بوكو حرام من جماعة متشددة لتنظيم يشكل خطرًا إقليميًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لاغوس: توعدت جماعة بوكو حرام التي كانت في البداية كناية عن مجموعة مسلمة متطرفة ثم تحولت الى حركة مسلحة اعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية وباتت تهدد بلدان المنطقة، بمنع اجراء الانتخابات الرئاسية في 28 آذار (مارس) في نيجيريا.
وبوكو حرام تعني "التعليم الغربي حرام" بلغة الهاوسا الاكثر رواجا في شمال نيجيريا. لكن الجماعة تفضل تسميتها ب"جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد". كان مؤسسها محمد يوسف يدعو الى اسلام متشدد صارم والى اقامة خلافة اسلامية، ويعتبر القيم الغربية التي فرضها المستعمرون البريطانيون مسؤولة عن الشرور التي تعاني منها البلاد
جذب محمد يوسف الشبان العاطلين عن العمل في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو (شمال شرق) مع خطاب انتقد فيه نظاما نيجيريا فاسدا يهمل التنمية الاجتماعية الاقتصادية في المنطقة المأهولة بغالبية من المسلمين.
واذا كانت خطبه في المسجد جذبت المصلين في تسعينات القرن الماضي فان بوكو حرام نشأت كما يعتقد عموما في 2002 في الوقت الذي بدأ فيه يوسف بجذب انتباه السلطات. وفي العام 2009 اندلعت مواجهات بين بوكو حرام والشرطة في مايدوغوري. وتدخل الجيش بقوة ما ادى الى مقتل سبعمئة شخص كما القى القبض على محمد يوسف الذي اعدم بدون محاكمة.
واصبحت الحركة سرية فيما هرب الناجون من كوادرها الى الخارج. و"في ذلك الوقت انخرطوا في التيار الجهادي العالمي وباتوا على قناعة بعدم جدوى الاحتجاج السلمي" كما قال الباحث الفرنسي مارك انطوان بيروز دو مونكلو.
ولدى خروجهم من العمل السري انتقل قادة بوكو حرام الى مرحلة اعلى، فلم يعد الامر يتعلق فقط بالسعي الى تطبيق الشريعة الاسلامية في نيجيريا بل الى زعزعة الدولة بحملة من اعمال العنف.
تولى ابو بكر شكوي الذراع اليمنى للزعيم الذي اعدم قيادة بوكو حرام. وتبع ذلك تصعيد للعنف مع تنفيذ عشرات الهجمات التي ادت الى سقوط الاف القتلى، واستهدفت خصوصا مدارس وكنائس ومساجد ورموز الدولة وقوات الامن خاصة في شمال شرق البلاد.
&
وتعتبر الولايات المتحدة ابوبكر محمد شكوي "ارهابيا على المستوى العالمي". واعلنت قوات الامن النيجيرية وفاة شكوي ثلاث مرات قبل ان يعاود الظهور في اشرطة فيديو. لكن الجماعة اكتسبت شهرة عالمية مع اختطاف اكثر من مئتي فتاة من مدرسة في شيبوك في ولاية بورنو في منتصف نيسان (أبريل) 2014.
وفي اب/اغسطس 2014 اعلن "الخلافة" في المناطق التي يسيطر عليها، كما فعل تنظيم الدولة الاسلامية في المناطق التي احتلها في العراق وسوريا. وسجلت بوكو حرام مكتسبات على الارض في شمال شرق البلاد. وفي مطلع اذار/مارس اجتازت مرحلة اضافية باعلان مبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية الذي قبلها.
وبحسب دبلوماسيين فان عناصر من بوكو حرام تدربوا لدى مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في شمال مالي في 2012 و2013. واكدت واشنطن ايضا وجود روابط بين التنظيمين.
ومن جهة التمويل تتلقى بوكو حرام الدعم من الذين يؤمون المساجد كما تستولي على المال ايضا عبر مهاجمة مصارف وقواعد عسكرية. ما يتيح لها تجنيد مئات الشبان الفقراء للقتال. لكن في مطلع شباط/فبراير اشتدت هجمات بوكو حرام على حدود الكاميرون والنيجر وتشاد ما دفع الجيش التشادي الاكثر تمرسا على القتال والافضل تجهيزا في المنطقة للتدخل.
كذلك تدخلت النيجر ورد الجيش النيجيري في نهاية المطاف وخسرت بوكو حرام معظم البلدات التي احتلتها في الاشهر الاخيرة بحسب السلطات النيجيرية. لكن عشية الاستحقاقات الانتخابية يبقى بيدها سلاح مريع فعال لارهاب المدنيين، وهو القيام بعمليات انتحارية تستهدف الاماكن الاكثر ازدحاما مثل الاسواق ومحطات النقل البري.