أخبار

تونس بعد "باردو" ليست كقبله أمنيًا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس: أكدت تونس عزمها على "كسب المعركة ضد الارهاب" إثر الهجوم الدموي الاربعاء على متحف مدينة باردو، الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، وأسفر عن مقتل 20 سائحا أجنبيا ورجل امن تونسي، مقرة بأن الهجوم حصل بسبب "خلل" أمني.

وأعلن الرئيس الباجي قائد السبسي الجمعة في خطاب بمناسبة الذكرى 59 لاستقلال تونس ان "أول رهان (اليوم) هو (بسط) الأمن، وكسب المعركة ضد الارهاب". والأربعاء أطلق مسلحان تونسيان النار من رشاشيْ كلاشنيكوف على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام متحف باردو، ثم طارداهم داخل المتحف.

وقتلت الشرطة خلال اقتحامها المتحف، منفذي الهجوم جابر الخشناوي وياسين العبيدي، اللذين قالت السلطات انهما شابان تونسيان تدربا على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى. وأودى الهجوم بحياة رجل أمن تونسي و20 سائحا، معظمهم غربيون، كانوا من بين عشرات زاروا المتحف الشهير الذي يؤرخ للحضارات المتعاقبة على تونس. وهذه أكبر حصيلة لقتلى غربيين يسفر عنها هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية منذ ظهورة.

وهي المرة الاولى التي يتم فيها استهداف أجانب في تونس منذ أن أطاحت الثورة في مطلع 2011 بنظام الرئيس الدكتاتوري زين العابدين بن علي. وقال مسؤول في وزارة الصحة التونسية انه لم يتبق سوى قتيل واحد (من بين السياح الاجانب) لم يتم بعد تحديد هويته. ويقع متحف باردو على بعد امتار من مقر "مجلس نواب الشعب" (البرلمان) الذي منحه الدستور التونسي الجديد صلاحيات واسعة مقارنة بالحكومة ورئاسة الجمهورية.

ويفترض ان يكون البرلمان تحت حراسة امنية مشددة. وقال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي ان قوات الامن "تفادت حصول كارثة حقيقية لأن نحو 300 شخص كانوا داخل المتحف عند تعرّضه للهجوم" لكن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أقرّ بان الهجوم حصل بسبب خلل أمني. والخميس افاد رئيس الحكومة "تمت العملية (الهجوم) لأنه طبعا صارت بعض الاخلالات (...) في كامل المنظومة الامنية بكل مراحلها" بدءا من "حماية المتحف" وحتى "حماية كل تنقلات السياح من الباخرة (السياحية) وحتى مكان الحادث".

وذكر أن السلطات اتخذت "اجراءات سريعة عدة، الاجراء الاول هو القيام بعملية بحث معمق لتحديد المسؤوليات" في "الاخلالات" الامنية المذكورة. وقال عبد الفتاح مورو النائب الاول لرئيس البرلمان لوكالة فرانس برس "علمت ان اربعة فقط من عناصر الشرطة كانوا مكلفين بتوفير الامن (الاربعاء) حول البرلمان، اثنان منهما كانا في المقهى والثالث كان يأكل +كسكروت+ (وجبة خفيفة) والرابع لم يأت (للعمل)".

وقبل يومين من حصول الهجوم، تحدث رفيق الشلي كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية عن التأثيرات السلبية لعزل وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي، مباشرة بعد الاطاحة ببن علي "42 من أحسن الإطارات الامنية للدولة". وقال الشلي في تصريح لاذاعة ولاية تطاوين التي تبث من الجنوب التونسي ان هؤلاء وقع "عزلهم مرة واحدة وترك الأمن دون قيادات"، ما أدى الى "تخريج قيادات صغرى لمسك مناصب مهمة، وقد كان لهذا مساس كبير بحسن سير العمل" الأمني.

وتقول احزاب ووسائل اعلام ان القيادات الجديدة لم يتم تعيينها على اساس الكفاءة، بل "الولاء" لأحزاب سياسية، مثل حركة النهضة الاسلامية، التي حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014. والسبت قالت جريدة "المغرب" اليومية في افتتاحيتها "المطلوب وكأولوية المسارعة بكل حزم الى اعادة هيكلة المؤسسة الامنية، وذلك بمراجعة التعيينات، التي تمت على اساس الانتماء الحزبي والولاء السياسي، ووضع الانسان المناسب في المكان المناسب".

وأوردت جريدة "الشروق" في افتتاحيتها انه تم بعد الثورة "إفراغ الجهاز الامني من كوادره بدعوى التورط مع النظام السابق". من ناحية أخرى، اقر الرئيس التونسي في خطابه الجمعة بان بلاده لا تملك معدات عسكرية ضرورية كالمروحيات القتالية لتعقب مسلحين متحصنين في جبال على الحدود مع الجزائر. كما أقر بأن حدود بلاده مع ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى "غير محروسة كما ينبغي".

وقال في هذا السياق "حدودنا مع ليبيا غير محروسة كما ينبغي (..) وهناك أجهزة (معدات) لا نملكها، لذلك عششوا في الجبال" في اشارة الى "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، والمتحصنة منذ نهاية 2012 في جبل الشعانبي (اعلى قمة في تونس) على الحدود مع الجزائر. ومنذ الاطاحة ببن علي، قتلت "الكتيبة" عشرات من عناصر الجيش والأمن في هجمات وكمائن.

والخميس اعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد ان بلاده قد تلجأ الى استعارة معدات عسكرية من بلدان أخرى لتعقب المسلحين في الجبال، في انتظار تسلمها مروحيات قتالية أميركية أبرمت صفقة بخصوصها من الولايات المتحدة. ومنذ الهجوم على متحف باردو، باشرت اجهزة الامن حملة ايقافات "واسعة" بمناطق عدة في البلاد في صفوف مشتبه فيهم، حسبما ذكرت وسائل الاعلام المحلية اليوم.

وامتنع سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بمحكمة تونس الابتدائية المختصة في النظر في القضايا المتعلقة بالارهاب عن اعطاء تفاصيل عن اصدار محتمل لمذكرات توقيف ضد مشتبه بهم في الهجوم. وقال لفرانس برس "الملف تعهد به قاضي التحقيق ونفضل عدم اعطاء تفاصيل لسرية ونجاعة التحقيق".

وبعد هجوم باردو، دعا معظم المسؤولين التونسيين وقادة الاحزاب السياسية الى "الوحدة الوطنية" لمواجهة تهديد الجماعات الجهادية. والجمعة قال الرئيس قائد السبسي "تونس اليوم في حرب ضد الارهاب، ولا يمكن ان نكسبها ان لم نكن مع بعضنا (..) وشروط الوحدة الوطنية متوافرة (اليوم)".

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف