أخبار

خطة إعلامية نفسية ميزانيتها 6 ملايين دولار

أفيخاي أدرعي... جسر إسرائيل الجديد إلى المجتمع العربي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يؤكد الخبراء أن أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، شخص خبيث وشديد الذكاء، تلقى دورات مكثفة، ليتحمل الشتائم العربية بهدوء، وتكمن خطورته في أن وتيرة العداء له تخفّ شيئًا فشيئًا على المدى الطويل.

سارة شريف من القاهرة: لو كنت من رواد فايسبوك وتويتر أو لم تكن، ستعرف حتمًا أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. للوهلة الأولى تظنه عربيًا، يتحدث اللغة العربية بطلاقة كأي "شامي"، ويسخر كما يسخر العرب، مطلقًا النكات، ومعتمدًا على الأمثال الشعبية، مرددًا الأدعية الإسلامية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية، حتى ليخاله المرء مصليًا وصائمًا في رمضان.

من هو؟
لا بد من الاعتراف على الأقل بمهارته، إذ نجح في ما فشل فيه كثيرون. فقبله ظهر أوفير جندلمان المتحدث للإعلام العربي باسم رئاسة وزراء إسرائيل. لم تتجاوز صفحته بضعة آلاف المتابعين، ولم يسمع عنه سوى المتخصصين في الإسرائيليات، رغم أنه كان مشروعًا إسرائيليًا لفتح حوار مع الإعلام العربي. لكن المشروع فشل، إذ كان جندلمان يهوديًا أكثر مما ينبغي، وبملامح غربية، ويكتب بلغة بعيدة عن لغة العرب، فلم ينل شهرة أدرعي، الذي نجح في أن يحصد 612.871 متابعاً على فايسبوك، و113 ألف متابع على تويتر.

ولد أفيخاي أدرعي في العام 1982 في حيفا. جده وجدته عراقيان، وجدته لوالده تركية. تخرج في إحدى المدارس الثانوية التي تدرس اللغة العربية والكومبيوتر، وانضم إلى الجيش الإسرائيلي في العام 2001. خدم في وحدة 8200 من سلاح الاستخبارات، ووقتها كان يحمل رتبة رقيب، ثم تم إرساله إلى دورة إعداد ضابط، وحصل بعدها على رتبة رائد، ثم ترأس شعبة وسائل الإعلام العربية، وصار المتحدث بلسان الجيش الإٍسرائيلي في العام 2005. يعتبر ثاني من تقلد هذا المنصب في إسرائيل، حيث شغله بعد إيتان عروسي، الذي لم يحقق شهرة كبيرة كشهرة أدرعي.

يقول عماد الشربيني، الباحث في التنمية البشرية، لـ "إيلاف" عن أدرعي: "إنه شخصية شديدة الذكاء، وله جاذبية واضحة، وخلف ابتسماته الدائمة دوافع إيجابية وثقة كبيرة بالنفس، ويبدو أنه تلقى الكثير من التدريبات الخاصة بتفعيل الطاقة الإيجابية وكيفية التعامل مع أنواع مختلفة من البشر".

شعبة الإعلام العربي
قبل نحو عامين ونصف عام، أنشأ الجيش الإسرائيلي شعبة وسائل الإعلام العربية للترويج لإسرائيل وجيشها من خلال الإنترنت. واستغلت وقتها طفرة مواقع تواصل الاجتماعي فأنشأت صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على فايسبوك وتويتر، إضافة إلى قناة خاصة على موقع يوتيوب بالعربية.

كانت الخطة إيجاد قناة تواصل مع شباب العالم العربي عن طريق الإنترنت، وبوساطة الصفحات الاجتماعية، التي يتم تحديثها بانتظام بالصور والاخبار الشيقة، توسعًا في جهود العلاقات العامة في الجيش الإسرائيلي. تولى أفيخاي إدارة هذا المشروع، الذي رصد له مبلغ 6 ملايين دولار من أجل تعزيز وجود إسرائيل الإلكتروني في العالم العربي، وفقًا لموقع "غلوبس" الإسرائيلي.

وثمة سبب آخر لإطلاق هذا المشروع، وهو بحث أجري بعد عملية حرب غزة 2012، بيّن أن الجيش الإسرائيلي يجد صعوبة في إنتاج حملة إعلامية ودعائية ناجحة له في العالم العربي الذي لا يتابع الإعلام الإسرائيلي. لذلك، تم تنفيذ هذا المشروع في محاولة لتصدير أعمال وإنجازات وماركة الجيش الإسرائيلي في العالم العربي، وإقامة حوار مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي العرب.

نشاط دعائي
من يتابع أدرعي يلحظ أنه يتمتع بمعرفة واسعة بالعالم العربي. تعد كتاباته مزيجًا من الدعاية للجيش الإٍسرائيلي والترويج لأخلاقيات اليهود ومحاولة استفزاز العرب. فعلى سبيل المثال، يكتب يوم الجمعة أدعية المسلمين، ويذيّلها بقوله: "صديقي المسلم: يا من أرجو له كل خير، وأحبه في الله لا غير، اللهم إبعد عنه كل شر، وأسعده مدى الدهر، ويسّر وسهّل له كل أمر، واغفر له ولوالديه يوم الحشر، وبارك الله جمعتك وسائر أيامك، جمعة مباركة للجميع"، متلاعبًا بمشاعر المسلمين، ومتقربًا منهم.

ورغم أن أدرعي أحيانًا يواجه شتائم الناشطين العرب بالصمت، إلا أنه لا يسكت عن سخرية بعض الناشطين من المحرقة اليهودية. فكتب قائلًا: "ليس هناك ما هو أكثر غباء ولا أخلاقية من إنكار الهولوكوست، فظاهرة إنكار الهولوكوست موجودة للأسف الشديد أيضًا وسط متابعي الصفحة، الذين يستعملون الرسومات والعبارات النازية للتغطية على جهلهم وغبائهم. فالصور والحقائق تحكي قصة أبشع جريمة شهدتها الإنسانية، والأفضل لهؤلاء المنكرين أن يختاروا ربما للمرة الأولى في حياتهم طريق العلم والتعلم بدلًا من طريق الإنكار والتطرف والجهل".

أحمد غانم، الخبير في التسويق والدعاية، يقول لـ "إيلاف" إن أدرعي يستخدم طريقة مبتكرة في التسويق، "وهي الحملات المضادة، أي الشهرة التي تأتي بالعداء، والتي كسب عن طريقها هذه الشهرة الواسعة والشعبية الكبيرة، وللعلم هذا العداء مع الوقت يمكن أن يقلّ، ويمكن أن يتغيّر إلى شعور آخر، وهو اللاعداء واللاحب، بمعنى أن الجمهور يهتم به من دون أن يستمر في كراهيته له، وهو في هذه الأثناء يستفيد من تعرّضه لحملات الشتم، مكتفيًا بالصمت، ليظهر العرب أمام الغرب في صورة الهمج، بينما يظهر هو متحدثًا باحترام".

فخر الإعلام الإٍسرائيلي
كتب ميشال دانييلي، في موقع القناة الثانية الإٍسرائيلية، أن أدرعي نجح في ما لم ينجح فيه سواه، "فعن طريق صفحتيه في فايسبوك وتويتر، يتواجد يوميًا مع 60 مليون متابع عربي، حتى لو كانوا يهاجمونه، فيكفي أن كل هذا العدد يحرص على متابعته، وهو يمتاز بالمهنية والذكاء، واستطاع جيدًا أن يخلط بين مهنته ومدنيته، فيتحدث تارة كضابط في الجيش، وتارة أخرى كرجل عربي أصيل، وهو ما جعلنا نفهم العرب أكثر، ونلمس عن قرب رياح التغيير في الشرق الأوسط".

علق أدرعي في مقابلة صحافية: "هدفي إظهار الوجه الآخر لإسرائيل في وسائل الإعلام العربية. نعم، وكي نصل إلى هذا سنمر برسائل أكثر هجومية من العرب، وسيكون لنا وقت أكبر وفرص أكثر، حتى تعمل وزارة الخارجية بجد، وتكتشف جوانب أخرى من هذه البلاد من خلال تعليقات المتابعين".

ونشرت معاريف تقريرًا عن أدرعي تحدثت فيه عن صلابته، وهو في حالة حرب دائمة مع العالم العربي. وعلق أدرعي: "لو كنت أحذف التعليقات التي تهاجمني، لقضيت يومي كله أحذف التعليقات".

وعلق أحمد أبو منه، الاختصاصي النفسي والسلوكي، على ذلك قائلًا لـ "إيلاف": "يبدو واضحًا أن أدرعي تلقى دورات كثيفة في الثبات الإنفعالي، وهو ما يجعله هادئًا تجاه كل هذا الهجوم العربي عليه، إضافة إلى أنه دارس جيد للمجتمعات العربية، فمن ينجح في استفزازك يملك حتمًا مفاتيحك". وقد تلقى أدرعي التهديدات وما زال، خصوصًا من حركة حماس، ما جعله يتحرك في ظل حراسة خاصة.

خطورة أدرعي
تحلل الدكتورة إيمان السيد، المتخصصة النفسية واستشارية الأسرى والباحثة في العلوم النفسية والسلوكية، شخصية أدرعي. إذ تقول لـ"إيلاف": "أدرعي شخصية خبيثة تتسم بالدهاء، فهو يتبع سياسة النفس الطويل، ويستخدم أقوى وسيلة يستطيع أن يصل بها إلى العرب، وهو استفزازهم، وهذا بالنسبة إليه نجاح في حد ذاته، والخطر الحقيقي الآن يكمن في أن العرب منحوه أكبر من حجمه، واستطاع أن ينفذ لجميع الأعمار والمراحل العمرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".

تضيف السيد: "هذا الانتشار نجاح حقيقي له، هو يلعب على عواطف العرب العدائية تجاه إسرائيل، والخطر هو انتشاره، فلو تخيلنا أنه بعد أعوام عدة يصبح أدرعي من أشهر الشخصيات، يتحدث عنه الكبير والصغير، حتمًا سيتأثر به الأطفال، وسيتقبلونه أكثر، فوجوده خطر على تفكير أولادنا في المستقبل".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أفيخاي نحن نسيناكم
فد واحد -

لاتحتاجون تغيير افكارنا عنكم فلقد قامت حكوماتنا ومساجدنا بالواجب وحاشا ان يذكروكم بسوء فانتم جيراننا واصدقائنا الذي ترحب دولنا بكم ونرفع اعلامكم في عواصمنا ونرحب بمواطنيكم ومسؤوليكم في العلن والخفاء ونحارب من يعاديكم . ان احتلال فلسطين وطرد شعبها وتدنيس الاقصى وقصف غزة متى احببتم لايفسد للود قضية, فشلوم عليكم ورحمة الله وبركاته..

حقد العرب على اسرائيل
Rizgar -

حقد العرب على اسرائيل مبنية على خوف العرب من الشعوب الغير العربية من التحرر وحذو حذو اسرائيل والخلاص من التعريب والانفال والاغتصاب والخرق والتدمير والمقابر الجماعية والسجون والمعتقلات .....الخ من الهمجية. لقد وجد دولة الاسرائيلين قبل خلق الله للعرب .

!!!!!!
مفيد فوزي -

أنتم العدو الاكبر مع الشيعة المجوس على الاسلام والمسلمين

مجرد سؤال
Rizgar -

لماذا العرب لا يستحقون عطف البشرية في تدمير وانفال وتعريب اسرائيل مثلما فعلوا بالكورد واغتصاب الكورد الايزديات؟ مجرد سؤال !!!

عرب
ابو فهمي -

افيخاي انت انسان قي قمه الانسانيه, واسرائيل بشكل عام دوله حضاريه وانسانيه, والعرب لا يحبونك لانك تذكرهم بهمجيتهم ووحشيتهم, وسير وعين الله ترعاك.

الرد الفلسطيني المزلزل!
هلبجة -

ان تستطيع اسرائيل اذلال الفلسطينيين بشكل مهين ومنتهك للكرامة الانسانية ليس بأمر غريب بسبب الامكانات التكنولوجية الجبارة والتقدم العلمي والعقلي التي تمنلكها، لكن الفلسطيني الضعيف اذا تعنتر بعنتريات ماقتلت ذبابة وتجبر تحت لحى قذرة كثة او اقنعة سوداء خائفة وتمشدق بعبارات فارغة مثل (سيكون ردنا مزلزلا للصهاينة الجبناء) او ماشابه ذلك، وكانت النتيجة طعن تلميذة بسكين، فذلك ما يحوّلا فلسطينيين الى مضحكة ومهزلة محزنة، تفقدهم التعاطف الانساني والدعم المشروع للضعيف... رحم الله امرءً وشعبا عرف قدر نفسه، ورمى بميزته الصوتية الى المزبلة وعاش في الواقع واعترف بالحقيقة مهما كانت مرة، ليستطيع تجاوز نفسه العاجزة المتخلفة.

ايران واسرائيل
مدينة پێنجوین -

يعادي الملالي الايرانيون اسرائيل وامريكا وبريطانيا وكل العالم لانهم يعتبرون اسرائيل والاخريات ينافسونهم على الاستحواذ على العرب والمسلمين، وليس لنصرة الفلسطينيين او العرب او المسلمين، كما يتوهم العرب الاغبياء، فالمشهد هو صراع الذئاب على الحيوان النافق، الذي لم يعد يحتاج الى نصير، ان لم نشبه العرب بالانثى التي يتصارع عليها الفحول... ويبقى الاختيار امام الجثة النافقة في ان تختار من من المتصارعين يفضل ان يأكلها؟!

المجوس
مفيد فوزي -

هناك صيحات بادخال اسرائيل بالجامعة العربيه وجعل اللغه العبريه مادة تدرس في مدارسها .....الشعب اليهودي والعربي في خندق واحد

الفكر
kurdi -

اعتقد ان كل المشكلة تكمن في كيفية فهم الاخر و تقبل الغير ٠لقد حان الوقت للعربي ان يفهم ان هذا الغير حتى و ان لم كن مسلما و عربيا يمكن ان يعلمك ويتعلم منك دون الانقاص منك ٠يجب ان نفهم جميعا انه لا مجال الا للتعايش و الاحترام المتبادل ٠لا بد لنا الا ان نعيش في سلام ٠حتى الموت و القتل و تدمير وتشرد والفقر و المرض قد ملو منا لعلها نهاية حقبة يا رب

مراسلات سرية
ابو الدهب -

كتبت قبل ستة شهور صحيفة لبنانية أن هناك مراسلات سرية بين نعيم قاسم، نائب أمين عام حزل الله، وهذا المسؤول الإسرائيلي لتنسيق هدوء الجبهة على حدود لبنان.

حليف نصر الله
لبناني -

هذا حليف نصر الله إن كنت جاهله

ذكي ومثقف
خليجي-لا ينافق -

هم اليهود عامة والعراقيين خاصة -------احرقوا منازلهم العراقيين 1942م--وشردوهم بالخمسينات--كان اليهود طبقة راقية متعلمة ومنتجة--بل اكثرانهم اكثر أصالة من العرب في العراق--اي انهم من نسل النبي ابراهيم وهو من اوركما ان اليهود جيء بهم بسبي نبوخذ نصر ملك بابل-2580 سنهاما 90% من العرب غزاة قبل 1436 سنة----للتاريخ

المفروض
جابر فهدبن سالم ال عمران -

ان اهل العراق اليوم اقليات العراق وخصوصا المسيحيين واليهود العراقييناما العرب الاغلبية دخلوا بالقوة--

عرب
شهناز -

عرب اليوم هم من بقايا الامبراطوريات القديمة.

نصرالله عميل اسرائيل
لبناني -

جيش الدفاع الإسرائيلي يدافع عن حقوق العرب في العالم العربي وهو يحمي جيش الحر والنصرة وداعش وهناك الالاف من الجرحى في مشافي إسرائيل حفظ الله رؤسائها وجعلهم من سكان الجنه ...اليهود عامة والاسرائيلين لم يهاجموا الفلسطيني الإرهابي ومعه خزب اللوه بل هم خربوا بلاد العرب ولا تمن إسرائيل الدوله القويه من تسليح داعش حتى تنصر على الديكتاتوريه من بشار والخوتي

اليهود هم اشقاء لنا
ابو الدهب -

الفارسي عدو اما اليهودي فهو ابن عمنا و علينا ان نتحد مع إسرائيل لنكون أقوياء و ندافع عن نسائنا و بناتنا ضد المجوسي

الى الدواعش
شيخ سلفي -

بسم الله الرحمن الرحيم و بعد..... أيها الاخوة في الإسلام بعد قرائة ما تكتبونه عن إسرائيل وتمجدون بها أقول لكم حسبي الله ونعم الوكيل ... الان ايران التي تساعد بتحرير بلادكم من اليهودي الظالم ....أصبحت عدوة....فوالله عندكم دماغ زي البطيخة....من الخارج تبدو لك خضراء....اما ان فتحتها....فويل لكم من منظر ....عفن.....

ببساطة
كاميليا -

انا ضد الدول العسكرية. ان يكون هناك جنود على الارض, هذا يعني ان الدولة فاشلة (في اي دولة). لا احب ان يستضعف العسكر طائفة من اهل الارض. انا ضد الاحتلال.