عدن بدأت تشكو شح المياه والكهرباء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عدن: بدأ سكان عدن الذين يعانون من انقطاع الماء والتيار الكهربائي ونقص المواد الغذائية والتسيب الامني، يشعرون بوطأة المواجهات اليومية بين المجموعات المسلحة المؤيدة للرئيس اليمني والمتمردين الشيعة الذين تسللوا الى هذه المدينة الكبيرة في الجنوب.
وقال عبدو مسعد صاحب متجر صغير في دار سعد بضاحية المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 الف نسمة، "لم افتح متجري منذ خمسة ايام، ما سيؤدي في النهاية الى افلاسي".
واضاف "حتى عندما تتراجع حدة المواجهات، لا نجرؤ على فتح المتاجر بسبب اللصوص".
واعتقد سكان عدن لبعض الوقت ان المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ ايلول/سبتمبر، لن يصلوا الى مدينتهم. لكن معالم التهديد بدأت تتضح تدريجيا، لدى وصول الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لجأ اليها في شباط/فبرابر بعد فراره من العاصمة.
وقد غادر هادي المدينة الخميس، ومنذ ذلك الحين تدور كل ليلة مواجهات عنيفة على المدخل الشمالي في محلة دار سعد، على محور الطرق المؤدي الى تعز.
وقطع انصار الجيش (الموالون للرئيس اليمني) الطريق بالكتل الاسمنتية واعمدة الكهرباء، امام المتمردين الشيعة الموالين لايران الذين جعلوا من مديرية دار سعد مقرا لقيادتهم.
ويقول سكان ان الاسلحة تتحدث من تلقاء نفسها عندما يحل المساء. ولا يتردد الحوثيون باطلاق النار من مدفعي دبابتين هجوميتين في حوزتهم. ويرد عليهم انصار الجيش بالاسلحة الاوتوماتيكية وقاذفات ار.بي.جي.
واقفال الطريق الى تعز، يحرم عدن من احد ابرز مصادر الحصول على المواد الاساسية. وهذا ما بدأ يشعر به السكان.
وفي وسط عدن، ألحق انفجار ضخم في مستودع للاسلحة اضرارا السبت بأبرز خزانات الماء التي تغذي المدينة وانقطعت المياه عن عدد كبير من الاحياء.
وتبدو فترات انقطاع التيار الكهربائي بمعدل ست ساعات يوميا، طويلة، كما قال الطبيب في حي كريتر عبد الرقيب اليافعي.
واضاف "بالاضافة الى انقطاع الماء والكهرباء، بت لا استطيع تجديد مخزون الادوية".
وقبل اسبوع، تفشت في المدينة شائعات عن عمليات تسلل لعناصر الميليشيا الشيعية الذين كان وجودهم حتى الان يقتصر على شمال ووسط اليمن.
لكن احدا لم يأخذها على محمل الجد، واطمأن الجميع بوجود الرئيس في قصره المبني على هضبة بركانية مشرفة على البحر.
وبدأت الشكوك تراود الناس في 19 اذار/مارس عندما شنت طائرات متمردة اول غارة على القصر وادت الى نقل الرئيس الى "مكان آمن". وتلت هذه الغارة بعد خمس ايام غارة اخرى، قبل نقل الرئيس الى الرياض على متن طائرة سعودية.
وانكشف على الملأ وجود الحوثيين في عدن في 26 اذار/مارس لدى محاولة السيطرة على المطار الدولي التي افشلها انصار الجيش الذين يطلق عليهم اسم "اللجان الشعبية".
ولم يتردد الحوثيون لدى انسحابهم في قصف المطار بالمدافع والحقوا اضرارا ببرج المراقبة وصالون الشرف ومبنى آخر.
ومنذ ذلك اليوم، اسفرت المعارك بين المجموعات المتنافسة عن حوالى مئة قتيل، فيما سحبت 14 جثة متفحمة من تحت انقاض مستودع للاسلحة في منطقة جبل حديد استهدفه اللصوص.
وفي المدينة حيث ما زال عدد كبير من الشوارع مقفرا، بدأت معنويات بعض الناس تتراجع.
وقال المحامي عبدالله غسان ان "المستقبل قاتم، وبات الناس لا يحترمون القانون". واضاف "افكر جديا في اقفال مكتبي والبحث عن عمل آخر".