أخبار

مركز الملك فيصل ضيف شرف دورته الـ 11

افتتاح معرض الاسكندرية للكتاب وسط حضور عربي كبير

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

افتتحت الدورة الحادية عشرة لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية، بالاشتراك مع اتحاد الناشرين المصريين في الفترة من 26 آذار (مارس) إلى 7 نيسان (إبريل) 2015، وتشارك فيه 60 دارًا من دور النشر من مصر والسعودية ولبنان والكويت والإمارات وسوريا والولايات المتحدة الأميركية.

محمد الحمامصي: يأتي على رأس المشاركين في المعرض مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، ضيف شرف المعرض، والهيئة المصرية العامة للكتاب، ومركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، وجامعة الكويت، والمركز القومي للترجمة، ودار الشروق، والمكتبة الأكاديمية وغيرها.

ورش عمل ومسابقات
ويصاحب المعرض عدد من الفعاليات الثقافية المتنوعة تتضمن 70 حدثًا ثقافيًا ما بين ندوات ومؤتمرات ومحاضرات وأمسيات شعرية وورش عمل ولقاءات إعلامية، يشارك فيها أكثر من 300 مشارك من مصر والعالم العربي، وتناقش شؤون وشجون الثقافة المصرية والعربية، يشارك فيها مثقفون ومبدعون عرب ومصريون، من بينها مسابقات يومية للجمهور، تهدف إلى تشجيع حركة القراءة والمعرفة في الاسكندرية، حيث يقوم المعرض بتقديم 1500 كتاب هدية للجمهور المتردد على أجنحته، مقدمة من مكتبة الاسكندرية ومركز الملك فيصل للدراسات.

افتتح المعرض د. إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، والأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، ود.هاني المسيري محافظ الاسكندرية ود.خالد عزب رئيس قطاع المشروعات ورئيس اللجنة الدائمة للمعرض، وكوكبة من المثقفين العرب والمصريين.

تأتي استضافة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث كضيف شرف المعرض لإنجازاته العديد منذ سبعينيات القرن العشرين في مجالات التراث والثقافة والفكر، خاصة رعايته للعديد من المشروعات البحثية الجادة، والمعارض الإسلامية، كمعرض السلاح ومعرض المخطوطات، التي لاقت ترحيبًا دوليًا، وقد أهدى المركز مطبوعاته إلى مكتبة الاسكندرية والجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

علاقات مصر والسعودية
وسيشهد المعرض أكثر من فعالية مشتركة مع مركز الملك فيصل، منها ندوة مهمة عن العلاقات الثقافية المصرية السعودية، يتحدث فيها كل من د.يحيي بن جنيد أمين عام مركز الملك فيصل وحلمي النمنم رئيس دار الكتب المصرية ود.عبد الحكيم الطحاوي ود.عبد الله التطاوي، وتحضرها نخبة من المثقفين والإعلاميين من مصر والسعودية، ويعقب الندوة تسليم كتب من إهداء مركز الملك فيصل إلى مكتبة الإسكندرية.

كذلك يعقد لقاء حضاري وثقافي مهم حول "تراجم النجديين في تاريخ الجبرتي" للدكتور عبدالله بن محمد المنيف، و"تكملة تاريخ الجبرتي نسخة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"، ويعقب اللقاء توزيع جوائز على جمهور المعرض في مسابقة المعرض، ومحاضرة "تجربة مصري في التدريس في الجامعات السعودية" للأستاذ د. عبدالستار عبدالحق الحلوجي، و"المخطوطات المصرية المنسوخة في مصر والمحفوظة في مكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"، للأستاذ عبدالعزيز الراجحي.

نبذة عن المركز
يشار إلى أن مركز الملك فيصل تأسس عام 1983، ويقدم خدمات متعددة، ويدعم البحوث والدراسات وتطويرها، في مجال الدراسات الإسلامية والسياسية وعلم الاجتماع والإرث، ويضم المركز وحدات بحث متعددة تجمع الباحثين في حقول مختلفة للمساهمة في بناء المعرفة وتوسيعها، كما يساعد الباحثين والطلاب على المشاركة في البحوث ويوفر لهم إمكانية استخدام المكتبة والاطلاع على المراجع الكثيرة، التي تتضمنها من عناوين وقواعد بيانات، ومجموعات مميزة، ذلك، يعمد المركز، بالدرجة الأولى، إلى نشر المعرفة، فينظم المحاضرات، ويقيم ورش العمل والمعارض بشكلٍ سنوي. وهو يرمي، بشكلٍ رئيس، إلى تأدية دور بارز في إنارة الشعوب ثقافيًا وفكريًا.

تضم مكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية إحدى أكبر قواعد البيانات في العالم العربي، مع اكثر من مليون و200 ألف موضوع لقواعد البيانات وفهرسة المراجع الببليوغرافية.

وتعمل هذه المكتبة على غرس قيم الثقافتين العربية والإسلامية، اللتين تدعوان الى العلم والتنوير، وعلى نشر اللغة العربية، وتحقيق التبادل الثقافي، وتزويد الباحثين بثروة علمية كبيرة من الإرث الثقافي العربي. ولا تقتصر المكتبة على اقتنائها لمجموعة من الكتب فحسب، بل تسعى إلى توفير مراجع خارجية للباحثين في مختلف المجالات والاختصاصات.

أكثر من 300 عنوان
يشارك مركز الإمارات للدراسات السياسية والاستراتيجية في المعرض هذا العام بما يزيد على 300 عنوان من إصداراته المتخصصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، والتي ستتنوع بين كتب مترجمة ومؤلفة وحوليات ودراسات، وتقام ندوة عن كتاب "السراب" تأليف د.جمال السويدي الصادر عن المركز يتحدث فيها المؤلف عن الإسلام السياسي والجماعات الدينية السياسية، وسوف يوزع الكتاب مجانًا على الجمهور في الندوة.

وقال د. خالد عزب إن مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، وهو ضيف شرف المعرض لهذا العام، هو من أوائل المراكز التي تعاونت مع المكتبة منذ افتتاحها. وأضاف أن المركز أحدث نقلة نوعية في الحياة الثقافية في العالم العربي بقيادة الأمير تركي الفيصل.

وقام الأمير تركي الفيصل بتسليم درع وميدالية المركز إلى الدكتور إسماعيل سراج الدين وإلى المهندس هاني المسيري، كما قام سراج الدين بتقديم نسخة نادرة من كتاب "وصف مصر في عهد الملك فؤاد" إلى الأمير تركي الفيصل، إضافة إلى موسوعة "ديوان الخط العربي في مصر"، ونسخة من كتابه "التجديد والتأصيل في عمارة المجتمعات الإسلامية" كإهداء خاص.

كلمة سراج الدين
وفي كلمته، قال د.إسماعيل سراج الدين إن الإقْبَالَ المُتزايدَ عامًا بعْدَ عامٍ على مَعْرضِ مكتبةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ للكتابِ من قِبَلِ الجمهورِ والناشرينَ، أحيانًا يُجعَلُنا نتمنَّى أن تكونَ في الإِسْكَنْدَرِيَّةِ قاعةٌ دوليةٌ للمعارضِ تتناسَبُ مع مُتطلباتِ النُّمُوِّ والإقْبالِ المتزايِدِ علَى مَعْرَضِ مَكْتَبةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ للكِتَابِ. وأكد أن مَكْتَبَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ تَحْرِصُ مِنْ خِلالِ هَذِهِ المُظَاهَرَةِ الثَّقَافِيَّةِ الكُبْرَى أنْ تُؤَكِّدَ اِهْتِمَامَهَا بِالْكِتَابِ فِي هَذَا العَصْرِ الَّذِي تسيطرُ عليه ثقافةُ "الصورة" ويَسبَحُ الخيالُ في فَضَاءِ الإنْتَرنِت الذِّي يمُوجُ بِكُلِّ الأفْكَارِ مِنَ الانْدِماجِ إلى التفكِيكِ ومنَ اليقينِ إلى التمرُّدِ، ومِنَ الدَّعْوةِ إلى التَّطَرُّفِ إلى الانغِمَاسِ في المَادِيَّةِ المُفْرِطَة.

