أخبار

بسبب مساحتها وتركيبة سكانها وتجذر داعش فيها

استعادة كامل محافظة الانبار هدف بعيد المنال حاليًا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تشكل استعادة محافظة الانبار في غرب العراق بالكامل من تنظيم الدولة الاسلامية، والتي اعلن رئيس الوزراء العراقي أنها ستكون "المعركة القادمة"، مهمة شاقة اقرب الى هدف بعيد المنال راهنًا، بحسب ما يرى محللون.
بغداد: تعد محافظة الانبار الغربية كبرى محافظات العراق، وهي خليط من المدن والاراضي الصحراوية والزراعية الواسعة، وتتشارك حدودًا طويلة مع سوريا والاردن والسعودية. وشكلت الانبار تاريخيًا ميداناً مضطرباً شديد الصعوبة.&وعلى الرغم من&أن القوات العراقية تحاول الافادة من ارتفاع معنوياتها نتيجة استعادتها مؤخرًا معظم محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، الا أن تكرار هذا التقدم في الانبار دونه معوقات.&ويقول كيرك ساويل، ناشر دورية "انسايد ايراكي بوليتكس" المعنية بالشؤون العراقية، لوكالة فرانس برس، إن "الانبار تختلف عن مدينة تكريت ومحافظة صلاح الدين بشكل عام لان تنظيم الدولة الاسلامية متجذر بشكل اكبر فيها".&والتنظيم الذي كان يعرف باسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، يحظى بموطىء قدم في الانبار منذ مطلع العام 2014، قبل اشهر من هجومه الكاسح في شمال العراق وغربه في حزيران/يونيو.&ويعتبر ساويل أن معركة الانبار "يجب أن تكون محدودة الاهداف لتكون ناجحة".&بعد استعادة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مطلع نيسان/ابريل، كان الهدف المقبل المتوقع مدينة الموصل (360 كلم شمال بغداد)، مركز محافظة نينوى، وهي اولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم في حزيران/يونيو.&الا أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قال من قاعدة الحبانية العسكرية غرب بغداد في الثامن من ابريل/نيسان إن "وقفتنا ومعركتنا القادمة ستكون هنا من ارض الانبار لتحريرها بالكامل، وسننتصر (...) كما انتصرنا في تكريت".&وتمتد المحافظة التي يعبرها نهر الفرات، من حدود محافظة بغداد شرقًا حتى الحدود السورية والاردنية والسعودية. ومنذ مطلع 2014، يسيطر الجهاديون على اجزاء من الرمادي مركز المحافظة، وكامل مدينة الفلوجة.&وكثف التنظيم هجماته في الرمادي منذ تصريح العبادي، وتمكن من التقدم نحو مناطق اضافية في المدينة والمناطق المحيطة بها، بحسب مصادر امنية عراقية.&ويرى الخبير في معهد واشنطن للدراسات مايكل نايتس أن "عملية الانبار ستكون على الارجح عملية للرمادي".&ويوضح أن "مفتاح السيطرة على الرمادي هو السيطرة على بساتين اشجار النخيل ومزارع وادي الفرات المحيطة بالمدينة، وهذا ما فشلت القوات العراقية في تحقيقه مرارًا لاكثر من عام".&ووسع التنظيم سيطرته في المحافظة منذ الصيف على الرغم من&غارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن. في المقابل، تسيطر القوات الامنية وعشائر سنية على مناطق عدة، ابرزها مدينة حديثة المجاورة لسد مائي مهم. وتضم الانبار مراكز عسكرية، ابرزها قاعدة الاسد حيث يتواجد مدربون اميركيون.&ويرى محللون أن الفلوجة ستكون المعركة الاصعب، حيث احتاجت القوات الاميركية قبل عقد من الزمن، الى عشرة آلاف عنصر للسيطرة عليها.&وتقول الاستاذة في الجامعة الاميركية في مدينة دهوك (باقليم كردستان) فيكتوريا فونتان: "الانبار، ولا سيما الفلوجة، هي اقرب الى قرية استيريكس"، في اشارة الى قرية ضمن السلسلة المصورة الشهيرة "استيريكس واوبيليكس"، يحاول الغزاة مرارًا السيطرة عليها دون جدوى.&وتذكر فونتان بأن شرارة الثورة ضد الحكم البريطاني في العراق في العام 1920 انطلقت من الانبار.&وتضم الانبار عددًا كبيرًا من المقاتلين المتمرسين، وينقسم ابناء عشائرها بين من يقاتل الى جانب التنظيم، وآخر بجانب الحكومة. وتعد مشاركة ابناء المحافظة العارفين بجغرافيتها المعقدة، اساسًا لنجاح أي عملية عسكرية.&وبدأت قوات عراقية الثلاثاء التقدم نحو مركز قضاء الكرمة شرق الفلوجة.&ويرجح مسؤول عسكري في احدى دول التحالف الدولي، أن يكون هدف العمليات العسكرية للقوات العراقية في الانبار التضييق على (الجهاديين). ويوضح ان "القوات العراقية لن تطهر الفلوجة. الرمادي ستكون صعبة، وحتى الكرمة غير مضمونة".&ويضيف "سيحاولون التضييق على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. يريدون استعادة القدرة على الحركة وصولاً الى هيت (150 كلم غرب بغداد)".&وتشكل الحدود المفتوحة بين مناطق (الجهاديين) في سوريا والعراق، مع ما تؤمنه من سهولة في التنقل والامداد، عائقًا امام نجاح أي عملية عسكرية.&ويقول ضابط عراقي برتبة عميد ركن في الجيش يتولى مسؤولية ميدانية في عملية الكرمة، إن "الانبار ثلث مساحة العراق، وثمة عمق لها هو سوريا".&ويضيف أن "قطع الامداد على يد القوات البرية غير ممكن"، مؤكدًا أن "الطيران (التابع للتحالف والجيش العراقي) هو القادر على قطع خطوط الامداد".&وتشكل تركيبة القوات التي ستقاتل في الانبار مسألة شائكة.&&فبعد انهيار قطعات من الجيش في حزيران/يونيو، تعتمد القوات الامنية بشكل كبير على مسلحين موالين غالبيتهم من فصائل شيعية. وقد يثير قتال هؤلاء في الانبار، حساسية سكان من المحافظة ذات الغالبية السنية.&كما يثير تنامي دور هذه الفصائل المدعومة من طهران، حفيظة واشنطن.&واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال استقباله العبادي الثلاثاء، أن على هذه الفصائل ان تعمل بأمرة الحكومة وان "تحترم سيادة العراق".&ويقول ساويل إن هذه الفصائل "فاعلة في الاطراف الشرقية من الانبار، لكن لا ارى انتشارًا كبيرًا لها في اماكن اخرى" من المحافظة.&وتحذر فونتان من أن معركة واسعة في الانبار قد تتيح للتنظيم تنفيذ عمليات مباغتة في مناطق اخرى كبغداد او المناطق الحدودية، لأن "خطوط التماس ستذوب، وتستبدل بحرب غير متجانسة".&وتضيف أن الحكومة "واهمة للتفكير بالقدرة على استعادة الانبار. تاريخ المحافظة يؤكد انه عندما تعتقد ان الامور انجزت (...) يتبين انها ليست كذلك".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الانبار
منطقة ذات خصوصية -

تمتاز الانبار بالتعصب الديني والطائفي الشديد لذلك يجد بقيةسكان العراق صعوبة في العيش فيها وهي منطقة عشائرية صحراوية تقل فيها الزراعة او الصناعة ومصادر الرزق الاخرى وقد استفاد صدام من هذه الخصائص فوظف سكانها في الجيش والشرطة واجهزةالمخابرات وبما ان داعش هي من بقايا مخابرات صدام فانه يمكن اعتبار معظم عناصر داعش هم من سكان الانبار هذا وبالنظر لضعف الموارد الذاتية للمحافظة لذا فان عددا منهم يشتغل في تجارة التهريب عبر الحدود وبالمقارنة مع تكريت فان تكريت اكثر تقدما من الانبار فيما يخص وجود موارد ذاتية اكبر مع نسبة اعلى من التعليم ومعروف ان معظم عناصر الجيش السابق هم من محافظة الانبار لذا فان اي هجوم على الانبار سينتج عنه خسائر بشرية كبيرة وقد تكتفى الحكومة بمحاصرة الانبار وتركها لداعش عملا بحكمة ان كل قوم يحصلون على الحكومة التى يستحقونها