أخبار

دعوات لتحرير الأطباء من الحفاظ على سرّية أمراض الطيارين

لوفتهانزا تخصص 20 طبيبًا فقط لرعاية 5400 طيار

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعرضت شركة لوفتهانزا الألمانية إلى نقد شديد من الصحافة الألمانية بعد تقرير لصحيفة"دي فيلت" عن تخصيصها 20 طبيبًا فقط لرعاية جيش طياريها البالغ 5400 طيار. ومعروف أن لوفتهانزا هي الخطوط الألمانية الوحيدة التي تعمتد قسمًا طبيًا خاصًا لمتابعة الوضع الصحي للطيارين. &انتقدت صحيفة "دي فيلت" تقصير لوفتهانزا في الإشراف الطبي على طياريها. وقالت الصحيفة إن 20 طبيبًا لرعاية ومتابعة الأوضاع الصحية البدنية والعقلية لنحو 5400 طيارلايكفي بالطبع للإحاطة بكل مشاكل الطيارين الصحية، كما أن مثل هذا الخلل في التناسب بين عدد الأطباء وعدد الطيارين لايخلق العلاقة المهنية والشخصية اللازمة بين الطرفين.&&لا يكفيجاء في الصحيفة أن لوفتهانزا تعاني من نقص عديد الأطباء منذ فترة طويلة ولم تعمل الكثير لسد النقص، مؤكدة أن طبيبًا واحدًا لكل 270 طيارًا يعني اغراق الأطباء بالعمل. وقال مصدر، وصفته الصحيفة بالمطلع على الأوضاع الداخلية، إن نقص عدد الأطباء حوّل عمل القسم إلى"كيان على هامش الحياة"، بحسب تعبيره. واضاف المصدر أن الشركة أخفقت في تعيين أطباء جدد، بل أن القسم بقي بلا رئيس بين نيسان (أبريل) وآب (أغسطس) 2014.يعتبر مركز فرانكفورت الطبي التابع للوفتهانزا أكبر مراكز الشركة التي تتابع الوضع الصحي للطيارين، لكن عدد الأطباء المتخصصين العاملين في هذا المركز لايزيد عن 5 أطباء، بحسب تصريح المصدر لدي فيلت.ردت لوفتهانزا على الاتهام بالقول إن النقص في عدد طاقم الأطباء لا يزيد عن طبيبين في الوقت الحالي. ويتوزع القسم الطبي في لوفتهانزا (ميديكال) على مدن فرانكفورت وميونخ وهامبورغ، إلا أن أي طبيب خارجي مختص بقضايا الطيران، أو أي طبيب من "مركز ايروداينيمك الألماني"، يمكنه أن يجري الفحوص اللازمة على طياري لوفتهانزا.&مسألة اليمينقالت بابرا شيدلر، المتحدثة الرسمية باسم الشركة، أن الطبيب الخارجي غير ملزم بتبليغ لوفتهانزا عن حالة الطيار الصحية، بسبب اليمين المهني الطبي الذي يفرض على الطبيب التكتم على أسرار مريضه، لكنه قادر على الاتصال بالدائرة الاتحادية للطيران.وقالت شيدلر إن طبيبًا مختصًا تم تعيينه في المركز الطبي في أيلول (سبتمبر) الماضي، كما سيتم سد النقص في الموقع الثاني خلال أيام شهر نيسان (أبريل) القادم. وأكدت المتحدثة أن لوفتهانزا تفعل الكثير من أجل التأكد من حالة طيارها الصحية، بل وأكثر من ذلك.ويمكن لطبيب لوفتهانزا أن يقرر عدد أيام الاجازات على أساس ساعات الطيران التي يطيرها الطيار، وطول المسافات المقطوعة. ويقرر الطبيب أنواع اللقاحات التي يتلقاها الطيار حسب مناطق الطيران التي يبلغها ويبيت بها. وكان كارستن شبور، مدير شركة لوفتهانزا، أكد بعد كارثة طائرة جيرمان وينغز أن الشركة ستواصل الاحتفاظ بقسمها الطبي الخاص"ميديكال" رغم كلفته الباهضة.
توسيع المقصورةكان قرار تواجد اثنين من طاقم الطيارة بشكل دائم في مقصورة الطيار أول قرار اتخذته دائرة أمن الجو الاتحادية بعد كارثة الألب الجوية. ومعروف أن مثل هذا القرار معمول به في الولايات المتحدة منذ عقود، إلا أن السلطات الألمانية لم تحفل به إلا بعد هذه المأساة. وكان سبب انفراد لوبيتز بمقصورة الطيار، ومن ثم قيادته الطائرة إلى الانفجار على صخور الألب، هو مغادرة الطيار الأول للمقصورة لقضاء حاجته في المرحاض.&طيار لوفتهانزا، والمتحدث الرسمي باسم نقابة الطيارين الألماني(كوكبيت)، طالب شركات صناعة الطائرات بتوسيع مقصورة الطيار. وطالب يورغ هاندفيرغ بوضع مرحاض خاص بالطيارين داخل المقصورة، وبالتالي تجنب انفراد أحد أفراد الطاقم بغرفة القيادة عند اضطرار أحدهما لقضاء حاجته. وأضاف: "بعض النسخ من ايرباص 380 أ تحتوى على مثل هذه المراحيض في مقصورة الطيار، إلا أن معظم الطائرات الأخرى الأصغر حجمًا لا تحتوي عليها، وينبغي تعميم هذه النسخة على كافة الطائرات، بالتخلي عن بضعة مقاعد في الطائرة، لأنه إجراء أمني ضرورى،كي يتمتع الطيار ومساعده براحتهما كاملة".&تحرير أطباء الطيرانيتساءل الملايين عن سبب امتناع طبيب اندرياس لوبيتز (27 سنة) الخاص عن تحذير دائرة أمن الطيران، وتبليغ شركة لوفتهانزا، عن الحالة النفسية والعقلية الدقيقة التي كان مريضه يعانيها. ويبدو أن السبب يتعلق، كما هي الحال في حالات أخرى مماثلة، بالقسم المهني الذي يؤديه الطبيب بالحفاظ على أسرار المريض، إذ يبقى الطبيب في هذه الحالة مترددًا بين واجبه المهني وواجبه الإنساني ومسؤوليته تجاه المواطنين.&ولهذا السبب طالب يورغ شلوب، رئيس نقابة الأطباء السويسريين، بحل الأطباء من القسم المهني الذي يلزمهم بالتكتم على أمراض الطيارين. وقال شلوبإن بإمكان السلطات الصحية تقليل"التشدد" في اليمين المهني في حالة الطيارين، ومنح الأطباء فرصة التبليغ عن الأمراض الخطيرة. وهذا لايشمل الأمراض النفسية والعقلية، لأنه لايستطيع أحد ضمان تصرفات طيار يمر في المرحلة الأخيرة من سرطان الرئة أو انه يخضع للعلاج الكيمياوي والشعاعي.لكن نقابة الأطباء الألمان ترفض حتى الآن ارخاء حبل اليمين المهني للأطباء في مثل هذه الحالات، وتؤيدها في ذلك نقابة الطيارين الألمان كوكبيت.&في قطاعات أخرىوقال يورغ هانفيرغ إنأحدًالا يضمن ذهاب الطيار المعاني من المرض إلى الطبيب، وربما يتمكن الطيار من اخفاء حالته الصحية لفترة طويلة. وهذا حصل كمثل مع روبرت انكة، حامي هدف المنتخب الألماني الذي فاجأ الجميع بانتحاره ولم يكن أطباء ناديه(هانوفر)، ولا أطباء المنتخب، ولا لاعبي النادي ولاعبي المنتخب، يعرفون عن حالة الاكتئاب المتأصلة التي كان يعاني منها.إلا أن دعم المطالبة بتحرير الأطباء من القسم المهني في حالة الطيارين جاء من الجانب السياسي. وذكر اولريش لانغة، رئيس اللجنة البرلمانية المفوضة في شؤون النقل، أنه يبحث من مختصين في مثل هذه الحالات إمكانية التوصلإلىصياغة فقرة ما تتتيح للإطباء التبليغ عن مثل هذه الأمور دون الإخلال بالقسم المهني. إلا أنه حذر من تعميم الشبهات بهذه الطريقة على كافة الطيارين، كما أعترف بأن القضية لا تتعلق بمهنة الطيارين فقط، لأنها قد تشمل العاملين في تصفية المياه وفي دوائر السكك الحديد وغيرها.&&&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف