أخبار

الجبهة الوطنية اليمينية تشق طريقها في ريف فرنسا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ريبمون: بعد ان كان منبوذا لزمن طويل في الارياف الفرنسية، بدأ حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف يشق طريقه بنجاح وباعتراف خصومه، في هذه المناطق التي تعاني كثيرا من الازمة الاقتصادية.&"الجبهة الوطنية لما لا؟ لم نجربها بعد" "فالجميع يعاني هنا. وعندما تعانون تريدون حلا جذريا"، هذا ما قاله باتريك فاسور بائع الصحف في ريبمون بشمال فرنسا معبرا عن خيبة امل سائدة في هذه القرية التي تعد الفي نسمة.&فمنذ عشر سنوات تنامت شعبية الجبهة الوطنية ثلاثة اضعاف وترسخ هذا الاتجاه بعد انتخاب الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في 2012. وقد تجاوز حزب مارين لوبن نسبة 45% في الانتخابات الاوروبية العام الماضي مقابل 27% في 2012.&ويتطلع حزب الجبهة الوطنية الان الى انتخابات المجالس الاقليمية التي ستجري في 22 و29 اذار/مارس. ويأمل هذا الحزب الذي يتصدر نوايا التصويت على المستوى الوطني (30%)، في كسب اقليم اين الذي يعد رمز فرنسا "الضواحي" بعيدا عن المدن الكبرى.&وفي ريبمون يمتنع باتريك فاسور عن ابداء راي. لكنه يقول انه "لم يسمع حديثا سوى عن الجبهة الوطنية" في محله او في "المقهى المركزي" المجاور وكذلك في الشوارع التي تصطف على جانبيها المنازل بقرميدها الاحمر والابيض والمتاجر الخاوية بغالبيتها والمغلقة احيانا.&&وهذه المنطقة تقع بعيدا عن محاور الطرقات الكبرى المؤدية الى المنطقة الباريسية او مدينة ليل (شمال) اللتين تتوفر فيهما فرص عمل. ويبلغ معدل البطالة في هذه المنطقة 15% اي يتجاوز المعدل الوطني القياسي اصلا وهو اكثر من 10%.&ويضيف فاسور "الاقتصاد هو الذي يدفع الجبهة الوطنية صعدا، (مثل) عدم توفر العمل وارتفاع الضرائب".&واكد فانسان روسو (26 عاما) استاذ اللغة الانكليزية في المدرسة الثانوية المحلية المرشح عن حزب مارين لوبن "ان الناس يشعرون بانهم بين فكي كماشة (...) فهم متروكون على هامش العولمة".&اما خصمه ميشال بوتليه رئيس البلدية الاشتراكي في القرية فيتحدث بدوره عن "شعور بالظلم لدى المحبطين من السلطات يمينا ويسارا" الذين "يشعرون بانهم مهملون، ربما منبوذون بعض الشيء"، ويرون في الجبهة الوطنية "خشبة خلاصهم".&واضاف هذا المسؤول "اننا في وضع اليوم يفصح فيه الناس عما يجول في خاطرهم بصراحة. قبل بضع سنوات كانوا يخفون ذلك".&وقال فانسان روسو بابتهاج "لم يعد هناك اوساط لم تدخل اليها الجبهة الوطنية" مؤكدا انها تجذب "اناسا من اوساط مختلفة تماما" من عمال وحرفيين ومتقاعدين.&واكد ايف دوديني السناتور الاشتراكي ورئيس المجلس الاقليمي المنتهية ولايته "ان التصويت للجبهة الوطنية يمكن ان يهم كل الفئات الاجتماعية المهنية".&واستطرد "الاهم هم خصوصا الاشخاص بدون كفاءات (...) ثم هناك الجمهور الشاب وحتى الشبان من اصحاب الشهادات الذين لا يجدون عملا محليا". واضاف ان هناك وضعا يصب في مصلحة الجبهة الوطنية التي تستغل "الوضع الاجتماعي الاقتصادي وتستخدم ايضا ما ليس هو على ما يرام على المستوى الوطني".&وخلص فانسان روسو الى القول "انه خيار. نتقدم في اطار غزو شامل للسلطة". وروسو هو مرشح مع كريستيل لاهير (34 عاما) التي تملك متجرا للادوات الكهربائية على لائحة الجبهة الوطنية في الانتخابات الاقليمية.&وتتباين لافتاتهما التي تحمل شعار الجبهة الوطنية مع شعلة ثلاثية الالوان الازرق والابيض والاحمر، مع لافتات جميع خصومهما. وبالنسبة لمرشحي اليسار الحاكم فهم يرفعون شعارا محايدا بدون صفة حزبية "المسؤولون الجيدون نحتفظ بهم".&وغياب الاجانب لم يخفف من خطاب الجبهة الوطنية المعادي للمهاجرين والذي يجد صدى له لدى بعض السكان. وقالت مونيك التي تناهز الاربعين من العمر طالبة عدم كشف هويتها "انا لست عنصرية، سيان عندي من يمكن ان يعيش هنا. لكننا نساعد كثيرا الاجانب والفرنسيون ليسوا جيدين سوى للدفع".&واعتبر فانسان روسو من جهته "ان مصير المناطق الريفية، هو ما يجري اليوم في المدن الكبرى: غدا كل المناطق الريفية ستكون لها حصتها من الهجرة".&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف