بدء الاقتراع في انتخابات نيجيريا التشريعية والرئاسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ابوجا: اعلنت اللجنة الانتخابية في نيجيريا فتح مراكز الاقتراع اليوم السبت لانتخابات رئاسية ستشهد منافسة حامية في هذا البلد الذي يضم اكبر عدد من السكان في افريقيا ويعاني من اعمال عنف لتنظيم اسلامي وتراجع اسعار النفط والفساد. ودعي 68,8 مليون ناخب من اصل 173 نسمة عدد سكان البلاد من مرفأ هاركورت النفطي في الجنوب المسيحي الى كانو اكبر مدينة مسلمة في القارة، للتصويت في انتخابات رئاسية وتشريعية.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية كايودي ايدويو لوكالة فرانس برس ان "مراكز التصويت فتحت وعمليات التسجيل بدأت". وتجري الانتخابات على مرحلتين اليوم، اذ ان المدققين يقومون بالتحقيق في تسجيل الناخبين على اللوائح، ثم يعود الناخبون للادلاء باصواتهم اعتبارا من الساعة 13,30 (12,30 تغ).
وتأمل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في التمكن من تجنب عمليات التزوير، وهي مشكلة مزمنة في الانتخابات السابقة، وذلك بفضل نظام جديد لقراءة البطاقات الانتخابية الالكترونية يتم اختبارها للمرة الاولى. لكن الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان المرشح لولاية ثانية، والذي ادلى بصوته في مسقط رأسه مدينة اوتووكي في ولاية بايلسا (جنوب)، لم يتمكن من التعريف عن نفسه بوساطة نظام القارئ هذا.
وامضى الرئيس اكثر من ثلاثين دقيقة في مركز التصويت، ترافقه زوجته باسيانس لكنهما لم يتمكنا من التسجل، اذ ان جهازين لقراءة البطاقات البيومترية لم تتمكنا من التعرف إلى بطاقتيهما الانتخابيتين. وكانت صفوف طويلة تشكلت امام مراكز التصويت في جميع انحاء البلاد تقريبا. واكد عدد من الناخبين انهم امضوا الليلة في المكان.
وفي لاغوس المدينة الكبيرة التي تشهد ازدحاما ليلا نهارا، اقفرت الشوارع صباح اليوم السبت بسبب حظر حركة سير الاليات طوال فترة التصويت. وقد اقيمت حواجز للشرطة والجيش في الشوارع الكبرى من المدينة. وعلى الرغم من حصيلة اداء يصعب الدفاع عنها، يدعو جوناثان مواطنيه الى التصويت له لولاية ثانية من اجل مشاريع يجري تنفيذها حاليا.
اما خصمه الرئيس الجنرال السابق محمد بخاري فسيدلي بصوته في معقله دورا في ولاية كاتسينا، حيث تزين مكانس تشكل شعار حزبه المؤتمر التقدمي، الشوارع. ويعد الرجل الذي حكم نيجيريا بقبضة من حديد على رأس مجموعة عسكرية في منتصف ثمانينات القرن الماضي، بمكافحة الفساد وغياب الامن لكن بقوة و"ديموقراطية". ونشر عدد كبير من المراقبين الدوليين في البلاد للتأكد من حسن سير عمليات الاقتراع.
وقد تنجح المعارضة التي اصبحت اقوى واكثر اتحادا من قبل في طرد الحزب الديموقراطي الشعبي، الذي يحكم البلاد منذ انتهاء الانظمة العسكرية وعودة الديموقراطية الى نيجيريا في 1999. واصبحت نيجيريا القوة الاقتصادية الاولى في افريقيا في عهد جوناثان، لكن تراجع اسعار النفط في العالم اضر بقوة بالدولة الاولى المنتجة لهذه المادة في القارة.
على الصعيد الامني، يؤكد الجيش النيجيري الذي اعلن الجمعة انه استعاد مدينة غوزا معقل الاسلاميين انه فكك دولة "الخلافة" التي اعلنها تنظيم جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد المعروف باسم بوكو حرام وذلك في اطار عملية عسكرية اقليمية في الشهرين الماضيين. الا ان الانتصارات الاخيرة للجيش النيجيري على بوكو حرام بمساعدة الدول الحليفة في المنطقة، وعلى رأسها تشاد، لن تمحو من ذاكرة النيجيريين عدم تحرك الرئيس في مواجهة صعود هذه الجماعة التي ادى تمردها وقمعه خلال ست سنوات الى سقوط اكثر من 13 الف قتيل ونزوح 1,5 مليون شخص.
وقد نشرت قوات امنية كبيرة في البلاد، ودعي السكان الى الحد من تحركاتهم بين الساعة الثامنة والساعة 17,00 من السبت. وهم ممنوعون من التنقل لاي سبب خارج اطار الاقتراع. ومع انها تواجه هزائم متسارعة، توعدت بوكو حرام التي اصبحت حليفة تنظيم الدولة الاسلامية بزعزعة الانتخابات واثبتت في الاسابيع الاخيرة انها قادرة على شن عمليات انتحارية تسبب سقوط قتلى.
وفي بلد تؤجج فيه الخلافات السياسية التوتر الديني، تثير المنافسة بين الرئيس المنتهية ولايته المسيحي القادم من الجنوب، وبخاري المسلم الشمالي، مخاوف من اعمال عنف سياسي. وخلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة في 2011، قتل اكثر من الف شخص في مواجهات بعد الاعلان عن هزيمة بخاري الذي تنافس مع جوناثان ايضا.
وفي سوق صغيرة مقابل محطة الحافلات في نيانيا في ابوجا التي استهدفتها اعتداءات في العام الماضي، كان المارة منقسمين. وقالت استير انتوني (23 عاما) "يجب التصويت لرئيسنا لانه موجود هنا دائما من اجلنا وفعل ما بوسعه".
لكن عبد الله عثمان شيتا ميشيكا (31 عاما) الذي يعمل وسيطا عقاريا لا يوافقها الرأي. وقال "لقد سئمنا (...) قنابل في كل مكان ولا امان (...) والسبب هو اهمال الرئيس".
ويتوقع ان تعلن النتائج خلال الساعات الـ48 التي تلي اغلاق مراكز التصويت.
الأكثر اكتظاظًا وأكبر اقتصاد أفريقي
نيجيريا الدولة الاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا هي اكبر قوة اقتصادية واول بلد منتج للنفط في القارة. والى جانب اعمال العنف التي يرتكبها اسلاميو جماعة بوكو حرام في شمال البلاد، تشهد نيجيريا باستمرار اوضاعا سياسية وطائفية متوترة. ويحكم البلاد الرئيس غودلاك جوناثان منذ 2010 وهو مرشح لولاية جديدة في انتخابات 28 اذار/مارس.
- الموقع الجغرافي:
تقع نيجيريا في غرب افريقيا على المحيط الاطلسي. ويضم اتحاد نيجيريا 36 ولاية ومنطقة فدرالية هي ابوجا.
- السكان:
اكبر دولة في افريقيا في عدد السكان الذي بلغ 173 مليون نسمة في 2014 (البنك الدولي). تضم 250 مجموعة اتنية ولغوية بينها اكبر ثلاث اتنيات: الهوسا (شمال) غالبية مسلمة، والايبو (جنوب-شرق) غالبية مسيحية واليوروبا (جنوب غرب).
- العاصمة:
ابوجا، والعاصمة الاقتصادية هي لاغوس.
- الديانة:
الاسلام والمسيحية كل منهما يشكل نصف عدد السكان. وهناك ايضا اقلية ارواحية. ادى اعلان الشريعة الاسلامية في 12 ولاية في الشمال عام 2000 الى اعمال عنف. يضم الشمال غالبية مسلمة والجنوب غالبية مسيحية.
- التاريخ/والنظام السياسي:
مستعمرة بريطانية سابقة (1900-1914) ثم محمية حتى اعلان استقلالها عام 1960. وفي العام 1967، حصل الانفصال واعلان "جمهورية بيافرا" (جنوب-شرق). الحرب الاهلية حتى كانون الثاني/يناير 1970 اوقعت اكثر من مليون قتيل.
حصلت ستة انقلابات عسكرية في البلاد منذ استقلالها وتوالت انظمة عسكرية على الحكم خلال 28 عاما. وفي 1999 اصبح اولوسيغون اوباسانجو اول رئيس مدني ينتخب في البلاد. وبموجب دستور 1999 اقيم نظام رئاسيا قوي مع برلمان فدرالي بصلاحيات واسعة.
في نيسان/ابريل 2011 هزم المسيحي غودلاك جوناثان القائد العسكري السابق المتحدر من الشمال محمد بخاري. واعتبرت الانتخابات حرة وشفافة من قبل المراقبين رغم اعمال العنف التي اوقعت اكثر من الف قتيل.
في نهاية كانون الثاني/يناير اطلقت نيجيريا وحلفاؤها تشاد والكاميرون والنيجر عملية واسعة النطاق ضد جماعة بوكو حرام الاسلامية لارساء الامن في شمال شرق البلاد قبل انتخابات 28 اذار/مارس. والتمرد الاسلامي وقمعه العشوائي احيانا من قبل الجيش ادى الى 13 الف قتيل على الاقل ونزوح اكثر من 1,5 مليون شخص خلال ست سنوات.
- الاقتصاد:
نيجيريا ثامن بلد مصدر للنفط في العالم واول منتج في افريقيا. تفيد تقديرات ان احتياطيها من الغاز الطبيعي هو الثامن في العالم. بعد سنوات من العنف في المناطق النفطية في دلتا النيجر (جنوب) ادت الى تراجع الانتاج، تحسن الوضع منذ 2012.
تعتمد البلاد بنسبة 70 بالمئة على صادراتها النفطية في موازنتها، وبنسبة 90 بالمئة لتامين عائداتها بالعملات الصعبة.