وأكد أن مَكْتَبَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ تفتح النَّوَافِذِ عَلَى إِنْتَاجِ العَالَمِ أجْمَع، وَتفَتْحِ الأَبْوَابِ لِلشَّبَابِ وَالْجِيلِ الصَّاعِدِ مِنْ مُجْتَمَعِنَا. وشدد على أنه ينتمي إِلَى هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِدَوْرِ الثَّقَافَةِ فِي المُجْتَمَعِ، وَلا يرى قِيَامَ مَشْرُوعٍ حَضَارِيٍّ عَرَبِيٍّ بِدُونِ التَّرْكِيزِ عَلَيْهَا.

وأضاف: "لا غَرَابَةَ أن يَكُونَ ضَيْفَ هَذَا المَعْرَضِ هُوَ سُمُوُّ الأَمِيرِ تَرْكِي الفَيْصَلِ، وَكَذَلِكَ مَرْكَزُ المَلِكِ فَيْصَلِ لِلْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الإِسْلامِيَّةِ، فَسُمُوُّ الأَمِيرِ رَجُلٌ يَعْتَزُّ بِدِينِهِ وَبِثَقَافَتِهِ فَضْلاً عَنْ كَونهِ مُفَكِّرًا مُنْفَتِحًا عَلَى ثَقَافَاتِ العَالَمِ متَفَاعِلاً مَعَهَا، يَسْمَعُ لِلرَّأْيِ وَالرَّأْيِ الآخَرِ وَيَلْتَزِمُ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ فِي المُوَازَنَةِ بَيْنَ الأُمُورِ".

وشدد على أهمية الكتاب، خُصُوصًا فِي هَذِهِ الفَتْرَةِ الَّتِي تَعَثَّرَتْ فِيهَا مَسِيرَةُ الشُّعُوبِ العَرَبِيَّةِ، وأنه يرى قُوَى التَّخَلُّفِ وَالْوَحْشِيَّةِ تَقُوِّضُ أعْمِدَةَ المُجْتَمَعَاتِ وَالدُّوَلِ، وَتَطِيحُ بِكُلِّ مَا حَوْلَهَا مِنْ شَوَاهِدِ الرُّقِيِّ وَالْحَضَارَةِ، وَتَسْفِكُ الدِّمَاءَ، وَتَفْرِضُ نَظْرَتهَا السِّيَاسِيَّةَ بِالْعُنْفِ، وَرُؤْيَتهَا لِلتَّارِيخِ بِالْقُوَّةِ، وَتَبْطِشُ بِكُلِّ مَنْ لا يَنْصَاعُ لأَوَامِرِهَا وَلا يَتَّفِقُ مَعَ آرَائِهَا وَتَفْعَلُ ذَلِكَ القَهْرَ وَالتَّعْذِيبَ وَالتَّخْرِيبَ بِاسْمِ الدِّينِ، وَالدِّينُ مِنْهَا بَرَاء.

