنسان على فك رموز الذكريات العاطفية واستحضارها مجددًا. وكانت هذه المنطقة متضخمة تمامًا لدى المتطوعين الجديرين بالثقة، لكنها كانت متضخمة على نحو أقل لدى التطوعين الذين لا يوحون بالثقة.
وكتب هاس: "توافرت أخيرًا امكانية مساعدة المرضى النفسيين الذين يعانون من خلل في فهم العلاقات الاجتماعية والاندماج في المجتمع، لأن التأثير على اميغدالا يعد بتحسين الثقة بالآخرين".
النوم المفاجئ
يتعرض الكثيرون لنوبات نوم مفاجئة يعجزون عن مقاومتها، أو يصابون بنوبات إغماء غريبة في مواقف حرجة. ويعتقد علماء جامعة ريجنزبورغ الالمانية انهم قد توصلوا إلى تشخيص المناطق المسؤولة عن هذه الحالات المسماة السبخ النوبي (Narcolepsy) ونجحوا في الكشف عن أسباب حصولها.
وتوصل ارني ماي وفريق عمله إلى تشخيص وجود مناطق دماغية معينة تتسبب بحدوث مثل هذه النوبات، نتيجة لقلة الخلايا العصبية فيها مقارنة مع المناطق المماثلة في أدمغة غير المعرضين لهذه النوبات. واستخدم فريق العمل، المؤلف من مختصين بالأمراض العصبية والنفسية، طريقة توموغرافية خاصة لفحص أدمغة 29 مريضًا، ثم عملوا على مقارنتها بالنتائج المستمدة من فحص أدمغة سليمة.
وكشف العلماء في أدمغة مرضى ناركوليبسي عن وجود عدد أقل بكثير من الخلايا العصبية في غدة الهرمونات الدماغية الهامة المسماة بالوطاء، Hypothalamas& وحينما تفحصوا مناطق الدماغ الأخرى توصلوا إلى نتيجة مماثلة: قلة الخلايا العصبية في منطقة الدماغ المسماةNucleus Accumbens& التي تساهم في السيطرة على الحركات العضلية.
السكتة العضلية
وفسر ماي على هذا الأساس سبب "السكتة" العضلية (الإغماء) التي تصيب الناس نتيجة أخبار حزينة أو مؤلمة أو نتيجة مشاهد تفوق تحملهم. أي اضطراب في نشاط هذه المناطق تسببه قلة الخلايا العصبية، وتصاحبه مشاعر جياشة، يمكن أن يؤدي إلى ارتخاء العضلات بهذه الطريقة المباغتة.
ويقدر المختصون بالأمراض العصبية والنفسية وجود 40 ألف ألماني يعانون من السبخ النوبي، أو ناركوليبسي، ومن نوبات نوم مفاجئ تداهمهم. وتتراوح فترة هذه النوبات بين 5 إلى30 دقيقة، ويصاحبها اضطراب النوم مساءً.
يعجز المريض أحيانًا في المساء عن تحريك عضلات جسده رغم انه في كامل وعيه، كما يعاني من الهلوسة في الفترة الفاصلة بين الصحو والسقوط في النوم. وتعتبر "الصدمة الضحكية" من أشهر أعراض ناركوليبسي، وهي عبارة عن "نوم" مفاجئ للعضلات أيضًا بتأثير مشاعر جياشة مفاجئة أو بتأثير نكتة قوية.