أخبار

تحولت إلى مسرح للمعارك التي يشتد عنفها باستمرار

قرية اوكرانية...من يدخلها مفقود والخارج منها مولود !

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يصلها الزائر وسط تدابير أمنية، وعندما يدخلها، لا ينحصر تفكيره إلا في تأمين وسيلة للفرار منها. ففي قرية لوغفينوفي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا، تذكر دمية على شكل حصان معلقة على احد الابواب بأنها كانت مأهولة.

دفعت قرية&لوغفينوفي&&المدمرة ثمن الاستيلاء الشهر الماضي على بلدة ديبالتسيفي الاستراتيجية، التي يربطها على بعد خمسة كيلومترات بهذه المنطقة طريق وعرة تتناثر عليها اليوم السيارات المتفحمة. ومنذ هذه الهزيمة الساحقة التي مني بها الجيش الاوكراني في خضم وقف لاطلاق النار، يراقب كل فريق الآخر على خط الجبهة الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن لوغفينوفي.&ولانها كانت المدخل الى ديبالتسيفي، باتت القرية ببيوتها الثلاثين، مسرحًا للمعارك التي يتبدى عنفها في كل خطوة. ويتناثر اثاث البيوت على الارض المليئة بالحفر. ولا تزال جيفة كلب مفتوح الشدقين ملقاة على عتبة منزل نخرته القذائف.&وقال المتمرد رامون (25 عامًا)، بينما كان يلقي على البيت نظرة شاملة "عاد بعض الناس ليتفقدوا ما تبقى من منازلهم". لكنه يسارع الى القول لم يجدوا شيئًا.&لكن ما تبقى قليل. ففي منزل كائن على مدخل القرية وعاء مقلوب للخيار، ودفاتر مدرسية وحجرة المؤونة، حيث لا يزال بعض الارغفة موضوعًا على قماش مشمع مزين برسوم الزهور. وعلى الاعشاب امام بوابة زرقاء، يتناثر فستان من المخمل الاسود، وحذاء للتزلج، وصلاة للعذراء مريم على ورقة بحجم اوراق اللعب، وحذاء صيفي احمر اللون.&هنا كان يعيش اشخاص من القوزاق، كما يؤكد "تيانشان"، الاسم الحركي لهذا المتمرد الذي يتحدث بطلاقة ويقول انه من اوزبكستان.&وبنبرة غاضبة قال هذا المتمرد الذي كان يخبىء عينيه بنظارتي شمس ويغطي رأسه بوشاح اخضر، "في 11 شباط/فبراير، سيطرنا على القرية. وعندما بدأت المعارك، احرقت امرأة في السابعة والستين من العمر وهي على قيد الحياة. ونقلنا 70 جريحاً. الجيش الاوكراني هو الذي فعل ذلك".&&والمتمردون الذين اقاموا على الطريق نقاط تفتيش يتعذر اجتيازها من دون مواكبتهم بسبب قرب الجبهة، جعلوا من انقاض بعض البيوت المدمرة التي لم يغيروا فيها شيئًا من مظاهر الحياة السابقة، قاعدتهم المرتجلة.&وحول آخر المنازل، تمركز عدد كبير من الدبابات الهجومية التي بالكاد تخفيها الاعشاب. وتتراكم قربها صناديق الذخائر. وأسندت عشر قنابل مصفوفة باتقان الى جدار، وهي جاهزة للاستخدام. وقال رامون "انها قنابل استولينا عليها من الجيش الاوكراني".&واضاف رامون الذي كانت بندقيته معلقة على كتفه، "نحن متمركزون هنا لندافع عن القرية ونمنع الاوكرانيين من المجيء. لا اشعر بالتعب. سقط لنا عدد كبير من القتلى ولا اريد ان تذهب تضحياتهم سدى". وتسمع من البعيد اصداء انفجارات قوية.&ولدى فرارهم، لم يتح للناس الوقت لينقلوا معهم اغراضهم، فخلفوا وراءهم كلابهم التي بقيت هنا، تشم رائحة ثياب اصحابهم المتناثرة. ويصفر متمرد يقول ان اسمه "كوت" لواحد منها وهو كلب بوليسي، ويعرب عن ارتياحه لانه يتفاعل مع لقب "ماكس" الذي يدعوه به.&ومن اجل مغادرة القرية، يتعين المرور امام موقف حافلات المدرسة المدمرة. وقبالة لوحة &كتب عليها "الاطفال اولا"، كتبت على لوحة خشبية كلمة "الغام". وقرب موقف الحافلات، نرى معطفًا من الفرو الاحمر الصناعي مغطى بالوحل الى جانب دبابة متفحمة. في لوغفينوفي، وحدها تغريدات العصافير تذكر بأن الربيع قد حل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
امريكا
ابو الرجالة -

لم تترك بلدا في العالم الا وخربتة متي يخربها الرب

ثمن الديموقراطية الغربية
elaph-follower -

لايمكن للشعب الأوكراني ان اراد ان ينعم بجنة الديموقراطية الموعودة من قبل اوروبا وأمريكا الا ان يقدم الثمن مقدما من ارواح ابنائة والاستعداد لتحطيم كل مظاهر الحياة في مدنة حتى تأتي الرأسمالية لتبنيها من جديد وتمتص دماء الشعب الاوكراني ثمنا لها كما عليهم ألا ينسوا انه مطلوب منهم الموافقة على خصخصة جميع مؤسساتهم الخدمية بأبخس الاثمان لتستولي عليها اموال الغرب ومن ثم تقدم خدماتها لهم بأغلى الاسعار وبالتالي رهن مستقبل اجيالهم القادمة للرأسمالية الغربية لتفكر بعدها أمريكا والغرب هل تعطيهم هذه الديموقراطية الموعودة ام أنهم سوف يحرمون منها ويخسرون كل ماتم التضحية به في سبيل هذه الوعود الفارغة كما دفعها من قبلهم الشعب الروسي طوال فترة حكم السكير بوريس يلتسن الى أن وصل الحال ببعض الشعب الروسي ان يموت في الشوارع من الجوع والبرد والمرض دون ان تهتم الديموقراطية بمصيرهم لانهم مفلسون لذا فأنهم لايستحقون الحياة كما هو الحاصل حاليا في أمريكا وبعض الدول الأوروبية اولم يشاهد الشعب الروسي بأم عينية الوجه القبيح للرأسمالية الغربية الجشعه الى ان تعلم الدرس بأن اوروبا وأمريكا لم ولن يكونوا اصدقاء لشعوب جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وحتى عندما تظهر التعاطف معهم في أي موقف من المواقف فلن يكون ذلك مجانيا لأنه لابد ان يكون هناك هدف لهذا التعاطف او انها بحاجة أليهم للتفاوض مع روسيا عليهم مقابل تنازل روسي في مكان اخر يمثل لها مصلحة أكثر من هذه الشعوب المخدوعه بالحضارة والديموقراطية الغربية