وأوضح أن العَرَبَ وَالْمُسْلِمِينَ هُمُ الَّذِينَ رَفَعُوا رَايَةَ العِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، مُنْذُ أكْثَرِ مِنْ ألْفِ عَامٍ، حِينَ تَمَرَّدُوا عَلَى النَّصِّ الأَرُسْطِيِّ المَوْرُوثِ، وَأَرْسَوا قَوَاعِدَ المَنْهَجِ العِلْمِيِّ الحَدِيثِ، المَبْنِيِّ عَلَى التَّجْرِيبِ وَالْقِيَاسِ، وَذَلِكَ قَبْلَ سِتَّةِ قُرُونٍ مِنْ ظُهُورِ جَالِيلْيُو، الَّذِي أجْبَرَتْهُ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ فِي أُورُوبَّا عَلَى التَّرَاجُعِ، بَيْنَمَا كَانَ العِلْمُ بِأَيْدِي عَمَالِقَةٍ، مِثْلِ اِبْنِ الهَيْثَمِ، يَتَقَدَّمُ فِي العَالَمِ العَرَبِيِّ الإِسْلامِيِّ. لكنه أعْتَرِفُ أنَّ كَثْرَةَ تَغَنِّينَا بِمِيرَاثِنَا الحَضَارِيِّ القَدِيمِ، من دُون إِدْرَاكٍ حَقِيقِيٍّ لِمُقَوِّمَاتِهِ، أدَّى إِلَى أنَّنَا نَظُنُّ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحْيَانِ أَنَّ المَاضِيَ وَالْحِفَاظَ عَلَيْهِ وَتَقْدِيسَهُ هُوَ النُّمُوذَجُ الَّذِي يَنْبَغِي اِحْتِذَاؤُهُ فِي صِنَاعَةِ المُسْتَقْبَلِ، وَهَذَا أكْثَرُ الأَوْهَامِ فَتْكًا وَأَشَدُّهَا ضَلالاً.

وأضاف: ثمَّةُ مُشْكِلَةٌ حَسَّاسَةٌ، آنَ لَنَا أنْ نُوَاجِهُهَا بِشَكْلٍ حَاسِمٍ وَنِهَائِيٍّ، وَهِيَ إِقْحَامُ الدِّينِ فِي مَا لا عَلاقَةَ لَهُ بِهِ، وَتَحْكِيمُ رِجَالِ الدِّينِ فِي مُخْتَلَفِ شُؤونِ الحَيَاةِ، وَانْفِجَارُ عَصْرِ الفَتَاوَى العَشْوَائِيَّةِ". واستطرد قائلاً: "إِنَّ المِيزَةَ الكُبْرَى لِلإِسْلامِ هِيَ الاهْتِمَامُ القَاطِعُ بِشؤونِ الدُّنْيَا وَالاحْتِكَامُ لِلْخِبْرَةِ الإِنْسَانِيَّةِ فِي إِدَارَتِهَا، مُنْذُ حَادِثَةِ تَأْبِيرِ النَّخْلِ الشَّهِيرَةِ فِي التُّرَاثِ الإِسْلامِيِّ وَكَلِمَةِ الرَّسُولِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الجَامِعَةِ: "أَنْتُمْ أعْلَمُ بِشُؤونِ دُنْيَاكُمْ".

وتابع: "وَإِنَّنِي أرَى أنَّهُ مِنْ الضَّرُورِيِّ ألاَّ نُقْحِمَ الدِّينَ فِي أُمُورٍ؛ الرَّأْيِ فِيهَا لَيْسَ لِعُلَمَاءِ الدِّينِ، وَلَكِنْ لأَهْلِ التَّخَصُّصِ، لأَنَّهَا أُمُورٌ لا تَتَعَلَّقُ بِالْحِلِّ وَالْحُرْمَةِ، بَلْ بِالصَّوَابِ وَالْخَطَأِ قِيَاسًا إلى المَصْلَحَةِ العَامَّةِ القَابِلَةِ لِلتَّغَيُّرِ حَسَبَ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالظُّرُوفِ".

وانتقل بحديثه إلى قضية حُرِّيَّة التَّعْبِيرِ، مشددًا على أنه بدون حرية التعبير لا مَعْنًى لِلْبَحْثِ عَنِ الحَقِيقَةِ، وَلا جَدْوًى مِنْ التَّوَصُّلِ إِلَى هَذِهِ الحَقِيقَةِ، لا تُوجِدُ الشَّفَافِيَّةُ، وَلا تَتِمُّ المُسَاءَلَةُ، لا يُسْمَعُ الصَّوْتُ المُغَايِرُ، وَلا يَأْتِي الجَدِيدُ، لا بَحْثَ عِلْمِيَّ، وَلا اِكْتِشَافَاتٌ تُفِيدُ، ولا تُبْنَى المَعْرِفَةُ وَلا تَتَقَدَّمُ المُجْتَمَعَاتُ.

وَأضاف أنه مِنْ الغَرِيبِ أنَّنَا نَشْهَدُ فِي الآوِنَةِ الأَخِيرَةِ تَغَيُّرَاتٍ ثَقَافِيَّةً مُقْلِقَةً... فَبَيْنَمَا نَجِدُ الأَنْظِمَةَ الحَاكِمَةَ الَّتِي كَانَتْ فِي المَاضِي تُصَادِرُ حَقَّ المُفَكِّرِينَ وَالْمُبْدِعِينَ، وَتَفْرِضُ رَقَابَةً شَرِسَةً عَلَى مَا يُنْتِجُونَ، وَتَضْرِبُ حِصَارًا عَلَى مَا يُمْكِنُ لِلشُّعُوبِ أنْ تَسْمَعَهُ أوْ تَرَاهُ أوْ تَقْرَأَهُ - نَجِدُهَا الآنَ وَقَدْ أفْسَحَتِ المَجَالَ كَثِيرًا عَمَّا قَبْلُ، وَأَتَاحَتْ هَامِشًا مِنَ الحُرِّيَّةِ مَارَسَهُ أجْدَادُنَا؛ وَلَكِنَّ آبَاءَنَا لَمْ يَكُونُوا لِيَحْلُمُوا بِهِ، فَإِذَا بِالْمُجْتَمَعِ نَفْسِهِ تَضْرِبُ فِيهِ تَيَّارَاتٌ رَافِضَةٌ لِلْجَدِيدِ، تُضَيِّقُ دَائِرَةَ المَقْبُولِ، تُحَارِبُ كُلَّ دَخِيلٍ، بَلْ وَتَرْفُضُ كُلَّ مَا يُخَالِفُ نَظْرَتَهَا الخَاصَّةَ لِلْمُجْتَمَعِ وَالتَّارِيخِ، وَبَعْضُهَا يَغْلِبُ عَلَيْهِ التَّطَرُّفُ وَالْغُلُوُّ إِلَى التكفيرِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ.

كلمة الأمير تركي الفيصل
وفي كلمته، قال الأمير تركي الفيصل إن مكتبة الإسكندرية هي درة البحر الأبيض وجامعة الحضارات. وهنأ القائمين على المكتبة لما تقدمه للعالم من العلوم والتقنية مما يجعلها مفخرة للعرب والمسلمين والبشرية جمعاء. وأكد أن العلاقة بين مصر والسعودية تتجذر في أعماق التاريخ وتعود إلى مراحل سابقة على رسالة الإسلام وفقًا لبعض النقوش المكتشفة حديثًا.&

وتحدث عن العلاقة بين مصر والسعودية كدولتين حديثتين، مؤكدًا أن الروابط بينهما وثيقة في الجوانب الدينية والسياسية والاقتصادية. وأضاف أن المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب مصر في المحنة المعاصرة، وذلك نهج الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ويسير عليه الملك سلمان، مبينًا أن أحدث تلك المواقف كانت في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ.&

عن التعاون الثقافي والتعليمي بين الدولتين، قال إن المملكة اعتمدت على مصر في مجال التعليم، حيث قامت في الخمسينيات بإرسال البعثات لتلقي العلم من جامعاتها، كما إن معظم المعلمين الذين درسوا في المدارس والجامعات السعودية كانوا من المصريين، وأن أول مسؤول ترأس أول جامعة سعودية كان مصريًا، وهو د. عبد الوهاب عزّام.

وفي المجال الثقافي، أوضح أن الكثير من العلماء والأدباء اعتمدوا على نشر نتاجهم الثقافي في دور نشر ومطابع مصرية، كما إن المملكة من أكبر الدول التي تشارك في معرض القاهرة الدولي الكتاب، وها هي تشارك من خلال المركز بحضور مميز في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب. وأضاف أن دور النشر المصرية تأتي في مقدمة المشاركين في معرض الرياض الدولي للكتاب.

وتناول الأمير تركي الفيصل في حديثه التعاون بين مكتبة الإسكندرية ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، مؤكدًا أن المركز يعد من أكبر الداعمين للمكتبة، كما إنه يشرف بعضوية مجلس أمنائها. وأعلن أن المركز قام بإهداء المكتبة مخطوطات نادرة لكي تحظى بإيواء لها يحفظ عزتها وكرامتها كنتاج نادر للفكر العربي والإسلامي، كما إن المركز يحتفظ بالنسخة الوحيدة لكتاب "تكملة تاريخ الجبرتي" ويسعى إلى نشره مع المكتبة.

وأضاف أن المركز سيهدي المكتبة نسخًا كاملة من المخطوطات التي يحصل عليها فور الانتهاء من ترميمها، كما إن المركز يسعى إلى إتاحة إصدارات المكتبة على موقعه، إضافة إلى العمل على إتاحة مجموعات المركز لجمهور المكتبة.&&&

المسيري: عرس يكبر
من جانبه، قال المهندس هاني المسيري محافظ الإسكندرية إن الإسكندرية تزهو كل عام بمعرضها الدولي للكتاب الذي تنظمه مكتبة الاسكندرية، ويعتبر عرس الإسكندرية الثقافي، هكذا يزداد الإقبال على هذا المعرض، حتى بات من أهم معارض الكتب في الوطن العربي. وأضاف: "هذا يدفعني إلى أن أطلب من مكتبة الإسكندرية أن يتحوّل النشاط الثقافي والفني المصاحب للمعرض، والذي يزيد هذا العام على 70 حدثاً، إلى مهرجان ثقافي سنوي".

وأكد أن مشاركة العديد من الدول، خاصة المملكة العربية السعودية، وبصفة خاصة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث ضيف شرف المعرض تؤكد رغبة الاسكندرية العارمة في أن تكون هي العاصمة الثقافية لمصر.

وشدد على أهمية دمج الثقافة في التعليم، مؤكدًا أن ذلك هو ما يشكل الهوية. وأضاف: "أحلم معكم بإسكندرية مختلفة، ولن تكون هكذا من دون تضافر الجهود، لذا سعيت منذ أول لحظة توليت فيها المسؤولية إلى التعاون مع مكتبة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية وغيرهما من المؤسسات على أرض هذه المحافظة، متطلعًا إلى أن نقيم سويًا مشروعات تحدث نقلات نوعية في مستقبل هذه المدينة العريقة". وأشار إلى أن المحافظة تقوم بتشكيل لجان مجتمع مدني، وتعد من أبرزها لجنة الثقافة.

وأعلن د.خالد عزب أن مكتبة الإسكندرية قد أهدت كل مطبوعاتها إلى مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، كما قام المركز بإهداء مطبوعاته للمكتبة. وقام د. صديق عبد السلام صديق؛ نائب رئيس جامعة الإسكندرية، بتسلم إهداء المركز للجامعة.

وقام د.عزب بعرض صور نادرة يتيحها موقع ذاكرة مصر المعاصرة في مكتبة الإسكندرية للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود أثناء زيارات قام بها لمصر، ولقائه مع عدد كبير من الزعماء المصريين كالرؤساء محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات. كما تم عرض فيلم نادر حول زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود لمصر لدعمها بعد نكسة 1967، ولقائه مع الرئيس جمال عبد الناصر.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف