كان أحد آخر الأصوات التي ترتفع ضد بوتين
مقتل نيمتسوف قد يوحد المعارضة الروسية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن موجة الاستياء التي تلت اغتيال بوريس نيمتسوف ليست كافية لتوحيد صفوف معارضة لا تتمتع بأي نفوذ سياسي منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين الى السلطة في روسيا، ولم تكن تنقصها عملية القتل هذه للاستسلام لليأس.
موسكو: في الاول من آذار (مارس)، وبعد يومين على اغتياله بالقرب من الكرملين، تجمع عشرات الآلاف من الاشخاص لتكريم بوريس نيمتسوف في موسكو في مسيرة تذكر بحجم التظاهرات الكبيرة التي نظمت في 2011 و2012 ضد السلطة الروسية.&لكن الخبراء يرون أن اعادة معارضة ضعيفة ومقسمة لا يكاد يسمع صوتها في القرن الحادي والعشرين، تحتاج الى جهود اكبر.&وقال كليفورد غادي، المحلل في معهد بروكنيغز انستيتيوت ومؤلف كتاب عن الرئيس الروسي، إن "فكرة أن تدفع هذه الجريمة السكان الى التمرد ضد جو الكراهية والتعصب الذي يستهدف المعارضة الديموقراطية والموالية للغرب هي حلم".&وكانت الحياة السياسية لنيمتسوف قد اصبحت وراءه. لكن في نظر الاكثر ولاء للغرب كان الرجل رمزًا للاصلاحات التي تلت عهد السوفيات وحماس التسعينات. وكان ايضاً احد آخر الاصوات التي ترتفع ضد بوتين كما كان قادرًا على توحيد المعارضين في تظاهرات عفوية.&وفي الواقع لا يهم من قتل نيمتسوف أو من يقف وراء اغتياله. وقال غادي إن النتيجة واحدة &سواء قتل لإرضاء بوتين أو بأيدي قوميين متشددين أو اسلاميين، موضحًا أن "ذلك يثير اجواء من الخوف على الاشخاص الذين يقفون في خندق واحد معه".&لكن الانفعال الذي تلى مقتل نيمتسوف كان له بعض التأثير في صفوف المعارضة الليبرالية. وقد جلس البعض حول طاولة للبحث في تشكيل لوائح مشتركة في الانتخابات التشريعية في العام 2016.&وقال صديقه فلاديمير ميلوف انه يعتقد أن "احتمالات اتحاد (المعارضة) ازدادت بعد مقتل بوريس نيمتسوف". لكنه اعترف بأن بعض شخصيات المعارضة باتت تفكر جدياً في مغادرة البلاد.&واعترف هذا الوزير السابق: "نحن نتناقش لكننا منقسمون. البعض يريد أن يترك القدامى المكان للشباب لكن الحرس القديم لا يريد أن يخلي المواقع لهواة".&ومسار بوريس نيمتسوف الوزير في عهد بوريس يلتسين، الذي لم يعد الشخصية المؤثرة التي كان عليها مطلع الالفية، موازٍ لمصير المعارضة الديموقراطية.&ففي 1999، حصل حزبه اتحاد القوى اليمينية مع خصمه يابلوكو على خمسين من مقاعد مجلس النواب (الدوما) البالغ عددها 450. لكن اعتبارًا من 2003، اختفى الحزبان من البرلمان.&وفي 2011، سنحت له فرصة للعودة عندما جرى الحديث عن عمليات تزوير مؤكدة ومع اعلان بوتين انه ينوي استعادة منصب الرئاسة، مما دفع بالطبقة الوسطى الى الشارع.&وقال غادي إن "التظاهرات كانت تملك كل شيء لتتلقفها" المعارضة الديموقراطية لكن قمعها "الانتقائي جدًا" اخمد الحركة الاحتجاجية.&ووضعت السلطات في السجن عددًا من الشخصيات البارزة مثل المدون الناشط ضد الفساد، الكسي نافالني، والثلاثي الغنائي من النساء بوسي رايوت، مما وجه رسالة واضحة مفادها أن للعمل السياسي كلفة.&واوقف نيمتسوف لفترة قصيرة لكنّ مراقبين يرون ان انتقاداته للكرملين وتقاريره الحادة ضد الفساد لم تكن تشكل تهديدًا.&وخلافًا لالكسي نافالني، الذي يخضع للاقامة الجبرية حالياً والملاحق من قبل القضاء باستمرار، مما يسمح له بالبقاء تحت اضواء الاعلام، لم يكن نيمتسوف عامل توحيد.&&ومما يزيد من تعقيد مهمة المعارضة، هو ان ضم القرم من قبل روسيا قبل عام عزز شعبية بوتين. وتتجاوز نسبة التأييد له الثمانين في المئة اذ إن معظم السكان يتأثرون بخطابه القومي وتلميحاته الى مؤامرة غربية.&وللحصول على موافقة السكان على المناورات الروسية في القرم أو في شرق اوكرانيا، اجج فلاديمير بوتين المشاعر القومية واعتبر كل معارض خائنًا يهدد البلاد.&ومن الفرضيات التي يدرسها المحققون أن القوميين الروس المتشددين اعتبروا رسالة الكرملين دعوة الى اغتيال نيمتسوف، وفي هذه الحالة يمكن ان يواجه بوتين المشكلة الكبرى. وقال غادي: "لقد لعب بالنار وهو يعرف ذلك وفي روسيا المجازفة بأمر كهذا امر خطير جداً".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف