قرائنا من مستخدمي تلغرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام إضغط هنا للإشتراك
اتهم مراقبون، روسيا بعيش حالة من الارتباك السياسي، حتى أن النخبة لم تعد قادرة على تقييم ما هو مقبول وما هو غير مقبول، في وقت يروج فيه التلفزيون الرسمي الروسي الرأي القائل بأن الشعب الروسي شعب الله المختار، &وأن روسيا منار السلام الأقوى توهجًا في العالم.إعداد عبدالاله مجيد: في غضون اربعة اسابيع، شهدت روسيا حدثين يبدو من الوهلة الأولى أن أحدهما لا يمت بصلة الى الآخر. &ولكنهما في الواقع مترابطان ارتباطًا وثيقًا.&كان الحدث الأول اغتيال السياسي المعارض بوريس نيمتسوف والثاني اجتماع "المنتدى المحافظ" الروسي في مدينة سان بطرسبورغ. &ويرى مراقبون أن الحدثين يثبتان شيئاً واحدًا هو أن روسيا فقدت بوصلتها السياسية والأخلاقية. &&شهدت فعالية سان بطرسبورغ اجتماع 150 مندوبًا عن احزاب يمينية متطرفة في اوروبا لبحث "الاتجاهات السياسية" التي تشترك بها مع القيادة الروسية. &وكان بين المجتمعين سياسيون يجاهرون بتعاطفهم مع هتلر. &وجرت على هامش الاجتماع تظاهرة للنازيين الجدد اخترقت شوارع المدينة التي مات فيها مئات الآلاف بسبب الجوع في حصار لينينغراد الذي فرضته جيوش هتلر على المدينة خلال الحرب العالمية الثانية. &واصبحت هذه التضحيات رمزًا للمقاومة البطولية ضد النازيين. &&تعاطف رسمي&ونقلت مجلة شبيغل الالمانية عن المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يستطيع التعليق على اجتماع سان بطرسبورغ قائلاً إن الاجتماع "ليس أجندتنا". &ولكن أحد المشاركين في تنظيم الفعالية كان حزب الوطن الروسي الذي شارك في تأسيسه دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي وسليل صناعة السلاح الروسية. &وكان روغوين يجلس بجانب بوتين خلال اجتماع عقدته مؤخرًا لجنة التحضير للاحتفال بذكرى الانتصار على المانيا النازية في 9 ايار/مايو المقبل. &&لذا يمكن القول إن حلقة بوتين من القادة الروس لم تسكت على الاجتماع الأخير لأحزاب اليمين الاوروبي المتطرف على ارض روسيا فحسب، بل ابدت تعاطفًا لا يُخفى معه. &&ميول قومية متطرفة&تبين الفعالية درجة الارتباك السياسي الذي تعيشه روسيا اليوم.&وكتبت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية أن النخبة السياسية الروسية تخلت عن توجهاتها الأساسية ولم تعد قادرة على تقييم ما هو مقبول وما هو غير مقبول. &وعلى سبيل المثال إن الكرملين يكثر من استخدام مفردة "الفاشية" حتى لم يعد أحد يعرف ما تعنيه الكلمة. &فإن "الطغمة" الحاكمة في كييف "فاشية" ، كما يقول الكرملين ، وفي شرق اوكرانيا يقاتل المتطوعون الروس ضد "فاشيين". &&ولا يبدو أن احدًا من القيادة الروسية يقدِّر أن الميول القومية التي اطلقتها بضم شبه جزيرة القرم مهدت الأرض لشكل خطير من اشكال التطرف. &&قلعة محاصرة&ومن الشائع أن يُقال اليوم إن روسيا أصبحت قلعة محاصرة حتى أن عبارة "نحن ضد العالم" اصبحت أشبه بالايديولوجيا القومية: &روسيا في مواجهة اميركا ، طريقة الحياة الروسية في مواجهة الثقافة الغربية المنحطة، وإذا لم تكن وطنيًا فإنك خائن. &&ويروج التلفزيون الرسمي الروسي الرأي القائل بأن الشعب الروسي شعب الله المختار، &وان روسيا منار السلام الأقوى توهجًا في العالم. &وهكذا عادت الرؤية الطوباوية القائلة إن روسيا خُير أمة على وجه الكوكب. ومن الواضح أن الذين يعزلون أنفسهم على هذا النحو سيلاقون صعوبة في إيجاد اصدقاء في عالم اليوم، ولن يكون لهم من خيار سوى التعامل مع القوميين والنازيين الجدد والمعادين للسامية ، كما تلاحظ مجلة شبيغل.&وفي البلدات والقرى الروسية التي تعيش حياة بائسة بافتقارها الى أبسط الخدمات، يتابع السكان على شاشات التلفزيون معلقين يقولون لهم إن العالم كله يكره الروس لا لشيء سوى لأنهم روس. &&الخوف من روسيا&هذه النزعة القومية التي تجتاح البلد تمنح الروس المسحوقين والمحرومين في الريف الروسي البائس إحساسًا بالتفوق على من يعيشون في بلدان ديمقراطية مزدهرة. &وهم يتابعون بإنتشاء قاذفات القنابل التي يرسلها بوتين فوق مياه الأطلسي و"المناورات المفاجئة" التي يُعلن عنها بمشاركة عشرات آلاف الجنود، والحديث عن "السلاح الاعجازي" الجديد الذي تمتلكه روسيا. &وهم يطربون لدى سماع الاسطوانة القائلة إن الغرب عاد يخاف من روسيا. &&ويحذر مراقبون من أن مشكلة هذا الشعور بالتفوق يقترن بكراهية، الكراهية تجاه المواطنين الذين يختلفون في الرأي وتجاه اوكرانيا والكراهية تجاه الغرب.&ويتولى التلفزيون الروسي تأجيج هذه الكراهية الممزوجة بأشد الأكاذيب وقاحة، على حد وصف مجلة شبيغل ناقلة عن السينمائي الروسي اندريه زفياغنيتسيف مخرج فيلم "ليفياثان" قوله إن الروس شعب طيب وكريم، ولكن "يجري الآن إيقاظ عقد انتقامية لاانسانية وشيطاينة، وتأكيد للذات وكراهية في الداخل ثم استعراضها في الخارج ـ وهي سمات كانت في سبات عميق داخلنا الى ما قبل عام أو عامين". &&ويفسر هذا ردود الأفعال المتسمة بالكراهية على اغتيال بوريس نيمتسوف. &إذ قال نائب رئيس الجامعة، التي يدرس فيها نجل نيمتسوف، إن هذا ما يحدث "للعاهرات". &وتابع أن عدد الخنازير في روسيا "نقص خنزيرا قذرا". & وليس من المستغرب في هذه الأجواء ألا يكلف مجلس النواب الروسي "الدوما" نفسه دقيقة حداد على نيمتسوف الذي كان نائب رئيس الوزراء في السابق.&&متلازمة عنف&ولكن هذا الموقف المتشدد الذي لا يعرف المهادنة يترسخ في روسيا منذ فترة أطول مما يعتقد السينمائي زفياغنيتسيف. &ففي موسكو كثيرًا ما يُسمع الروس يقولون إن حياة الانسان لم تكن لها قيمة تُذكر في الفترة السوفيتية، وأن البلد لم ينتصر على النازية إلا لأن ستالين أدخل في روع السكان بأن النصر يستحق كل التضحيات مهما كانت جسيمة. &وهذا ، كما يقول البعض ، يساعد في فهم الضراوة التي تكتسبها المعارك السياسية اليوم.&وتنقل مجلة شبيغل عن الكاتبة الروسية سفيتلانا اليكسييف ما تسميه "متلازمة عنف" لا فكاك منها اصابت روسيا. &وتقول اليكسييف ان روسيا كانت في حرب طيلة تاريخها تقريبًا، وأن هذه حقيقة صنعت شخصية تعاني "عجزًا أساسيًا عن العيش حياة مدنية سلمية". &وبدلاً من ذلك ينظر الروس الى كل شيء بمنظار النصر أو الهزيمة ، على حد تعبيرها. &&حالة حرب دائمة&في اعقاب الاعتداء القاتل على بوريس نيمتسوف ارتفعت للحظة عابرة اصوات مرموقة من اليسار واليمين على السواء تدعو الى وقفة مع الذات. &وقال اناتولي تشوبايس، المدير السابق لمكتب الرئيس الروسي ورئيس شركة حكومية في الوقت الحاضر، "أن علينا جميعًا أن نتوقف للحظة، سلطة ومعارضة وليبراليين وشيوعيين وقوميين ومحافظين ـ الجميع. &علينا ان نفكر دقيقة على الأقل الى أين نحن نقود روسيا". &ودعا حتى واحد من أشد القوميين تحريضًا بخطاباته النارية الى المصالحة. &ولكنها كانت لحظة عابرة سرعان ما مرت. &ولم يلتفت التلفزيون كثيراً لهذه الدعوات بل استمر في بث برامج وكأن البلد في حالة حرب دائمة. &&هذه هي التربة التي غُرست فيها فلسفة روسيا السياسية الراهنة. &وعبر عنها السياسي اليميني الشعبوي فلاديمير جرينوفسكي حين قال إن النزاع في اوكرانيا "منحنا فرصة للعودة الى دائرة القوى العظمى. &ومن الضروري أن تصبح روسيا مرة أخرى امبراطورية كما كانت في زمن القياصرة أو الفترة السوفيتية. &وعندما نحقق ذلك نستطيع التركيز على تطوير اقتصادنا. &ولكن علينا ان نتحرر أولاً من الغرب". &&ولكن هناك من يرى أن طريق القوة والرقي يسير في الاتجاه المعاكس. &وان على البلد أن يهتم بتحقيق الازدهار في الداخل بدلاً من السعي وراء احلام جيوسياسية. &فإن روسيا حققت عائدات ضخمة من تصدير مواد اولية لكنها لم تتمكن من شق طريق حديث بين موسكو وسان بطرسبورغ. &وفي المدن الروسية في العمق تغلق معامل ومستشفيات ومدارس ابوابها ويرحل الرجال الى شرق اوكرانيا للقتال من أجل عالم روسي وهمي. &وتُقام لهم احتفالات توديع بمباركة من السلطات. &&باختصار، إن اغتيال نيمتسوف واجتماع احزاب اليمين الاوروبي المتطرف في سان بطرسبورغ مؤشر الى أن لوثة الانتقام السياسي اصابت النخبة السياسية الروسية ، وهي لوثة انتقلت عدواها الى اولئك الروس الذين لا يريدون بناء حياة طبيعية داخل بلدهم أو غير قادرين على بنائها ، كما كتب صحافي على موقع غازيتا الروسي. &واضاف الصحافي أن هذا لا يمكن أن ينتهي إلا "بكارثة وطنية هائلة".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
..................
ياسمين -
روسيا .. لعنة الإلحاد تطاردها .
لعبة قذرة بلا اخلاق
وجهة نظر -
من قال ان السياسة فيها اخلاق ؟ ان السياسة لعبة قذرة بلا اخلاق! روسيا او امريكا او اسرائيل او تركيا او ايران ولا استثناء للدول العربية منها طبعا. فالسياسيون كذابون مخادعون ...الخ.
Getting desparate
Salman Haj -
The lack of success in adventurism is making wealthy Arabs desperate and are lashing with their proganda against Rssia and Putin following in the steps of a super power whose designs are being partly thwarted by Russia''s Putin. It must be real frustrating and painful. Regards
فاشية امريكا واسرائيل
elaph-follower -
ان جميع افعال هتلر التي لازال الغرب وامريكا يذكرها بكل سوء لاتساوي 1% من مافعلته امريكا واسرائيل منذ انشاؤهما الى يومنا هذا فعندما ياتي الفعل السيئ من شخص فاشي وعنصري كهتلر يكون الامر غير مستغربا لان هذا مايؤمن به ولكن عندما تأتي الافعال العنصرية والفاشية من دولة تدعي انها حامية الديمقراطية واخرى تدعي انها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط في العالم ففي هذه الحالة على العالم اجمع ان يقول بصوت عالي كفاكم كذبا وافتراء ومتاجرة بدماء الشعوب لانه لايمكن لعاقل او اي احد منا بأمكانه نسيان المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية في حق الشعب العراقي بادعاء انهم اتوا ليقدموا لهذا الشعب الحرية والديمقراطية ولكنهم اعطوة الدماء والقتل والتشريد وتركوه للعصابات تنهش في لحمه وتسرق خيرات البلد ومقدراته مقابل حصولها على الحصانة لكل مجرميها من المسائلة عن جرائمهم التي ارتكبوها بدم بارد في حق الشعب العراقي وما حصل في افغانستان لايقل دموية عن العراق وكذلك جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ورغم كل هذا لم تجد امريكا واسرائيل من يقول لهما كفاكما يادول الارهاب الكبرى في العالم رغم انه لم يتجرأ احد للمطالبة بمحاكمة جورج بوش الأبن وصقوره وكل سياسي اسرائيل وقادة الجيش الاسرائيلي كمجرمي حرب لاننا لو قارنا افعال هتلر التي يتباكي العالم على ضحاياه من اليهود فقط بافعال امريكا واسرائيل لاكتشفنا ان هتلر كان ملاكا مقارنة بامريكا واسرائيل لان هتلر اشعل حروبا ولكن امريكا واسرائيل يقتلون شعوبا باكملها دون اي شفقة او رحمة
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
جميل -
وانتم ما علاقتكم بروسيا ؟ والله لولا النفط لكنتم لحد الان تركبون البعير وتتغذون بالبلح وحليب الناقه وتنامون ببيوت الشعر وتقضون حاجتكم في العراء .