ناجٍ يروي تفاصيل غرق مركب المتوسط قبالة ليبيا
أوروبا تستنفر لمواجهة مأساة المهاجرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعقد وزراء داخلية وخارجية الاتحاد الأوروبي اليوم اجتماعًا طارئًا لمناقشة تداعيات غرق مركب كان يقلّ 700 مهاجر في البحر المتوسط قبالة الشواطئ الليبية، في وقت انتقدت منظمة إغاثية الاتحاد الأوروبي بشأن تعاطيه مع مأساة اللاجئين، وروى أحد المهاجرين الناجين تفاصيل غرق هذا المركب.
إيلاف - متابعة: أعلنت المنظمة الدولية للهجرات اليوم الاثنين أن سفينة تقلّ أكثر من 300 شخص تغرق حاليًا في البحر المتوسط، موضحة أنها تلقت طلبًا للمساعدة من قبل شخص على متن المركب، وذلك بعد يوم واحد من غرق مركب على متنه نحو 700 مهاجر قبالة السواحل الليبية.
وقالت المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، لوسائل الإعلام، إن مكتبها في روما "تلقى طلب مساعدة من مركب في المياه الدولية". وأضافت "هناك ثلاث سفن جنبا إلى جنب في المتوسط، والشخص الذي اتصل قال إن هناك أكثر من 300 شخص على المركب الذي يستقله، والذي يغرق حاليًا".
وأشارت إلى أنها لا تعرف في أي مياه دولة يمكن رصد هذه السفن. واتصلت المنظمة بخفر السواحل. لكنها قالت إنهم لا يملكون "الوسائل للإنقاذ حاليًا" بسبب النقص الذي يواجهونه على أثر غرق سفينة للصيد الأحد قبالة سواحل ليبيا، مما أدى إلى فقدان مئات الأشخاص.
وتابعت إن خفر السواحل "سيحاولون على الأرجح إعادة توجيه سفن" إلى مكان غرق السفينة، موضحة أنها عملية ليست سهلة، لأن "بعض السفن التجارية لا تريد التعاون".
اجتماع عاجل
ويعقد اجتماع طارئ لوزراء الداخلية والخارجية اليوم الاثنين، بعد حادث غرق المهاجرين في البحر المتوسط. وألغى المفوض الأوروبي المكلف الملف ديمتريس أفراموبولوس رحلة كانت مقررة إلى جيبي سبتة ومليلية الأسبانيين في المغرب للتوجه إلى لوكسمبورغ، حيث سيلتقي وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني.
ويعد أفراموبولوس "استراتيجية" جديدة للاتحاد الأوروبي حول الهجرة، من المفترض أن يتم تقديمها في أواسط أيار/مايو. وكان رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك أعلن مساء الأحد أنه يتشاور مع القادة الأوروبيين من أجل تنظيم قمة بحضور رؤساء الدول والحكومات تخصص لهذه المسألة. وكان رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي دعا إلى هذه القمة التي لا يزال من الممكن أن تعقد هذا الأسبوع.
بدورها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني الاثنين: "لا مزيد من الأعذار" لدول الاتحاد لعدم التحرك بعد كارثة غرق مركب المهاجرين الأخيرة في البحر المتوسط، وطالبت بخطوات "فورية". وقالت موغيريني "بعد هذه الكارثة الأخيرة (...) لم يعد لدينا أي عذر، لا مزيد من الأعذار للاتحاد الأوروبي، لا مزيد من الأعذار للدول الأعضاء".
لا يهتمون بإنقاذ الأرواح
في المقابل، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أكثر من 20 ألف من المهاجرين واللاجئين، غالبيتهم من الشرق الأوسط وأفريقيا، لقوا حتفهم في البحر المتوسط، أثناء محاولتهم البحث عن "حياة أفضل" في أوروبا.
وقال رئيس المنظمة، لوريس دي فيليبي في بيان الأحد: "كوارث غرق المئات من المهاجرين لن يمكن وقفها، في ضوء السياسات الحالية للاتحاد الأوروبي". وتابع "الاتحاد الأوروبي لم يبد أي رغبة في تغيير السياسات، التي أدت إلى هذه الأزمة".
وقال "في حين تناقش منظمات اللاجئين وخبراء اللجوء أفضل الوسائل من أجل تجنّب زهق الأرواح في البحر، من خلال فتح قنوات آمنة وشرعية، تعمل دول الاتحاد الأوروبي في اتجاه آخر، فهي تعاني من هاجس تدفق اللاجئين، ولا تهتم أبدًا لإنقاذ الأرواح، بل ينصب اهتمامها على إبعاد اللاجئين عن أراضيها".
&
ولفت البيان إلى أن نحو 3500 شخص لقوا حتفهم غرقًا في البحر المتوسط، على مقربة من السواحل الأوروبية، خلال العام 2014 الماضي، نسبة كبيرة منهم من سوريا وإريتريا وأفريقيا جنوب الصحراء، بينما لقي 500 شخص حتفهم هذا العام، وهذا العدد يُعتقد أنه لا يتضمن ضحايا الكارثة الجديدة التي وقعت الأحد.
ناج شاهد
ونقلت شبكة CNN الأميركية شهادة ناج من كارثة غرق المهاجرين في البحر المتوسط. وقدر الناجي، وهو بنغلاديشي الجنسية، يستجوبه المحققون عقب نقله جوًا مع عدد آخر من الناجين لتلقي العلاج في مستشفى في مدينة كاتانيا الإيطالية، عدد الركاب بـ950 شخصًا، وهو رقم لم تتمكن السلطات الإيطالية والمالطية، التي تقود تحقيقات حول الكارثة، من التحقق منه.
وقال الناجي إن المهرّبين، الذين يسيّرون المركب، أوصدوا اللحظات الأخيرة التي استبقت غرق القارب في الطبقات السفلى بالأقفال، ما ساهم في ارتفاع عدد الضحايا، ولقي المئات مصرعهم غرقًا.
وبعث القارب، المتعدد الطبقات، ليل السبت، نداء استغاثة، بعد أيام عدة في البحر، وتحرك المهاجرون إلى أحد جوانبه أملًا في النجاة، غير أن ذلك أدى إلى جنوحه، ومن ثم غرقه على بعد 110 كيلومترًا شمال ليبيا، ليضاف إلى سلسلة كوارث قضت على آمال الآلاف من المهاجرين في الفرار من وجه العنف في بلادهم وإيجاد ملاذ آمن في أوروبا.