وتشكل الزراعة 40 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي، وتسعى الدولة الى زيادة انتاجها في هذا القطاع.
في 2014 ووفق طريقة احتساب اجمالي الناتج الداخلي، اصبحت نيجيريا اكبر قوة اقتصادية في افريقيا.
وقد سجلت نموا سنويا بلغ 7 بالمئة في السنوات العشر الماضية، لكن بدون ان يؤدي ذلك الى تحسين مستوى معيشة السكان، الذين يعيش اكثر من نصفهم تحت عتبة الفقر.
والسكان منقسمون بين شمال فقير وجنوب اكثر ازدهارا، حيث الصناعة النفطية والعاصمة الاقتصادية لاغوس.
الجيش:
ثمانون الف رجل بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. يبلغ عديد القوات شبه العسكرية 82 الف رجل. ونيجيريا هي اقوى قوة عسكرية في غرب افريقيا.
انتخابات نيجيريا بالأرقام
في ما يلي بعض الارقام الاساسية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية والتشريعية في نيجيريا البلد الذي يضم اكبر عدد من السكان في افريقيا واول قوة اقتصادية في القارة.
والمنافسة بين الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان مرشح الحزب الديموقراطي الشعبي وخصمه الرئيسي الجنرال السابق محمد بخاري زعيم المؤتمر التقدمي، تبدو الاكثر حدة منذ استقلال البلاد في 1960.
&- هذه الانتخابات هي خامس اقتراع رئاسي وتشريعي منذ انتهاء الحكم العسكري في 1999. فاز الحزب الديموقراطي الشعبي في الانتخابات الاربع السابقة (1999 و2003 و2007 و2011).
اثر الفساد وست سنوات من التمرد الاسلامي على شعبية الحزب الديموقراطي الشعبي الذي يواجه للمرة الاولى هذه السنة معارضة موحدة.
- 25 بالمئة من الاصوات في ثلثي الولايات
في نيجيريا، يفترض ان يحصل الفائز على غالبية اصوات الذين يدلون باصواتهم في ثلثي الولايات الـ36 في الاتحاد الى جانب اراضي العاصمة الفدرالية ابوجا. وهذه القاعدة وضعت لضمان ان يكون كل الرؤساء المنتخبين يتمتعون ببعض المستوى من الدعم على الصعيد الوطني في بلد يعاني من شروخ اتنية ودينية عدة.
- يبلغ عدد الناخبين المسجلين على اللوائح الانتخابية 68 مليون و833 الف و476 ناخبا حسب اللجنة الانتخابية المستقلة. ونيجيريا بسكانها البالغ عددهم 173 مليون نسمة هي الديموقراطية السادسة الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.
- يحتاج التعرف إلى كل ناخب عشر ثوان، حسب اللجنة الانتخابية.
تختبر نيجيريا نظام اجهزة لقراءة البطاقات الالكترونية الانتخابية للمرة الاولى، مما سيسمح بتجنب التزوير، وهي مشكلة تكررت في الانتخابات السابقة.
اذا عملت هذه الاجهزة بشكل سليم فستجري أنزه انتخابات في تاريخ نيجيريا. لكن الحزب الديموقراطي الشعبي انتقد بشدة هذا النظام الذي لم يختبر بشكل جيد معبّرًا خصوصا عن خشيته من ان لا يتقن مسؤولو المكاتب استخدامه. وفي حال حدوث خلل او صفوف انتظار طويلة، فان ذلك يمكن ان يسبب اعمال عنف.
- 1,5 مليون نسمة اضطروا للفرار من بيوتهم في شمال شرق نيجيريا بسبب اعمال العنف التي ارتكبتها جماعة بوكو حرام الاسلامية.
ينص القانون النيجيري على ان الناخبين لا يستطيعون التصويت الا في الدوائر المسجلين فيها. وقد اتخذ اجراء عاجل ليتاح للمواطنين التصويت في مخيمات النزوح. لكن هذه الخطوة اقرت في اللحظة الاخيرة وقد تؤدي الى مشاكل. وبما ان شمال شرق البلاد هو معقل للمعارضة، فان اخذ هؤلاء النازحين في الاعتبار يمكن ان يرجح الكفة الشاملة لمصلحة جوناثان او بخاري.
- بلغ معدل اسعار النفط 50,92 دولارا في 25 آذار/مارس، حسب منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، بينما كان سعر البرميل يتجاوز المئة دولار في 2014.
في نيجيريا، الدولة الاولى المنتجة للنفط في افريقيا، يؤمن النفط سبعين بالمئة من عائدات الدولة. وقد اثر انخفاض الاسعار على الاقتصاد بشدة. وتراجع سعر العملة النايرا الذي اصبح 220 للدولار الواحد مما تسبب في ارتفاع كلفة المعيشة، وهو امر ليس في مصلحة الرئيس المنتهية ولايته.